المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

نذير نبعة.. أحد رواد الفن التشكيلي السوري (بروفايل)

 
   
10:00

http://anapress.net/a/243300165905210
1314
مشاهدة


نذير نبعة.. أحد رواد الفن التشكيلي السوري (بروفايل)

حجم الخط:

"الفنان يسعى باستمرار لخلق مجالاً أوسع وأفقاً أرحب لعمله، لأن علاقة هذا العمل بالروح تجعله مخلوقاً يحيا ويتنفس مثل منتجه (الفنان) يتطور ويتأثر بتقدم عمره، ومعرفته، وثقافته، ويتبدل بتبدل عواطفه، وتنمو بعمق تلك الثقافة والمعرفة وصدق تلك العواطف".. "أنا أعتبر نفسي باحثا عن شيء واحد ربما كان إلى جانب كونه بحثا تشكيليا هو بحث عن النفس".. يلخص الفنان نذير نبعة بتلك الكلمات التي قالها في أحد حواراته الصحافية جزءًا من فلسفته الخاصة ورؤيته للفن.

 

  "أنا أعتبر نفسي باحثًا عن شيء واحد ربما كان إلى جانب كونه بحثًا تشكيليًا هو بحث عن النفس"
 نذير نبعة متحدثًا عن نفسه في أحد اللقاءات

كان نبعة –الذي رحل عن عالمنا في فبراير (شباط الماضي)- يعتقد بأن اللوحة هي نوع من الاتصال بالأخر. وقول: أنا رسام وعلاقتي بالآخر هو إنتاجي الفني .وعندما تكون لدي رغبة في عرض أعمالي فيجب أن يرافق هذه الرغبة احترام للمتلقي, هذا الاحترام يوازي احترام العمل وينبع منه. ومسؤوليتي عن كل بقعة في اللوحة مهما صغرت هو تعبير عن فهمي لهذا الاحترام. ولقد ترك نبعة تراثًا فنيًا لطالما أثرى به الساحات الفنية العربية وتوارثته الأجيال في جميع أنحاء العالم العربي.

ولد نذير نبعة في دمشق عام 1938، درس الفن في باريس بالأكاديمية العليا للفنون الجميلة في فرنسا وبدأ إقامة معارض فنية في نهاية الخمسينات من القرن العشرين في سوريا والدول العربية وفي العديد من دول العالم. ويعد نبعة واحدًا من أعلام الفن التشكيلي في سوريا والعالم العربي أجمع، إذ أثرى الساحة الفنية بالعديد من الأعمال المميزة الجافلة بلغة فنية فريدة وزاخرة بعناصر الطبيعة ورموز الحضارات والتاريخ، كما عمل أستاذًا في قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق، فضلًا عن عمله في الصحافة السورية ومشاركاته في مجال الرسم الصحفي ورسوم كتب الأطفال.

حاز نبعة على عدد من الجوائز منها جائزة تقديرية في بينالي الاسكندرية الدولي، وجائزة المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة، ودبلوم من معرض لايبزغ الدولي في مجال الغرافيك،والجائزة الفضية في المعرض الدولي السادس لرسوم كتب الأطفال مؤسسة نوما اليونسكو، وجائزة لجنة التحكيم في بينالي القاهرة الدولي.

قال عنه الفنان التشكيلي السوري سرور علواني "عهدته أستاذا قديرا وزميلا ناصحا وصديقا محبا.. في الاقتراب منه طهر والاستماع إليه علم ومراقبته أخلاق وقيم، كان بوصلة لمن فقد مساره سيرته ترافقنا فكرا وسلوكا، من فضل القدر علي أني عاشرته تلميذا وزميلا وصديقا في العام 1984 عملت محاضرا في كلية الفنون.. أول ما فعلته ذهبت إليه مستمعا فكانت توجيهاته وصايا مقدسة: (أماكن التعليم كدور عبادة مسؤوليتك الصدق والإخلاص تعليما وسلوكا...قدم لطلابك ما أنت واثق به ومتمكن منه.. وكن جاهزا لتساؤلات غير متوقعة أجب بما تعرف وارجئ الباقي للقاء آخر..يضطر الفنان أحيانا العمل في غير طموحاته لضرورات الحياة .. ولكن عليه أن يحافظ دائما على الحد الأدنى من الفن المحترم مهما كانت الظروف.. الفنون متكاملة بدءا من الأدب مرورا بالموسيقى وانتهاء بالتشكيل في كل انواعه.. حاول التوفيق بين مهنة الأستاذ الناجح والفنان المتمير مساران قلما يتوفق الإنسان في تحقيقه...كن متجددا فالسكون لايكون إلا غادرنا".

وتحمل لوحات نبعة القدرة المطلقة على الديمومة والبقاء والاستمرار والخلود. وقد أعاد من خلال لوحاته صياغة الأنوثة. فتقول الروائية المصرية عزة رشاد: أحببت في رسومه شرقية مميزة تنم عن موهبة متفردة، يميزه كذلك عشق فني للمرأة. في وجوه المرأة بلوحاته ألمح طيبة لا ضعف، وجمال هادئ لا يبتعد عن جمال دمشق قبل هذه الحرب البشعة.

موضوع ذا صلة

وكان لنبعة نشاط سياسي انعكس في أعماله أيضًا، فعقب نكسة1967 –تلك اللحظة الكاشفة بالنسبة للمثقف العربي- أنجز مجموعةً من اللوحات عن "النابالم" الذي استخدمته قوات الاحتلال ضد المصريين.. وقال نبعة في أحد حواراته "كثيرون كانوا يظنون أنني فلسطيني؛ كون رسوماتي كانت بمثابة الناطق الرسمي بلسان الحراك الفلسطيني؛ فهزيمة حزيران كانت صفعة على وجوهنا جميعاً؛ جعلتنا جميعاً في حالة إحباط”، متابعاً “لكن كانت شخصية الفدائي هي من أنقذتنا من هذا الاكتئاب، فكنّا نشعر أن هذه الشخصية هي الوحيدة التي يمكن لها أن تدافع عن وجودنا عن مفهوم الوطن، ولذلك احتلت صورة الفدائي الجزء الكبير من لوحاتي في تلك الفترة، وكان معظمها على هيئة بوستر أو ملصقات، حيث نشأت صداقات وأخوّة بيني وبين الفدائيين".