http://anapress.net/a/261381008037647
بعد مشوار حافل نجح خلاله في إنقاذ خمسة آلاف شخص لدى محاولتهم الوصول إلى القارة الأوروبية، توفي الضابط في خفر السواحل اليوناني كيرياكوس بابادوبولوس.
نعى اليونانيون، أمس الأربعاء، ابن جزيرة ليسبوس والملقب بـ "بطل بحر إيجه" الذي ينسب إليه الفضل في إنقاذ أكثر من خمسة آلاف لاجئ أكثرهم من السوريينـ لدى فرارهم على متن زوارق مطاطية صغيرة عبر البحر في أوج أزمة المهاجرين في أوروبا قبل عامين نتيجة الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت وسائل إعلام يونانية أن بابادوبولوس قد توفي مساء الثلاثاء 9 تشرين الثاني (أكتوبر) أزمة قلبية، عن عمر ناهز 44 عاماً، وهو متزوج وأب لطفلين وحصل على الكثير من الأوسمة لدوره في إنقاذ المهاجرين.
عمل القبطان بابادوبولوس في "الدورية 605" في خفر السواحل اليوناني، وأنقذ أرواح آلاف اللاجئين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى جزيرة ليسبوس قادمين من تركيا على قوارب مطاطية صغيرة غير صالحة للإبحار في كثير من الأحيان.
ووفق euronews، كان بابادوبولوس يبحر بسفينته المخصصة للقيام بدوريات في البحر خلال الأزمة لينقل لاجئين، بينهم نساء وأطفال، إلى بر الأمان بينما كانوا يحاولون قطع الرحلة البحرية القصيرة والخطيرة من تركيا إلى اليونان، وحصل على العديد من الأوسمة لدوره في إنقاذ المهاجرين.
وقال عنه وزير البحرية اليوناني فوتيس كوفيليس إن بابادوبولوس، الذي ولد وعاش على جزيرة ليسبوس، "أظهر لأوروبا ما تعنيه قيم الإنسانية والتضامن والمساواة والسلام لليونان".. واحتفت وسائل الإعلام اليونانية ببابادوبولوس ووصفته بأنه "بطل بحر إيجه" أو "الملاك الحارس للاجئين"، بحسب ما نقلته رويترز.
وأشارت مصادر إعلامية يونانية إلى حادثة طريفة جرت معه في إحدى المرات عندما زار المستشار النمساوي فيرنر فايمان ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس إلى جزيرة ليسبوس، وسأله الضيف النمساوي - بحسب ما نقلت aletihadpress- كم أنقذت من الناس؟.. فأجاب بابادوبولوس: أكثر من خمسة آلاف!.. وربما لم يسمع المستشار النمساوي الرقم بالشكل الصحيح، فسأله مستفهماً: خمسة أشخاص؟!، فصحح له بابادوبولوس: أكثر من 5000.. ليرد المستشار النمساوي: أنت بطل! (اقرأ/ي أيضًا: هذه الدولة قد تستقبل بعض الأيتام من سوريا).
ويذكر أن بابادوبولوس، كان قد ظهر في الفيلم الوثائقي القصير الذي أنتجته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تحت عنوان “4.1 ميل” (المسافة التي تفصل البر التركي عن الجزيرة اليونانية) للمخرجة دافني ماتزياراكي، الذي كان فيه بابادوبولوس الشخصية الرئيسية، وترشح الفيلم إلى جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في مهرجان الأوسكار لعام 2017.