سميرة العوضي ابنة الـ21 عامًا ضحية الفلتان الأمني في حمص.. هذا ما حدث لها

كنتونات متفرقة وفصائل وكتائب وقوات لميليشيات الدفاع الوطني في محافظة حمص باتت من أكثر الأشياء التي ترهق بال المدنيين القاطنين في مناطق سيطرة قوات الأسد والميليشيات الداعمة له، والتي دفعت الكثير من الأهالي للطلب من حكومة الأسد اتخاذ اجراءات إصلاحية وتطبيقها في المدينة بعد الفلتان الأمني الحاصل، وتدني المستوى الأخلاقي في الشوارع و الأزقة، ضمن مدينة من المعروف عن سكانها تمسكهم بمبادئهم وقيمهم منذ أجيال، وبأبسط العبارات فمن الممكن توصيف سكان أهالي مدينة حمص بالعائلات (المحافظة).

 شهدت مدينة حمص خلال الأعوام الماضية تفككًا أسريًا وأخلاقيًا جامحًا أدى لحصول العديد من حوادث القتل كان آخرها في شوارع الحمرا أحد أكثر الأحياء اكتظاظاً بالسكان المحليين واللاجئين الذين اضطروا لمغادرة أحيائهم بعد دمرت بشكل كامل.

سميرة العوض (طالبة بالسنة الثالثة في جامعة البعث في حمص) وجدت يوم الأمس مقتولة ومرمية في أحد الأزقة على أطراف "حي الحمرا" بعد تغيبها لسبب مجهول عن المنزل لمدة ثلاثة أيام، بحسب مصادر محلية أفادت لـ "أنا برس" من داخل مدينة حمص.

ابنة الـ 21 عامًا  لم يكن أهلها يتوقعون هذه النهاية المأساوية، بل على العكس تماماً كانوا ينتظرون تخرجها من الجامعة ليفرحوا بها كحال العديد من أهالي الطلبة، ليستيقظوا صباح الأمس على أصوات الجيران الذين أخبروهم بالواقعة، بالتزامن مع وصول إحدى سيارات الإسعاف بمرافقة عناصر من الأمن الجنائي. وفي التحقيقات الأولية تبين بأن "سميرة" وبحسب القسم الجنائي تعرضت للضرب بألة حادة على الرأس ما تسبب بحدوث نزيف داخلي الأمر الذي أدى لوفاتها على الفور.

وأضاف قسم التحقيق أن الضحية تعرضت للاغتصاب بشكل عنيف قبل أن ترمى جثة هامدة في أحد الأزقة، دون تحديد الجاني وسط حالة من الذهول لدى ذويها، الذين لم يتقدموا بدورهم بأي شكوى حتى الآن.

وترتبط تلك الوقائع المشابهة بانتشار ظاهرة تجارة المخدرات بين الشباب، فعلى الرغم من تسيير دوريات مكثفة داخل مدينة حمص وانتشار الحواجز الأمنية التي تم الإبقاء عليها ضمن الأحياء وعلى الطرق الرئيسية، ما تزال تجارة المخدرات تشهد انتعاشاً داخل المدينة التي كثرت فيها الفصائل العسكرية و الميليشيات الأجنبية دون أي دور يتخذ من قبلهم لحدّ هذه الظاهرة.

أحد سكان حي الملعب في حمص تحدث في تصريحات لـ "أنا برس" بأن ميليشيا "سُبيع الأسد" إحدى أكثر الميليشات شهرة في أحياء حمص تلعب دوراً كبيراً من خلال نشر بعض الصبية والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-20 عام في القهاوي و كفتريات الجامعة لبيع الحبوب المخدرة "كبتاكون" للمراهقين و الطلاب الجامعيين، مضيفاً بان القاصي والداني يعلم بان مركز نشاطهم يتمركز في منطقة "النفق" أو كما هو متعارف عليه بين زبائن المخدرات "النبعة" وهو النفق الذي يربط ما بين مساكن الجامعة و حي الروضة.

وكانت الجهات الأمنية في مدينة حمص قد أعلنت أول أمس الأحد السادس عشر من شهر يوليو الجاري، عن تمكن عناصرها من إلقاء القبض على  شخصين من مروجي المواد المخدرة في محافظة حمص ، ضبط بحوزتهما كمية / 115 / مئة وخمسة عشر كيلوغراماً من مادة الحشيش المخدر، وبالتحقيق معهما اعترفا بحيازة المواد المخدرة وترويجها.

تجدر الإشارة الى أنها ليست المرة الأولى التي يتم إلقاء القبض على تجار المخدرات في حمص، فقد أوردنا في تقرير سابق حيثيات إلقاء القبض على إمرأة تبيين أنها مرتبطة بتجار من أصل لبناني يقومون بتسهيل إدخال المخدرات من لبنان وبيعها في شوارع المدينة.