المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

بيان.. مسيرة امرأة سورية مليئة بالتحديات

 
   
08:20

http://anapress.net/a/228583164210961
911
مشاهدة


بيان.. مسيرة امرأة سورية مليئة بالتحديات
سيدات سوريات- أرشيفية

حجم الخط:

تعانق البساطة في الحياة ألم المعيشة في الوطن، وتتباعد السطور لتسجل تاريخ الألم وعوائق الحياة الكثيرة التي تواجه من يطالب بحقوقه المسلوبة، إذ لطالما كانت الحرية حق تعطي الإنسان الشعور بالفخر عندما يمتلكه ويبحث عنه في كل مكان.

تلونت مسيرة المرأة السورية بصورة خاصة بمتاعب الحياة في كل مكان عاشت فيه، وواجهت المصاعب لتصل إلى حياة كريمة. سوريا احتوت بداخلها حكايات تقف أمام الجبال لنساء وفتيات واجهن أعتى العقبات التي فرضتها عليهم ظروف الأزمة، بداية من القمع والاعتقال وحتى التشريد والقتل.

بيان ريحان (32 سنة) من سوريا، من محافظة ريف دمشق، كانت تعيش سابقا في مدينة دوما، وكانت تعمل مدرسة ثانوية لمادة التاريخ والجغرافيا. هي واحدة من النماذج النسوية الإيجابية التي يمكن تسليط الضوء عليها، إذ تشكل مسيرة امرأة سورية متواصلة مليئة بالتحديات. (اقرأ أيضًا: عندما يكون الفن نابعا من القلب.. ولاء لا تسمع ولا تتكلم).

"انخرطت في الحراك الثوري ببداية العام ٢٠١١، وبأعمال الثورة السورية التي طالبت بالكرامة والحرية والحقوق العامة المدنية، اقتصر نشاطي في بادئ الأمر على التظاهرات، ومن ثم تصويرها وحتى إعداد وتنسيق التظاهرات".

وتابعت: في فترة انتقال العمل الثوري من العشوائي إلى المنظم أنشأنا تنسيقية ثائرات، كانت التنسيقية النسائية الأولى المنظمة.. وعملنا في الإسعاف الميداني والعمل الإغاثي، فكانت البصمة والجهود بارزة في العام ٢٠١٢ بشكل كامل، وبشهر آب (أغسطس) بدأنا بالتحضير للهيئة العامة للدفاع وكنت عضوة فيها.

 بيان.. نموذج لنسوية ثائرة ضد نظام الأسد

واستطردت: في الشهر التاسع من العام ٢٠١٢ تم اعتقالي من فرع المخابرات التابع لإدارة أمن الدولة، سرية المداهمات ٢١٥، استمرت فترة الاعتقال لمدة شهر كامل، وخرجت من الاعتقال في الخامس والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) عن طريق صفقة تفاوض، عدت أدراجي إلى مدينة دوما، رغم أن شرط إخراجي كان النفي إلى تركيا عن طريق جميعات إنسانية كانت وسيلة للتفاوض.. بدأت في ذلك الحين العمل في مجال الإسعاف وعملت على فكرة مؤسسة اقرأ التعليمية.. كانت ضمن قبو في مدينة سقبا خوفا من قصف الطيران، كانت تحمل دوراً تعليميًا كبيرًا جدا بعد انسحاب مؤسسات الدولة التعليمية.

المجلس المجلس 

في شهر أيلول (سبتمبر) من العام ٢٠١٤ عملت في المجلس المحلي لمدينة دوما، وكنت المرأة الأولى داخل غوطة دمشق التي عملت داخل المجالس المحلية كموظفة في مكتب العلاقات العامة والإعلام، وفي الشهر الأول من العام ٢٠١٥ انتقلت لمكتب المرأة الذي يعد من أوائل مكاتب المرأة في المجالس المحلية.. كان العمل نوعيًا ومتميزًا جدًا للمجلس المحلي لمدينة دوما، ونفذت العديد من المشاريع المتميزة والنوعية. (اقرأ أيضًا: هذا ما حدث لـ "أمهات سوريا" في زمن الحرب).

وواصلت بيان رواية قصتها بقولها: انتقلت فيما بعد إلى مركز شام للإحصاء والتوثيق كمدير لهذا المكتب ومدربة لمنظمة نساء الآن ببرنامج أعداد نساء الآن ومسؤولة التواصل بمنظمة اليوم التالي، ولم يخل العمل من الصعوبات، التي تتلخص بشكل أساسي بأيام وجود النظام السوري والمخابرات والأفرع الأمنية والاعتقال التعسفي، أما بعد انتقال الغوطة من قبضة النظام لقبضة الثوار في وقت سابق، فكانت الصعوبات تتمحور في كيفية التعامل مع البيئة المجتمعية ووجود بعض التيارات الإسلامية التي تفرض وجهة نظرها ووجود شيء يسمى بالحسبة حاولت إيقاف أعمالي لمرات متكررة بتهمة العلمانية وغيرها.

اتخذت قرار البقاء في الأراضي السورية على الرغم من صعوبة الموقف وخروج معظم الأصدقاء إلى تركيا 
 بيان

"تعرضت حياتي بسبب تلك التهم الزائفة للخطر، ففي أحد المرات كنت أعمل على حملة مناصرة عن تمكين المرأة السياسي، فأثناء تحضيري  للنشاط قام بالهجوم علي أشخاص تتبع للحسبة في المكان المقرر إقامة النشاط فيه ووقعت مشكلة كبيرة وقاموا بإيقاف النشاط بالسلاح الذي يحملونه.. مرة أخرى قاموا بالهجوم على مكتبي في مركز شام الحقوقي وألقوا علي تهمة تعليم النساء أشياء غير مقبوله بالنسبة لهم".

وكذلك -والكلام على لسان بيان- فإنه "لم يخل الأمر من صعوبات واجهتني من التيارات العسكرية المتواجدة في تلك المنطقة في ذلك الحين، وخصوصا عند خروجنا في مظاهرات ضد الاقتتال الداخلي لمنعهم من الاقتتال؛ فتعرضوا لي بشكل مباشر لفظيا بالشتائم شخصيات تحمل صفات تشبيحية من تلك الفصائل".

وقالت إنها كانت تواجه تحديات هائلة في العمل في ذلك الحين، يتلخص في صعوبة التنقل لانعدام الحياة لوجيستيا وبسبب ظروف الحصار الصعبة وفقدان وسيلة المواصلات ووجود أعباء مالية كبيرة، فكان التنقل مسافات كبيرة مشيًا على الأقدام، لم تثنها تلك الأمور عن استمرارها في العمل ومواجهة الصعاب. 

صعوبات

"لا ننسى صعوبات التواصل وتأمين الانترنت والصعود لقمم الأبنية لتأمين التغطية لإرسال ربما رسالة أو غيرها.. الأعباء المالية تقف بشكل دائم من تأمين بديل لوجستي باهض الثمن".

وواصلت بيان حديثها قائلة: "قرار الخروج من الغوطة الشرقية جاء بعد فترة التصعيد على الغوطة والكثير من مواقف الموت بالبراميل والصواريخ أثناء وجودنا في الميدان لمساعدة المدنيين وتأمين الاحتياجات، نجونا بأعجوبة من كل القصف والدمار الحاصل.. رافقت وفود الأمم المتحدة في كل مرات الدخول إلى الغوطة الشرقية وقمت بتزويدهم بالإحصاءات والأرقام الدقيقة للحالات الإنسانية المطلوبة وغيرها".

وأفادت بيان بأن "الخروج من الغوطة كان قرارًا قطعيا ورفض واضح للبقاء في ظل النظام السوري.. الشمال السوري واسع والخيارات متعددة.. وصعوبة اتخاذ موقف معين خاص بمكان الاستقرار من أبرز المشاكل التي واجهتني مع إمكانية وجود منزل للعيش فيه في ظل الحالة النفسية الصعبة التي كانت ترافقني بعد خسارة الأهل والاصدقاء والأرض والخروج منها".

وتحدثت بيان عن اللحظات الأولى في الشمال السوري، وقالت إنها "نظمت العديد من الدورات في شهر واحد وأنشطة متعددة في إدلب والأتارب واحسم وإعزاز والباب وبعض المناطق الأخرى".

وتختم بيان حديثها لـ "أنا برس" قائلة: " اتخذت قرار البقاء في الأراضي السورية على الرغم من صعوبة الموقف وخروج معظم الأصدقاء إلى تركيا ومنهم من خرج إلى أوربا بصفة لاجئ، فخسارة الناس التي توافقك الأفكار والمبادئ تعد من أكثر الأشياء التي تساعد على الإحباط رغم وجود مبررات لخروجهم".

"في نهاية المطاف القطار سيبقى على الخط الصحيح يسير ولن توقفه أي عوائق ولن تمنعه من استكمال مسيرة الحياة وسيبقى الأمل عنوان المحطات في كل جولة ومحطة نصل إليها" تقول بيان.