دراسة تكشف عن مفاجأة.. الجري يعادل تأثير المخدرات في شعور النشوة

من المعروف أن رياضة الجري لها فوائد صحية كبيرة للجسم، إلا أن دراسة بريطانية حديثة من جامعة أوكسفورد كشفت عن نتائج جديدة ومذهلة، حيث أوضحت أن ممارسة الجري له دور كبير في تحسين الحالة المزاجية للإنسان والشعور بالنشوة عقب الانتهاء من ممارستها، بل تحدث تأثيرات إيجابية تعادل تعاطي المخدرات .

وتابعت الدراسة أن الشعور بالنشوة الذي يعقب ممارسة الأنشطة الرياضية، غالباً ما يصاحبه انخفاض في مستويات القلق والضغط العصبي، وتنخفض معه بشكل ملحوظ الآلام التي يشعر بها الإنسان، وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد دراسة مستقبلات القنب في الفئران عقب قيامها بالجري. وفسر الباحثون ذلك، بأن التمارين الرياضية تُحدث تأثيرات مشابهة لتدخين الحشيش، نظراً لأن كلاهما يحفز مستقبلات القنب، والتي تساهم في تخفيف الآلام، هذا بخلاف الفوائد المثيرة العديدة للجري، وهو ما يجعله البديل الأمثل للحشيش، وخاصة أن الحشيش له أضرار صحية خطيرة جداً.

وكانت الدراسات السابقة قد أشارت إلى أن الرياضة تساهم في إفراز هرمونات الإندروفين بالجسم، وتُحدث نفس تأثيرات هرمون المورفين، ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، أوضح الخبراء أن ممارسة الرياضة تسهم بشكل عام في تحسين الحالة المزاجية .

وقد نصح الباحثون الجمهوربضرورة اختيار نوع الرياضة التي تناسب الحالة المزاجية والتي ستجعل من يختارها يحرص على ممارستها بانتظام وبالتالي تصبح منافعها الصحية ودورها في تحسين المزاج أكثر فاعلية، فمن يشعر بالحزن عليه اختيار رياضة الدراجة الثابتة، ومن يشعرون بالإحباط، فأفضل علاج لهم سيكون في ممارسة رياضة تسلق الصخور، أما من يشعر بالغضب فعليه أن يلجأ إلى رياضة الملاكمة، أما رياضة اليوجا فهي أفضل علاج لمن يعاني التوتر .

أما بالنسبة لمن يعانون من القلق، فيرى الخبراء أن رياضة الجري هي الأفضل، فالقلق بإمكانه أن يؤدي لتراكم الكثير من الطاقة غير المستخدمة ما لم يتم استهلاكها بالجري الذي يساعد في إطلاق هرمون الأندروفين الذي ينظم المزاج. وثبت أن رياضة الجري تكون أكثر فاعلية بمقدار ثلاثة أمثال من أي رياضة أخرى في تخفيف حدة مشاعر القلق لدى الإنسان.

كما كشفت دراسة أخرى تشيكية حديثة أعدها المعهد الطبي عن حقائق جديدة وفوائد صحية كثيرة لرياضة الجري ، موضحين أنها تغير الحالة النفسية إلى الأفضل، بحيث يبدأ الجسم في الدقائق الأولى من الجري بتحرير هرمون أيندرفين المسؤول عن استرخاء الجسم وبفضله يتم تخفيف التوتر العصبي والنفسي.

وتؤكد الدراسة أيضاً أن الجهاز التنفسي يفيد من الجري بصورة كبيرة ، حيث تصبح عضلات الرئتين أكثر قوة والأنسجة أكثر فعالية، ما يمكن من دخول كميات أكبر من الأوكسجين وطرح ثاني أوكسيد الكربون ليفيد من تلك العملية الجسم خاصة الدماغ وبالتالي يتم تحسين عمل القلب والأوردة والشرايين الدموية.

وأشارت الدراسة إلى أن أفضل الطرق هي ممارسة الجري من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً بمعدل 25 إلى 50 دقيقة يومياً في الهواء الطلق.

من جانبه، يتفق أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر، الدكتور عادل مدني، مع نتائج هذه الدراسة، مؤكداً على فوائد ممارسة التمرينات الرياضية بما فيها رياضة الجري بالنسبة للكبار والصغار والتي لم تقف عند حد الفوائد الصحية فقط، ولكن أيضاً تتعدد فوائدها النفسية، حيبث تسهم بشكل كبير في تحسين الحالة المزاجية بما فيه علاج التوتر والقلق ومقاومة الشعور بالإكتئاب، فيمكننا القول أن ممارسة الرياضة تعد علاج نفسي لكثير من الأمراض النفسية الشهيرة مثل الإكتئاب وغيره، والتي لا يجدي في علاجها العلاج الدوائي وحده .

ويوضح مدني أن ممارسة التمرينات الرياضية يحفز من إنتاج الجسم لبعض المواد الكيميائية منها مادة الأندروفين والتي تساعد بشكل كبير في الشعور بالسعادة، كما أن هذه المادة تقلل من تأثير هرمونات الأدرينالين وهو أحد الهرمونات المسئولة عن تحفيز الشعور بالتوتر والقلق، لهذا تسهم الرياضة بشكل كبير في رفع الروح المعنوية والشعور بالاسترخاء والتخلص من كافة المشاعر السلبية .