http://anapress.net/a/259448083720036
"الأسرة ومرض السكري" تحت هذا الشعار يحيي العالم اليوم العالمي لمرضى السكري للعام 2019.. والهدف الأساسي لاختيار هذا الشعار هو "رفع الوعي حول تأثير المرض على الأسرة ودعم المتضررين، بالإضافة لتعزيز دور الأسرة في إدارة مرض السكري ورعايته وكيفية الوقاية منه.. فالأسرة هي المكون الأساسي في المجتمع ورفع الوعي لديها يكفل للعالم أجمع نتائج مهمة لمحاربة مرض السكري".
ويأتي ذلك اليوم على السوريين عامة، مختلفاً، في ظل التحديات التي تواجههم بالداخل فيما يتعلق بتأمين العلاج، وكذا التحديات التي تواجههم في الخارج.. وتلقي "أنا برس" في هذا الإطار الضوء على وضع المصابين بداء السكري من السوريين المتواجدين في تركيا.
تم اختيارهذا اليوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، ليكون يوماً عالمياً للسكري، لإحياء ذكرى ميلاد الدكتور "فريدريك بانتينج" الذي شارك مع "شارلز بيست" في اكتشاف الأنسولين في عام 1921، والذي يعد ضروريا لبقاء مرضى السكري أحياء. اللون الأزرق الذي يشبه لون علم الأمم المتحدة والحلقة الدائرية التي ترمز لوحدة المجتمع العالمي للسكري استجابة لهذا المرض.. هو الشعار الذي اعتمده الاتحاد الدولي للسكري عام 2006.
السوريون في تركيا
تقرير لمنظمة الصحة العالمية، نُشر في 21 يناير/ كانون الثاني 2019، أوضح أن معدل الإصابة بداء السكري وانتشاره والوفاة به بين اللاجئين والمهاجرين (في بلدان اللجوء عامة) أعلى مقارنةً بالسكان المضيفين، إضافة إلى أن المهاجرين واللاجئين أكثر تعرُّضاً من السكان المضيفين لاعتلال صحتهم. (نرشح لكم: في اليوم العالمي للسكري.. تعرفوا إلى عدد المصابين به شمال سوريا).
وبدوره، يقول المسؤول بمركز صحة اللاجئين في مدينة غازي عنتاب التركية، الدكتور وضاح فارس، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس": "بالطبع زادت نسبة الإصابات خلال فترة الحرب؛ نتيجة الظروف النفسية التي عاشها المرضى، بالإضافة إلى انقطاع قسم كبير منهم عن العلاجات، الأمر الذي أدى إلى اضطراب مستويات السكر وحدوث مضاعفات عند المرضى".
وشدد على أن "الخدمات المقدمة للاجئين السوريين في تركيا من مرضى السكري تعتبر جيدة؛ ذلك أن الخدمات العلاجية والتشخيصية بالمجان، وفق نظام عمل منظم ودقيق".
ويذكر أن الحكومة التركية، كانت قد خصصت مراكز صحية خاصة باللاجئين السوريين، وذلك بهدف رعايتهم طبياً، وتخفيف العبء عن المشافي التركية، وتوزيع الضغط على تلك المراكز.
في حين أشارات دراسة نشرت في العام 2018 أجرتها منظمة الصحة العالمية مع منظمة افاد AFAD التركية المسؤولة عن متابعة أمور اللاجئين الصحية أن 30% فقط من مرضى السكري السوريين استطاعوا الحصول على علاجهم.
التوعية
على رغم سهولة تلقي العلاج للاجئين من مرضى السكري في تركيا إلا أن صعوبات أخرى يتحدث عنها الدكتور وضاح، في معرض حديثه مع "أنا برس"، من بينها "عدم وجود آليات لتوعية اللاجئين -سواء المرضى أو الأصحاء- حول مرض السكري وطرق العلاج، بسبب الازدحام الشديد في المشافي والمراكز الصحية، وبالتالي لا يجد الأطباء الوقت الكافي لإعطاء المرضى التعليمات اللازمة"، لافتاً في السياق ذاته إلى "عدم وجود أطباء متخصصين بالغدد الصماء في المراكز الصحية والتي تقوم بشكل عام على أطباء ذوو الاختصاص العام".
فيما يقترح الدكتور وضاح "ضرورة وجود جهة تتبنى هذا الأمر، تكون مزودة باستشاريين في مجال الغدد وداء السكري، وتقوم بتنظيم ندوات للتوعية، وزيارات منفصلة عن زيارات المعاينة الروتينية".
السكري
يعرف السكري بأنه مرض مزمن يحدث عندما يعجز "البنكرياس" عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال.
يتزايد عدد المصابين بهذا الداء في العالم بشكل كبير خاصة لدى الأطفال، ويتسبب في إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكليتين والأعصاب، كما يتسبّب في حدوث مشاكل مزمنة وفي الوفاة المبكّرة.
وحسب آخر الاحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، بلغ عدد المتعايشين مع هذا المرض حوالي 422 مليون شخص بالغ في العام 2014، مقارنة بإصابة 108 مليون شخص في عام 1980، في عام 2014 كان 8.5% من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر مصابين بداء السكري. وفي عام 2012 كان داء السكري سبباً مباشراً في 1.5 مليون حالة وفاة، وكان ارتفاع كلوكوز الدم قد سبب بوفاة 2.2 مليون شخص اخرين.