http://anapress.net/a/20379257149314
كالمستجير من الرمضاء بالنار، فرّوا من بلادهم هربًا من شبح الموت الذي يخيم على أرجائها طيلة سنوات الحرب، آملين في أوضاع مستقرة نسبيًا في بلدان اللجوء حتى يتمكنوا من العودة إلى بلدهم، غير أن كثيرًا منهم اصطدموا بواقع مأساوي في غربته، قد لا يقل خطورة عن تلك المخاطر التي فرّ منها من بلده.
"رياض خلف زيبو" هو لاجئ سوري في لبنان (وبالتحديد في مدينة طرابس بالشمال)، أشعل النار بنفسه محاولًا التخلص من حياته بالانتحار في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها، لاسيما مع أن تم قطع المساعدات التي كان يحصل عليها من الأمم المتحدة.
"زيبو" يعيش حياة صعبة في لبنان، فلديه 4 أولاد، ويبلغ من العمر 43 سنة، وليس بأفضل حال من الكثير من اللاجئين السوريين الذين يواجهون مصاعب كبيرة داخل لبنان. وجد الانتحار بإحراق نفسه الحل لوصم ذلك العالم الذي افتقد فيه الأمان وتأمين احتياجاته الرئيسية واحتياجات أبنائه بعدما عجز عن الوفاء بها.
وبحسب ما نقلته تقارير إعلامية، فإن "رياض" قام بكسب كمية من البنزين على نفسه ثم أشعل النار أمام أحد المراكز التي تتبع الأمم المتحدة في لبنان، وقالت زوجته في تصريحات لها نقلتها تقارير إنه أقدم على تلك الخطوة بعد قطع المساعدات الأممية عنهم والتي هم في أمس الحاجة إليها.
أصيب "زيبو" بحروق بالغة خلال محاولته الانتحار. ونقلت تقارير على لسان زوجته "نادية" أن حالة الفقر التي يعيشونها كانت السبب الرئيسي في ذلك، لاسيما عقب أن تراكمت عليهما الديون، رغم كونه كان يقضي معظم وقته في العمل طيلة اليوم من أجل تأمين طعام أولاده.
كانت الأسرة المكونة من ستة أفراد تعتمد على تلك المساعدات التي توقفت منذ أربعة أشهر عنهم (من ضمن 20 ألف أسرة تم وقف الدعم عنهم من قبل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قبل أشهر)، ما أسهم في زيادة ضيق الحال بالنسبة إليهم، وسدت السبل كافة أمامهم.
وفي بيان صادر عنه، حذر وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي من "إمكانية تكرار هذه الحوادث المأسوية، نتيجة ما يعانيه هؤلاء الاخوة النازحون". وانتقد ما وصفه بـ "البخل المخزي للمجتمع الدولي، ووقوفه متفرجا أمام هول ما يعانيه الإخوان السوريون". كما اعتبر أن "المسبب الأول للحادثة هو البخل الذي ليس له مثيل، والذي تمارسه الدول الغنية تجاه الاخوة النازحين السوريين".