http://anapress.net/a/227718342188654
شهدت القمة التي انعقدت بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الاتفاق على عددٍ من الترتيبات الخاصة بخصوص إدلب، فيما بقيت ملفات خلافية مستمرة على ذات الوضع، وفي الصدارة منها ملف "مصير بشار الأسد" و"المنطقة الآمنة".
وبحسب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم (الخميس) في تصريحات أدلى بها لقناة الخبر التلفزيونية، فإن الملفات الخلافية تجسدت في الموقف من مصير نظام الأسد، وكذا المنطقة الآمنة شمالي سوريا، التي شدد الوزير التركي في تصريحاته على أن بلاده قادرة على أن تقوم بها بمفردها، ولكنها في الوقت ذاته تفتح الباب أمام الولايات المتحدة وروسيا وأي قوى أخرى تريد في التعاون معها في تلك المسألة.
التواصل مع الأسد
وبخصوص الموقف من الأسد، ذكر أن كلاً من روسيا وتركيا لديهما نفس التوجه الخاص بحتمية "الحل السياسي" في سوريا، باستثناء الموقف من بقاء نظام بشار الأسد في منصبه، كاشفاً في الوقت ذاته عن اتصالات تقوم بها أنقرة مع النظام السوري، دونما أن يحدد طبيعة تلك الاتصالت أو المزيد من التفاصيل عنها.
كما كشف الوزير التركي عن اتصالات تجريها بلاده مع كل من إيران وروسيا للاتفاق على عقد اجتماع من أجل مناقشة اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن.
وخلال الاجتماع، لم يحصل أردوغان، أمس الأربعاء، على دعم نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول المنطقة الأمنة التي يرغب في إقامتها على الحدود التركية السورية، إذ تواصل موسكو الدفاع عن الحوار بين دمشق والأكراد.
أمور جوهرية
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين: "من الأمور الجوهرية ألا يُسمح بفراغ في السلطة فور انسحاب القوات الأمريكية"، وأوضح أن هدفه الوحيد، مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، ووحدات حماية الشعب الكردية السورية.
وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ختام مباحثات أجراها في موسكو، أمس (الأربعاء) مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عن اتفاق بين الجانبين على حول إدلب، على أن يشرعا في تنفيذ خطوات عملية فيه "على الفور".
وقال بوتين، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، إنه ناقش وأردوغان "الخطوات التي يمكن لهما اتخاذها للحفاظ على استقرار الوضع في محافظة إدلب السورية".
وكانت وزارة الخارجية الروسية ذكرت في وقت سابق يوم الأربعاء أن الوضع في هذه المحافظة، التي حاولت موسكو وأنقرة إنشاء منطقة عدم تصعيد فيها، يتدهور بسرعة وأنها كادت أن تصبح تحت السيطرة الكاملة لجبهة النصرة المتشددة.
وبحسب رويترز، قال بوتين إن وزيري الدفاع الروسي والتركي أجريا بالفعل محادثات بشأن تحرك محدد للبلدين في إدلب على أن يتم تنفيذ إجراءات على الفور، دون أن يحدد ماهية تلك الإجراءات. وأضاف بوتين، متحدثا إلى جوار أردوغان، ”لسوء الحظ هناك مشكلات كثيرة هناك، ونحن ندركها". وتابع قائلاً: إن تركيا تبذل كثيرا من الجهود في محاولة لمعالجة الوضع لكن على أنقرة وموسكو اتخاذ مزيد من الإجراءات ”للقضاء على ما تقوم به الجماعات الإرهابية“.
وقال بوتين إنه وافق على استضافة قمة قريبا لتناقش فيها روسيا وتركيا وإيران الوضع في سوريا. ولم يحدد موعدا للقمة لكنه قال إنه اتفق على موعد مبدئي مع أردوغان. وشكا الزعيم الروسي أيضا من صعوبة تشكيل لجنة إعادة صياغة الدستور في سوريا برعاية الأمم المتحدة، قائلا إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا رفضت تشكيلا مقترحا للجنة في ديسمبر كانون الأول وإن هذا الموقف كان مفاجئا لموسكو.