http://anapress.net/a/742248279850920
مخاطر عديدة تحدق باللاجئين السوريين أينما ولوا. وتزداد تلك التحديات والإشكاليات في مخيمات اللجوء المختلفة، مع انعدام العديد من الخدمات أو توافرها بشكل غير مناسب، وأبرزها الخدمات الطبية. وكلما كان الأمر متعلقًا بالأطفال كان وقعه أقسى وأصعب على الجميع.
في مخيم الركبان للاجئين السوريين في المملكة الأردنية الهاشمية (على الحدود السورية الأردنية)، وبعد 48 ساعة فقط من وفاة طفل بسبب نقص الخدمات الطبية أو انعدامها بوجه أدق، توفى طفل آخر صباح اليوم، وهو طفل "حديث الولادة" جراء انعدام تلك الخدمات.
ونقلت تقارير إعلامية أن طفلًا آخر كان قد توفي قبل يومين أيضًا، كان يعاني من أمراض الجهاز التنفسي، ذلك يكشف خطورة الأوضاع الإنسانية داخل المخيم، وتعرض الأطفال للموت بسبب عدم ملائمة الخدمات الطبية أو انعدامها، لاسيما مع سيطرة قوات الأسد والميلشيات المتحالفة معه على المحاور المؤدية إلى المخيم في داخل سوريا، والصعوبة التي تواجهها المنظمات الإغاثية في القيام بدورها في هذا الإطار.
ويذكر أن الأمم المتحدة كانت قد عبرت عن القلق الشديد إزاء الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها اللاجئون السوريون في المخيم. وقالت إن نحو 50 ألف سوري يواجهون أوضاعًا معيشية صعبة للغاية في تلك الصحراء القاحلة التي يتواجد بها المخيم.
حتى أن الأمم المتحدة لم تتمكن من توزيع الغذاء والمساعدات على الأهالي في العام الجاري سوى مرتين فقط، كانت المرة الأخيرة قبل أربعة أشهر تقريبًا. والأوضاع في المخيم مرشحة للمزيد من التدهورات –وفق ما نقلته تقارير إعلامية عن مصادر أممية- مع مجيء فصل الشتاء. (اقرأ أيضًا: أرقام "اليونيسيف" تكشف عن كارثة تواجه أطفال سوريا).
وعبر الناطق الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جاسارفيتش، في تصريحات سابقة له، عن جاهزية المنظمة لتقديم مساعدات ضرورية للنازحين في مخيم الركبان فورا بعد تنسيق الدخول إليه. وقال إن مسألة الدخول إلى منطقة الركبان تناقشه حاليا روسيا والولايات المتحدة والأردن والأمم المتحدة. وتابع: "المساعدات في مجال الصحة بما فيها التقييم السريع للحاجات ونقل الأدوات لإنقاذ الناس والمستشفيات المتنقلة... من الممكن إيصال كل ذلك كجزء من المساعدات الإنسانية المخصصة للركبان فورا بعد تحقيق اتفاق بين الأطراف المشرفة وفق أفضل سيناريو اقترحته الأمم المتحدة".
وأفاد جاسارفيتش بأنه يتم في المنطقة نفسها في الوقت الراهن بناء مخيم ثان للنازحين على بعد 3 كيلومترات من مخيم الركبان وعلى بعد كيلومتر واحد من الحدود الأردنية. ومن المتوقع أن يستقبل المخيم الجديد عائلات المقاتلين التي انتقلت من مخيم الحدلات إلى مخيم الركبان في الفترة ما بين الـ31 من أغسطس/أب الماضي إلى الـ4 من سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك بالإضافة إلى نحو 3 آلاف من النازحين من دير الزور. وأوضح أن الفصل بين المقاتلين وعائلاتهم من المدنيين - إذا تم بنجاح - سيسمح بإيصال المساعدات الإنسانية للنازحين في هذه المنطقة.