المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

في اليوم العالمي لحقوق الطفل .. قصة أب يحلم بلقاء أولاده

 
   
17:21

http://anapress.net/a/138256815075899
288
مشاهدة


في اليوم العالمي لحقوق الطفل .. قصة أب يحلم بلقاء أولاده
عمر يتأمل صورة ابنه- أنا برس

حجم الخط:

لم تكتف الحرب في سوريا بإلقاء أحمالها الثقيلة على كاهل عُمر، صاحب الـ 45 عاماً، من مهجري مدينة حلب، بل أخذت منه أطفاله، وأصبح حلمه الآن أن "يجتمع معهم ويضمهم إلى صدره"، كما يقول لـ "أنا برس".

عمر الذي يعمل "كومجي" في إحدى ورشات تصليح السيارات بالإضافة إلى أعمال أخرى مثل غسيل السيارات والسجاد حتى يستطيع أن يسد رمق عائلته المكونة من تسع أطفال (إثنان منهم ذكور هما محمد تسع سنوات وأكرم عشر سنوات، بالإضافة إلى بناته السبع)، يروي قصته لـ "أنا برس" من بدايتها.

ويقول: "بعد أن نزحنا إلى الشمال حاولنا عدة مرات الدخول إلى تركيا عن طريق المربين إلا أننا كنا نفشل؛ لأن عدد أفراد العائلة كبير، فاقترح علينا أحد المهربين أن يتم تهريبنا على دفعات، فقمت بتهريب محمد وأكرم إلى تركيا".

عمر آثر إرسال أبنائه إلى تركيا لأن الوضع الصحي لابنه الصغير محمد كان يحتاج إلى متابعة، فهو مصاب إصابة حرب سابقة أدت إلى تهشم كعب قدمه ولا يستطيع المشي بشكل سليم بالإضافة إلى يده المصابة أيضاً، وفقد على أثر هذه الإصابة إصبعين من أصابع يده، وبجسمه توجد خمسين شظية تقريباً على حد قول والده.

لم يستطع عمر وزوجته وبناته اللحاق بهم وانقطعت أخبار الطفلين وفقدا الاتصال بهم لمدة تتجاوز الثلاثة أشهر، ومن شدة الحزن الذي أصاب عمر على أبنائه ساء وضعه الصحي ودخل المشفى للعلاج ووضع في العناية المشددة بسبب ضيق في الشرايين. (اقرأ/ي أيضاً: في اليوم العالمي للطفل.. هذا ما تكشفه "الأرقام" عن واقع أطفال سوريا).

بعد حوالي أربعة أشهر تمكنوا من الوصول إلى بعض المعلومات حول الأطفال وتفيد بأن "الجندرما" وهي القوات المسؤولة عن حرس الحدود، عثرت عليهم وحولتهم إلى أحد دور الأيتام، وفق روايته لـ "أنا برس".

يتابع عمر: "في البداية علمنا أنهم كانوا في إسطنبول وبعدها تم تحويلهم إلى منطقة اسمها أرزنغان.. وأنا لا أعرف أين تقع هذه المدينة التركية، وبعدها جاء الخبر بأن الأطفال ليسوا سوياً بل يسكن كل طفل في مكان مختلف عن الآخر".

لم يكتف عمر بهذه الخبر بل كانت الصدمة الكبرى عندما جاء خبر عن ابنه الصغير محمد، مفاده أن أحد العوائل التركية قامت "بتبنيه" وأصبح ابناً لهم. يقول عمر: "أشعر أني خسرت ابني نهائياً فهو يتبع الآن لعائلة جديدة رغم أنني ووالدته ما زلنا على قيد الحياة."

الحلول التي باتت أمام عمر  باتت قليلة، فالميتم يشترط أن يحضر الأب شخصياً لإخراج ابنه الكبير أكرم من الميتم وأيضاً لكي يستطيع استعادة طفله الصغير محمد من العائلة التي قامت بالتبني وهو أمر غير متاح أما عمر بسبب عدم تمكنه من السفر إلى تركيا.

أما عن طريقة تواصل عمر مع أبنائه فيشرح عمر لـ "أنا برس" بأنه لا توجد وسيلة سوى الانتظار حتى يتمكن ابنه أكرم من الاتصال به مرة واحدة كل شهر أو شهرين، حيث يقوم بتأمين هاتف ويذهب إلى بيت أخيه الجديد لكي يكلم والده ويتمكن من سماع صوته.

بلهجة حزينة يعبر عمر لـ "أنا برس" عن حالته بقوله: "الطفلان لا يغيبا عن بالي نهائياً، كل ما أكلت أكلة بفكر فيهن.. إذا ذهبت إلى مكان أتذكرهم.. أنتظر هاتفي بفارغ الصبر أن يرن لأسمع صوت أبنائي، وأشعر بالحزن الشديد أكثر عندما يحدثني محمد وخاصة أنه لغته التركية أصبحت جيدة أكثر من لغته العربية وهو يحتاج أخيه أن يكون بجانبه لكي يقوم بترجمة الحديث بيني وبينه". حاول عمر جاهداً استعادة أطفاله، حيث تواصل مع الهلال الأحمر التركي ولكن الأمر لم يثمر بأي نتيجة.

يختم عمر حديثه لـ "أنا برس": "الطفلان غائبان عني منذ أربع سنوات، وأطالب المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالأمر بأن يعيدوا أطفالي إلى سوريا أو عمل لم شمل لي ولعائلتي حتى أستطيع الدخول إلى تركيا واستعيد أولادي، فكل ما يحدث لنا يهون مقابل أن أرى أولادي في حضني من جديد، حلم حياتي أضم اطفالي لصدري، أشوفهن وأشمهن، هذه أكبر غصة أشعر بها حاليا".