الدولار يتخطى عتبة الـ 800 ليرة.. وخبير اقتصادي لـ "أنا برس": انهيار العملة ينذر بكارثة

تخطى سعر صرف الدولار الأمريكي أمس الخميس، إلى حاجز الـ 800 ليرة سورية في العاصمة السورية دمشق ومحافظتي الحسكة وحماة شمالي شرقي ووسط سوريا.

وبنهاية تعاملات أمس، بلغ سعر صرف الدولار الأميركي الواحد 795 ليرة للشراء و800 للمبيع في أسواق دمشق، بعد أن كان 792 ليرة مبيعا و 789 ليرة شراء صباح الخميس، كما سجل في محافظة الحسكة 810 للمبيع و803 للشراء، أما في مدينة حماة فوصل إلى 805 للمبيع و802 للشراء.

كما ارتفع سعر غرام الذهب عيار 21 قيراط في وقت سابق أمس الخميس، إلى 31000 ليرة سوريا، بعد إن كان 29000 ليرة سورية، في جميع المحافظات السورية.

وتعليقاً على ذلك،قال الخبير الاقتصادي يونس الكريم لـ "أنا برس": إن "نقطة انهيار مؤسسات الدولة عند 870 ليرة، على أن تبقى فترة 45 يوماً؛ ففي حال ثباتها عندها سوف تنهار"، على حد وصفه. (اقرأ/ي أيضاً: الدولار تخطى عتبة الـ 730 ليرة.. هل دخل الاقتصاد السوري مرحلة الانهيار؟).

وأوضح الكريم أن "البعض يعتقد بأن هذا الارتفاع للدولار أمام الليرة السورية هو لصالح المعارضة، وهو تفكير خاطئ.. إن امتداد انهيار سعر صرف الليرة السورية سوف تكون له تبعات سلبية على الجميع.. نجد أن لبنان نفسه سينهار،  وتركيا ستتشدد في التعامل مع السوريين اقتصادياً حتى لا ينعكس هذا الانهيار على عملتها لدرجة قد تغلق الحدود"، على حد قوله.

وأشار الكريم إلى أن "مناطق جنوب تركيا ستكون مسرحاً للفوضى.. وأما ما يخص مناطق المعارضة فإن اللجوء إلى تركيا سيأخذ أبعاداً لا مثيل لها منذ السنوات السابقة".

واعتبر المحلل الاقتصادي، خلال حديثه لـ "أنا برس"، أن "هذه النظرة التشاؤمية هي قطرة من بحر ما سيحدث؛ لأن الوضع السوري مركب؛ فالجغرافية المفتوحة والعسكرة واللاجئين لهم دور كبير لامتداد انهيار الليرة السورية.. إذ أن حرب في دولة تغرق بمنطقة تعاني حروب وحركات ثورية أشبه بالفوضى الملتونية بأميركا الجنوبية بفترة سبعينات وثمانينيات القرن الماضي".

تأثير شديد

وحول تأثير ارتفاع الدولار أمام الليرة السورية على ارتفاع الأسعار والمواد الغذائية والمعيشية تقول "دلال" وهي من أهالي حلب، وهي أم لـ 4 أولاد: "إن أسعار المواد الغذائية في أسواق مدينة حلب قد ازدادت بشكل كبير في ظل احتكار التجار لبعض المواد الأساسية".

وأوضحت دلال لـ "أنا برس" أن الشيء الملحوظ هو أن التجار يرفعون أسعار السلع والمواد الغذائية عندما يرتفع الدولار، لكن لا يخفضونها عندما ينخفض سعره، مشيرة إلى أنه في ظل هذا التدهور لليرة السورية هناك صعوبة كبيرة جداً في تأمين مادة المحروقات، إذ  وصل برميل المازوت إلى 100 ألف ليرة ما يعادل راتبين شهريين للموظف.

وشهدت مدينتا اللاذقية وطرطوس خلال اليوميين الماضيين حالة من الاستياء والغضب، بسبب تراجع قيمة الليرة السورية أمام الدولار، ما أدى إلى ارتفاع أسعار معظم البضائع الموجودة بالأسواق، وفق قناة "حلب اليوم"

انهيار الليرة وارتفاع الأسعار أثار موجة انتقادات شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي من الموالين للأسد، تتهم حكومة عماد خميس بالتهرب من مسؤولياتها وتطالبها بوضع حدّ لحالة الانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.

والجدير بالذكر بأن الليرة السورية كانت قد سجلت تاريخ 14 تشرين 2019، أدنى سعر في تاريخها، حيث تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي 700 ليرة سورية، لتواصل بعدها الانهيار في معظم المحافظات السورية حيث وصل سعر صرف الدولار الأمريكي إلى أكثر من 750 ليرة في بعض المناطق.