المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

حي جوبر.. كيف تمت سرقة آثار أقدم معبد يهودي في العالم؟

 
   
15:19

http://anapress.net/a/21999047078592
6622
مشاهدة


حي جوبر.. كيف تمت سرقة آثار أقدم معبد يهودي في العالم؟
صورة أرشيفية من الانترنت

حجم الخط:

قبل شهر واحد، أعلنت وزارة السياحة التابعة للنظام سرقة "الكنيس اليهودي" الموجود في حي جوبر بدمشق، بعد أيام من اتفاق خروج مقاتلي المعارضة من الغوطة الشرقية، ورغم أنه لم يتم الإعلان عن التفاصيل، إلا أن السلطات التركية كشفت شيئًا ما مرتبطًا بسرقة الآثار من حي جوبر، ربما يكون هو الأكثر أهمية "يهودياً" طالما أن حي جوبر من أقدم الأحياء اليهودية.

أعلنت السلطات التركية قبل يومين عن إلقاء القبض على خمسة أشخاص، قادمين من إسطنبول باتجاه ولاية بلجيك، شمال غرب البلاد، أما السبب، فكان عثور السلطات داخل السيارة التي تقل الأشخاص المحتجزين، على نسختين قديمتين من التوراة، تعودان إلى ما قبل التاريخ – وفق مديرية آثار بلجيك التركية – منقوشتين على جلد غزال ومطرزتين بالذهب وأحجار الزمر والياقوت.

فيما العملية كانت – وفقاً للسلطات التركية – أن يتم تسليم نسختي التوراة مقابل ما يقارب المليوني دولار، لمسلّمي النسخ، ليتقاسموها ربما مع المهربين أو الشركات. في حين أن النسخ – وفقاً لنوار رمضان وهو خبير آثار تحدث لـ "أنا برس" – تساوي ثروة هائلة. (اقرأ أيضًا: قاضي منشق يكشف عن معلومات جديدة حول "سطو النظام على الآثار" في سوريا).

مصادر صحافية متنوعة "بعضها مقرّب من النظام"، أكدت على أن بين الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم، ثلاثة سوريين يتبعون لـ "فيلق الرحمن"، وهو الفيلق الذي كان متواجداً في حي جوبر بدمشق.

علاقة فيلق الرحمن

وفقاً لمصادر صحافية – بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان – فإن القصة ليست جديدة، وإنما بدأت قبل عملية التهجير إلى الشمال السوري.

وتقول المصادر أن "اتفاقاً كان قد جرى بين المجلس المحلي لحي جوبر وفيلق الرحمن، الذي يسيطر على الحي، للحفاظ على الآثار اليهودية في الحي، وهو ما أنكره فيلق الرحمن لاحقاً وحتى بعد التوجّه إلى الشمال السوري أي بعد التهجير، ليضيع معه الاتفاق وتضيع معه الآثار". وتردف المصادر: "رغم محاولات عديدة من قبل المجلس المحلي لحي جوبر لإعادة الآثار المسروقة، إلا أن انكار فيلق الرحمن بقي سيد الموقف".

أحمد الحسين، وهو ناشط إعلامي من الغوطة الشرقية، يقول لـ "أنا برس" إن "الخلاف موجود بين المجلس المحلي وفيلق الرحمن بخصوص قضية الآثار، والاجتماعات الأخيرة بينهم لم تفض إلى شيء، لكن لا أعتقد بأن قيادات فيلق الرحمن قامت بسرقة الآثار من تلقاء نفسها وإنما بكل تأكيد لمصلحة إسرائيل، وبالتالي الفيلق سيبيع الآثار لهم". (اقرأ أيضًا: خبير آثار سوري: لديّ وثائق ومعلومات تدين النظام).

ويردف الحسين: "بحسب المعلومات المتاحة، فإن عناصر من فيلق الرحمن أخذوا حصصهم من سرقات صغيرة للآثار تلك، وحاولوا بيعها بشكل فردي، بعضهم اتجه إلى تركيا، لكن السرقات الكبيرة بقيت مع القيادات".

أهمية آثار جوبر

يعتبر حي جوبر من أهم الأحياء اليهودية في سوريا على الإطلاق، ويصنّفه باحثون بالأهم تاريخياً بعد مدينة خيبر السعودية "وكانوا يطلقون عليهم تسمية يهود خيبر". فيما يعتقد البعض أنه يضم أقدم كنيس يهودي في العالم، كما يضم مقام للنبي إلياس والنبي الخضر.

وفي مارس (آذار) من العام 2013، نقلت مصادر مقربة من الحاخام السوري إبراهيم حمرا، زعيم طائفة اليهود العرب السوريين الذي غادر سوريا إلى "إسرائيل" في العام 1994، أن كوماندوس إسرائيلي نفّذ إنزالاً في حي جوبر وقام بجمع آثار ومخطوطات من الكنيس اليهودي وأخرجها بالتعاون مع الأردن وعبر "جيش الإسلام". (اقرأ أيضًا: الحرب على الآثار في سوريا.. أبرز المعالم التي غيبتها المعارك).

لكن لم يتمّكن الكوماندوس الإسرائيلي من إخراج كل ما في المعبد اليهودي وفي المنطقة من آثار، لتكشف صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن ثمة تعاون "إسرائيلي تركي" لإخراج الآثار من حي جوبر برفقة فيلق الرحمن الذي من المقرر أن يخرج وقتها من الحي، وهو ما لم يؤكده الجانب التركي.

يقول الباحث في تاريخ الحضارات سالم الدهبي لـ "أنا برس" إن "معظم آثار المعبد تم نقلها إلى متحف دمشق قبل الحرب في سوريا، وبقي المعبد والمواقع المحيطة به بحاجة إلى بحث وتنقيب أكثر، وفي الغالب أن ما تم سرقته وبيعه مؤخراً هو آثار مكتشفة مجدداً وهنا تقع الخطورة". (اقرأ أيضًا: مسؤول سابق: النظام ليس وحده المتورط في عمليات نهب الآثار).

يتابع الذهبي: "الآثار الموثقة ضمن سجلات مديريات الآثار يمكن إعادتها، لكن غير الموثق يحتاج إلى وقت طويل جداً، ومحاكم، ليعود لسوريا، وربما لن يعود أبداً، ورغم أن بيع الآثار غير الموثقة صعب إلأ أن بعضها المهم والمعروف ممكن بيعه وتحديداً إذا ما كان الحديث عن أقدم معبد يهودي في العالم".

في مارس (آذار) 2018، قدّم مندوب النظام في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، شكوى إلى الأمم المتحدة بخصوص سرقة ونهب آثار عمرها ألفي عام من معبد يهودي في جوبر، لكن دون أي جدوى، وهو ما يعني أن "كنز سوري" بعمر آلاف السنين اختفى وربما لن يعود أبداً. (اقرأ أيضًا: هؤلاء تشاركوا في تدمير تاريخ سوريا (ملف خاص)).




معرض الصور