أنباء عن تخارج استثمارات سورية من مصر.. وعودة أصحابها إلى سوريا بضمانات من النظام

رصدت "أنا برس" عبر ثلاثة مصادر متطابقة، أنباءً عن بدء تخارج استثمارات سورية من مصر، وترتيب أصحابها إلى العودة لسوريا خلال الأيام المقبلة.

وطبقاً للمصادر الثلاثة، فإن النظام السوري "شرع في التواصل مع رجال أعمال سوريين فرّوا من سوريا، من أجل العودة من جديد باستثماراتهم بعد أن استقرت الأمور نسبياً في بعض المناطق"، على حد قول المصادر، ومن بينهم المحامي السوري المطلع على شؤون السوريين في مصر فراس حاج يحيي، عبر صفحته على "فيس بوك".

وقال فراس: "النظام السوري يصدر قرارات لتسهيل عودة الاستثمارات السورية من مصر إلى سوريا (..) وسفارته تعمل على ذلك عبر تجمعات لرجال أعمال على أساس مناطقي، (النادي الحمصي ويضم 150 رجل أعمال حمصي، وجمعية الجالية السورية في مصرومعظم الأعضاء من تجار حلب، ونادي أيادي الشام ومعظم التجار من دمشق وريفها".

تواصلت "أنا برس" مع الجهات المذكور اسمها من قبل يحيي، لكنها لم تتلق رداً.

وفيما لم تُحدد مصادر أخرى تواصلت معها "أنا برس" أسماء أي من رجال الأعمال الذين شرعوا في سحب استثماراتهم من مصر، إلا أنها أكدت وجود "خطوات عملية من أجل التخارج". وقال المصدر الثاني، وهو قريب الصلة من رجل أعمال سوري عامل في مصر، رفض ذكر اسمه لحساسية الموضوع، على حد قوله: إن "مسألة العودة أكيدة.. هذا سيحدث في أي وقت تستقر فيه الأمور بشكل كامل، ويحصل فيه رجال الأعمال على ضمانات.. نفكر حالياً في العودة، وهناك تواصل يتم مع جهات مختصة (سورية) كخطوات عملية أولية".

وفيما قال المصدر الثالث، وهو سوري عامل في المجال الإنساني وله استثمارات في مصر أيضاً: "بلغة الاقتصاد، ستكون السوق السورية مفتوحة أمام المستثمرين وتشكل فرص كبيرة حال وجود ضمانات حقيقية بحماية الاستثمارات والمستثمرين (..) وكذا السوق المصرية مفتوحة وبها فرص استثمارية جيدة عملنا فيها خلال السنوات الماضية، وكان لنا شرف التواجد (..)"، مشيراً إلى أن هناك اتصالات "شخصية" تتم ولكن بشكل غير رسمي، وعبر مجموعات وأشخاص "تربطنا بهم علاقات عمل وعلاقات صداقة قديمة أيضاً، من أجل العودة إلى سوريا، لكننا لازلنا ننتظر الضمانات وتطورات الأمور".

قُدر حجم استثمارات السوريين في مصر بحوالي خمسة مليارات دولارات، طبقاً لرئيس الجالية السورية راسم الأتاسي. لكن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن  23 مليار دولار دخلوا مصر من قبل السوريين خلال السنوات الماضية من بين 56 مليار خرجوا بشكل عام من سوريا منذ بدء الأزمة في مارس/ آذار 2011.

وبحسب الأتاسي، فإن نسبة تصل إلى نحو 70% من الاستثمارات السورية موزعة على قطاعات النسيج والملابس الجاهزة. وقال إن الرقم المُقدر بخمسة مليارات دولار هو بخلاف التحويلات التي وصلت السوريين من المنظمات والجهات الداعمة، وحتى التحويلات الشخصية التي دخلت إليهم في مصر من قبل ذويهم". (المزيد من التفاصيل عبر أنا برس)

وشدد على أن قطاعات أخرى تستحوذ على نصيب كبير من الاستثمارات السورية في مصر، بخلاف النسيج والملابس الجاهزة الذي حقق من خلاله السوريون نجاحاً كبيراً وصاروا يصدرون منتجاتهم للخارج ويدرون عملة صعبة للبلد (مصر)، وأهمها قطاع الأغذية (المطاعم بصورة خاصة).

ومن بين الأرقام التي ذكرها الأتاسي، مبلغ من 500 إلى 600 مليون دولار هي قيمة التحويلات التي دخلت مصر خلال السنوات الماضية، للسوريين، سواء تحويلات مباشرة خاصة أو تحويلات من قبل الجهات الداعمة للسوريين والأمم المتحدة.

وكان مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، المندوب الدائم بجامعة الدول العربية، محمد البدري، قد كشف عن عدد اللاجئين السوريين الموجودين حاليا على أرض مصر. وأكد البدري أن عدد الضيوف السوريين المسجلين في مصر يبلغ 137 ألفا، لافتا إلى أن العدد الحقيقي يقدر بـ550 ألف سوري، بنسبة 10% من اللاجئين السوريين في باقي الدول.