خبير اقتصادي لـ"أنا برس": كورونا يتسبب في ركود اقتصادي عالمي.. وأفضل إدخار هو الذهب

شهد الإقتصاد العالمي تراجعا ملحوظا بنسبة كبيرة ، بعد ظهور فيروس كورونا المستجد وانتشاره في دول العالم ، وتفشيه السريع بالدول الأكبر اقتصادا ، حيث أحدث هذا التراجع إرتفاع للمنتجات والسلع الغذائية  المحلية والمستوردة.

خبراء اقتصاديون رسموا سيناريوهات مختلفة لتبعات التدهور الاقتصادي. البعض يأمل في سرعة التعافي، فيما يخشى آخرون من المبالغة بهذا الأمل.

الخبير الاقتصادي الاكاديمي يونس الكريم.. قال خلال حديثه لـ "أنا برس" الإقتصاد العالمي قادم على ركود اقتصادي والذي سيتحول لانكماش اقتصادي، مع الحجر الصحي الدولي والمجهول تاريخ انتهائه.

وأوضح الكريم أنه مع حزمة المساعدات التي تقوم بها الدول الآن بدعمها للشركات وقطاع الإئتمان ، فالتوقع سيكون إنكماش لأنه حزمة المساعدات هي أكتر من 20 % من الميزانية العامة للبلاد ، وهو ما يشكل ضغط كبير على الموازنة ويفقد أي إمكانية للإنفاقات الاستثمارية وحتى الإنفاقات الاستهلاكية وبالتالي هذا الأمر سيقود إلى انكماش وليس فقط ركود.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أنه مع السلوكيات المستهلكة قد اختلفت بعد عملية الحجر طويل الأمد الآن نحن نقارن بعض الدول باتت شهريين أيضا السمة العامة هو الخوف وعدم الثقة وبالتالي  المستثمرين لن يعودوا إلى إستثمار أموالهم بالبورصة والشركات وإنما سوف تكون هناك ضغط على عدة قطاعات كالقطاعات الصحية وقطاع الذهب

وبحسب الكريم سوف يرتفع أسعار الذهب الآن خلال فترة الإنكماش لأن العائدية من الأعمال والاستثمارات لن تكون مقنعة للمستثمرين..  وهذا الأمر سوف يبقي على الذهب بأسعار مرتفعة.. وخاصة أن هنا معادلة صعبة أن الدولار أيضا هو مرتفع القيمة. 

لكن مع عملية ضخ الأموال التي سوف تنتجها كل من الإتحاد الأوروبي باليورو 750 مليار يورو ، والحكومة الأمريكية بمقدار 2000 مليار دولار ، إن هذا الأمر سيقود إلى إنخفاض قيمة الدولار وبالتالي التوجه حمالة الدولار للتخلص من عبئ هذا الدولار ، وأيضا معدل سعر فائدة صفر ، والتخلص من هذا الدولار المنخفض القيمة والذي يهوي إلى اللجوء إلى الذهب ، إذا الذهب هو العنصر الذي سوف يكون ارتفاعه كبير جدا.. نحن نتكلم عن أرقام قياسية جديدة للذهب. وفق الكريم.

وأكد الكريم أن الذهب هو العنصر الأقوى بعملية الإدخار للقيمة ، لكن هذا الأمر  شديد الملاحظة، إذ يتعلق حسب المدة الزمنية.. فإن كان الادخار على المدة المتوسطة أي ما 9 أشهر إلى السنة ونصف فالدهب هو الأفضل على الإطلاق.

وإن كانت المدة أطول من السنتين فإن المشاريع الإستثمارية خاصة في مشاريع الأنماط الإستهلاكية الجديدة وهذا يختلف من دولة إلى أخرى ، ولكن الآن راسخ المواضيع هو إنتاج المواد الغذائية ، إنتاج المستلزمات الطبية هي التي سوف تكون القطاعات الرائدة ، وبالتالي هذا الإستثمار سوف يكون الإستثمار رائع جدا ، والابتعاد بطبيعة الحال عن الإستثمارات السياحية والموسمية وماشابه. على حد تعبيره.

وكانت وكالة "ستاندرد آند بورز جلوبال" ، توقعت أن يشهد العالم ركوداً اقتصادياً خلال 2020، مع تصاعد انتشار وباء كورونا، وتراجع النمو الاقتصادي بشكل حاد، بسبب تقلبات الأسواق وزيادة الضغط على مستويات الائتمان.

وقالت الوكالة في تقرير لها، إن التقديرات ترجح أن يسجل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي نسبة تتراوح ما بين 1 بالمئة إلى 1.5 بالمئة خلال 2020، مع احتمالات بالمزيد من التصاعد في المخاطر.