http://anapress.net/a/291989408680445
"علاج التهاب الكبد الوبائي من الدرجة C ليس متوافرًا"، هذا ما أكده في تصريح خاص لـ "أنا برس" وزير الصحة بالحكومة السورية المؤقتة (التابعة للائتلاف السوري المعارض) الدكتور فراس الجندي.
الأزمات الصحية المرتبطة بنقص الأدوية والكوادر والمعدات الطبية من أكبر التحديات التي تواجه السوريين بالداخل، بخاصة في المناطق المحررة. ويعد أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة من أكبر المتضررين في الحرب السورية، من كما يعد مرض التهاب الكبد الوبائي (بخاصة من الدرجة C) من بين أبرز الأمراض التي لا يتوافر علاج لها في الداخل.
يقول الجندي: "بالنسبة لالتهاب الكبد A فهو مرض عرضي وعلاجه متوفر، وبالنسبة لالتهاب الكبد B هناك لقاح خاص به يمكن أن يتم تناوله للوقاية من المرض، أما التهاب الكبد حمى C فعلاجه غير متوفر نهائيًا في سوريا وهو من أكثر الأنواع خطورة ويؤدي للوفاة".
وتواصلت "أنا برس" في السياق ذاته –على هامش اليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي الموافق 28 تموز (يوليو) من كل عام- مع مسؤول الترصد الوبائي للأمراض المحمية باللقاح (VPD Surveillance coordinator) الدكتور أحمد اليوسف، والذي قال إنه "بالنسبة لالتهاب الكبد A هو الذي نترصده بشكل أساسي لأنه النمط الحاد وأحد أهم أسباب المتلازمة اليرقانية الحادة AJS، توجد بسببه وفيات بسبب اختلاطات التهاب الكبد الصاعق في الشمال السوري".
ويعتبر اليوسف أن "التهاب الكبد A من أشد الأنواع خطورة فقد يتسبب في التهاب كبد صاعق أما التهاب الكبد B و C فهما من النمط المزمن وأيضًا في مراحلهما المتقدمة قد يؤديا إلى قصور كبد وإلى الوفاة".
ويوضح المسؤول في معرض تصريحاته لـ "أنا برس" أن "العلاج الأساسي هو العلاج الداعم، إذ يحدث قصور كبد صاعق مما يؤدي لنقص عوامل التخثر والألبومين وتحدث الأعراض العصبية والأعراض النزفية والأعراض الهضمية مثل (الحبن) وهو تجمع السوائل في جوف البطن، عبر تعويض البلازما و الألبومين والسوائل والشوارد واللاكتولاك.
ويشير مسؤول الترصد الوبائي إلى أنه "توجد 12 حالة وفاة في الشمال السوري بسبب قصور الكبد الصاعق الناجم عن التهاب الكبد"، مضيفا أن "الخوف الأساسي من إصابة الأمهات الحوامل؛ لأنه يسبب مضاعفات ويزيد نسبة الوفيات".
كما يؤكد اليوسف أن "التهاب الكبد B و C نقوم بتشخيصها في مخابرنا وإحالة الحالات لطبيب مختص بالأمراض الهضمية، لكن العلاج ليس متوفرًا في الداخل المحرر، و تتم إحالة المرضى إلى المشافي و المراكز المتخصصة عند الإخوة في الجانب التركي".
وحول أعداد الحالات المصابة يقول اليوسف إن "25319 هو عدد حالات المتلازمة اليرقانية الحادة الخاصة بالتهاب الكبد A و E منذ بدء العام 2018 و حتى تاريخ الأسبوع الماضي في مناطق عمل شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة".
وكانت النقاط الطبية قد ناشدت قبل أيام المنظمات الإنسانية والمعنية لتأمين المسلتزمات الطبية اللازمة لعلاج مئات الأطفال المصابين بمرض التهاب الكبد الوبائي (A) في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية.
وجاء في تلك المناشدة أن "الكثير من الأطفال أصيبوا بالأمراض نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وشح المواد الغذائية والصحية والمياه الصالحة للشرب في المخيم، وأن النقاط الطبية في المخيم تعجز عن تأمين العلاج والوقاية اللازمة لأعداد المصابين في ظل انقطاع الدعم الطبي والمالي لجميع النقاط".