http://anapress.net/a/494710478822673
أعلنت مجلة الإيكونومست البريطانية، مطلع العام الجاري 2019، عن توقعاتها للدول الأكثر نمواً خلال العام 2019، وقد جاءت سوريا في مقدمة تلك الدول بنسبة نمو متوقعة تصل إلى 9.9%، وهي النسبة التي روّجت إليها تقارير صحف موالية باعتبارها شهادة للاقتصاد السوري وتعافيه تدريجياً.
وبحسب ما أوردته المجلة في تقريرها، فإن الاقتصاد السوري من المتوقع أن يكون "الأسرع نمواً" خلال العام 2019، لكنّها في الوقت ذاته ذكرت أن "نسب النمو الكبيرة المتوقعة إنما تعكس أدنى نقطة للانطلاق".
للإطلاع على تقرير المجلة كاملاً: The fastest growers and biggest shrinkers of 2019
وفيما نفت حكومة النظام السوري من جانبها وجود توقعات رسمية دقيقة حول نسب النمو للعام 2019، فإنه لفهم تلك التوقعات "يجب قراءتها في إطارها الصحيح"، ذلك على أساس أن "الاقتصاد السوري توقف ووصل إلى درجة الصفر، فالأساس هنا هو نقطة المقارنة؛ فإذا تمت المقانة على أساس قبل العام 2010 فالتوقعات والنسب غير صحيحة.. وإذا تمت المقارنة مع سنوات الثورة فالنسبة صحيحة"، على حد تحليل الخبير الاقتصادي السوري يونس الكريم.
ومعنى حديث الكريم أن نقطة الأساس التي انطلقت منها توقعات الإيكونوميست كانت هي النقطة الحالية التي وصل إليها الاقتصاد السوري إلى درجة كبيرة من الانهيار، وبالتالي فإن أي تقدم في حركة الاقتصاد سوف يُعد نمواً، وبالتالي جاءت التوقعات بنمو متسارع، وذلك على عكس الحقيقة إذا ما تم الانطلاق بالمقارنة بالوضع الطبيعي قبل انطلاقة "الثورة".
ويقول الكريم في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" عبر الهاتف، إن "عجلات الاقتصاد الآن بدأت تدور وإن كان ذلك ببطء، ويتوقع أن بعض مشاريع إعادة الإعمار سوف تنطلق.. وهذا الأمر يرفع معدل النمو لكنه معدلاً وهمياً".
ويضيف الخبير الاقتصادي السوري: "الإيكونوميست بتقريرها هذا بهذا الشكل غير المهني أجدها مدفوعة من مكاتب العلاقات العامة التي تعمل لدى الأسد لدى الغرب؛ لأن المقال بهذا الشكل دون إيضاحات وحتى العنوان هو عنوان دعائي".
وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية بحكومة النظام السوري سامر خليل، نفى وجود توقعات رسمية دقيقة لنسب النمو، وقال في تصريحات نقلتها عنه اليوم صحيفة الوطن الموالية: "لا يمكن تأكيد صحة أو واقعية هذه الأرقام بخاصة مع الحالات الانتقالية التي يعيشها الاقتصاد خلال هذه الفترة.. إلا أنها (الأرقام) تتوافق مع نظرتنا الإيجابية لآفاق الاقتصاد السوري خلال المرحلة المقبلة نتيجةً لطبيعة هذا الاقتصاد وتنوعه وما يتسم به من ديناميكية، إضافةً للسياسات والإجراءات التي عملت وتعمل عليها الحكومة لاستعادة النشاط الاقتصادي بحيوية.. يقيننا أنه بإمكان الاقتصاد السوري تحقيق معدلات نمو موجبة مهمة بعد الخسائر الكبيرة التي عانى منها في مرحلة الحرب وأدت إلى تراجع كبير في الناتج المحلي الإجمالي، وأن الحرب باتت بالفعل وراءنا".
وتحدث الخليل عن ما وصفه بـ "التحول الجذري في طريقة نظر العالم الخارجي إلى الاقتصاد السوري"، مستنداً إلى تلك التوقعات. وزعم أن الاقتصاد "استطاع أن يصمد رغم الأضرار الكبيرة التي أصابته طوال ما يقارب ثمان سنوات في وجه حرب كبيرة وشرسة على سوريا".
فيما تحدثت الصحيفة ذاتها عن "دلالات سياسية" مرتبطة بأن "تلك التوقعات مؤشر سياسي على بداية نهاية الحرب على سوريا، وفي كل دول العالم بعد الحروب ترتفع معدلات النمو" على حد تعبير الأستاذ بكلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور رسلان خضور، والذي توقع أن يكون معدل النمو عالياً في العام 2019 ومن الممكن أن يكون أعلى مما توقعته الصحيفة البريطانية. لكنه في الوقت ذاته قال إنه "مع ارتفاع معدل النمو في سوريا من الممكن أن تكون هناك بعض معدلات التضخم وهذا متوقف على طريقة التمويل".
اقرأ/ي أيضًا:
ما خصصه النظام لإعادة الإعمار لا يتجاوز 1% من القيمة المطلوبة
موازنة 2019 وتساؤلات حول "إعادة الإعمار"