المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

"الإبداع السوري" مُستمر رغم أهوال الحرب خلال ست سنوات

 
   
10:00

http://anapress.net/a/152347253655387
498
مشاهدة


"الإبداع السوري" مُستمر رغم أهوال الحرب خلال ست سنوات

حجم الخط:

"يسير الغريب في حيّ ضوضاؤه تصمّ الآذان، وهو الذي لثم صدر أمه في نفس هذا المحيط منذ أربعين عاما. وإذا كان الذي عاش مذ جنينا هنا، لم يحتمل أبعاد الزمان في هذا المكان، فكيف للغريب أن يحتمل، ولو حتى هديل حمامة غريبة، تئنّ في أذنه، يسير الغريب باحثا عن أنثى يحتمي في جوفها، من عذاب الطنين، ويبقى الغريب غريبا.. ويبقى للطنين حق امتلاك الطريق".

مُقدمة بدأ بها المخرج السوري يامن عبد النور فيلمه "تحت سماء" والذي يتناول المأساة السورية، حرص من خلاله على أن يبعث العديد من الرسائل عن سوريا في خضم الصراع الذي تشهده منذ العام 2011 وحتى الآن، غير أن الرسالة غير المباشرة في ذلك الصدد والتي يعكسها الفيلم وغيره من الأعمال الإبداعية السورية المختلفة هي تواصل "الإبداع السوري" الذي لم يتوقف رغم أهوال الحرب خلال ست سنوات.

  حفروا أسمائهم في عالم الإبداع ليواصلوا ما بدأه الجدود في الحضارة والتاريخ، رغم الأزمة ورغم المشاق

فنانون ومبدعون سوريون في شتى مجالات الفن والمعرفة لم يوقفهم الصراع المشتعل في بلدهم، بل راحوا يعبرون –كل بموهبته الخاصة- عن حجم المعاناة التي يلاقيها السوريون، فكانت الأزمة مُلهمة وكاشفة لهم، أخرجت العديد من الأعمال الفنية والأدبية والفكرية إلى النور، وفجرت الكثير من الطاقات، وحصد الكثير من السوريين الجوائز تقديرًا على تلك الإسهامات واعترافًا بأن شمس الإبداع السوري لم تغب أبدًا حتى في أحلك الأوقات.

في مجال الأدب، حصد العديد من الأدباء السوريين الكبار والشباب على العديد من الجوائز في مسابقات عديدة فضلًا عن ترشيح بعضهم لجوائز عربية ودولية، يتقدمهم الروائي خالد خليف الذي رُشحت روايته "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2014، وهي النسخة العربية لجائزة "بوكر" العالمية للرواية، وفي 11 ديسمبر 2013 أعلنت الجامعة الأمريكية فوز خليفة، بجائزة ميدالية نجيب محفوظ للأدب، عن نفس الرواية. كما كانت قد وصلت رواية الكاتبة لينا هويان الحسن "ألماس ونساء" إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية.

وعلى صعيد السينما، قدّم العديد من الشباب السوريين أفلامًا قصيرة ووثائقية سجلت وقائع الحرب في بلادهم، كل منهم بمنظوره وزاويته الخاصة التي أراد تسليط الضوء عليها، وحظيت بعض تلك الأفلام بشهرة واسعة وعرضت في العديد من المهرجانات، من بينها فيلم "تحت سماء" للمخرج يامن عبد النور، والفيلم الوثائقي "منازل بلا أبواب" الذي شارك في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وأيضًا فيلم "الآن: نهاية الموسم"، وفيلم "المهاجران" الذي على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان الكاميرا العربية في هولندا.

وإضافة إلى العديد من التجارب الناجحة الأخرى، فاز الفيلم السوري “بانتظار الخريف” بجائزة أفضل فيلم بمسابقة برنامج افاق عربية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما حصل فيلم "ماء الفضة" للمخرجين أسامة محمد ووئام سيماف بدرخان، على جائزة جريسون لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان لندن السينمائي 2014، كما حصل الفيلم على الجائزة الكبرى في مهرجان إف السينمائي في تركيا 2015.

لم يقف الإبداع السوري عند حد الأدب والسينما بل طال مختلف الفنون الأخرى، وعبر كل فنان على طريقته الخاصة عن الأوضاع التي تشهدها بلاده، فكانت الازمة كاشفة ومحركة للطاقات ومُضيفة لسجلات الإبداع السوري الكثير والكثير.

 في 20  أغسطس 2015، كرّم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، البروفيسورة السورية في معهد MIT دينا القتابي، لاختراعها نظام مراقبة العلامات الحيوية وحركة كبار السن.  وحصل شادي خطيب مخترع سوري يحصل على جوائز عالمية في مجال طب الأعشاب، الحاصل على الميدالية الذهبية لافضل اختراع في العالم بالمعرض الدولى الثامن للاختراعات بكونشان بالصين عام 2014.  كما فاز المخترع السوري الشاب يمان أبو جيب في المركز الأول من الموسم السابع لبرنامج نجوم العلوم في العاصمة القطرية الدوحة، الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم والتنمية والمجتمع.

أمثلة عديدة ليست على سبيل الحصر للعديد من نجاحات السوريين المبهرة في العديد من المجالات.. حفروا أسمائهم في عالم الإبداع ليواصلوا ما بدأه الجدود في الحضارة والتاريخ، رغم الأزمة ورغم المشاق.