http://anapress.net/a/821380801558314
اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة الغوطة الشرقية المتاخمة للعاصمة السورية دمشق ما بين عناصر جيش الإسلام من جهة وهيئة فتح الشام "جبهة النصرة سابقاً" من جهة أخرى وذلك يوم الأمس الجمعة الثامن والعشرون من شهر /إبريل/ نيسان الجاري.
جيش الإسلام أصدر بعد ظهر الأمس بياناً وضّح من خلاله الالتباس الحاصل في المنطقة حيث جاء في نص البيان: إننا في جيش الإسلام لم نزل محافظين على مبادئ الثورة وأهدافها، مستميتين في الدفاع عن مكتسباتها، داعين إلى توحيد وجمع الكلمة ونبذ الفرقة مع جميع الفصائل دون استثناء، رغم ما رُفع علينا من بغي أدّى إلى تشرذم الغوطة وضياع جزء هام منها.
وتابع: إلا أن فصيل (هيئة تحرير الشام) أبى إلا الاستمرار في بغيه علينا بشكل متكرر وتصعيد دائم، من قطعه للطريق واعتدائه على المؤازرات المتوجهة للجبهات، وعرقلة واضحة للمجاهدين، وإهانتهم على حواجزهم أثناء توجههم لأداء مهامهم في صد هجمات عصابات الأسد.
وكان آخر هذه الاعتداءات اعتقال مؤازرة كاملة الليلة الماضية ٢٨\٤\٢٠١٧ م، كانت متوجهة نحو جبهة القابون المشتعلة وأحياء دمشق الشرقية، مما استدعى قوات جيش الإسلام للتعامل مع هذا الاعتداء ورد هذا البغي بحزم ومسؤولية لإطلاق سراح هذه المؤازرة التي تم اختطافها من قبل مسلحي (هيئة تحرير الشام)، و إيقاف هذه الممارسات الغاشمة اللامسؤولة من قبلهم، حسب نص البيان.
وأكد جيش الإسلام من جهته بقاءه وفيلق الرحمن ضمن خندق واحد وهدف واحد يتمثل بحماية المناطق المحررة "الغوطة الشرقية" من أي تقدم لقوات الأسد، كما طالب من خلال بيانه الصادر من قيادة "فيلق الرحمن" الى احتواء الأزمة الحاصلة بالحكمة والحوار لئلا تتفاقم أكثر من ذلك.
فيلق الرحمن يرد
من جانبه أصدر "فيلق الرحمن" بيان رقم 58/4 ذات اليوم اعتبر من خلاله أن المستهدف بهذا الإعتداء الذي وصفه بـ "الآثم" هو فيلق الرحمن وبشكل مباشر، موضحاً أن كل ما أشاعه جيش الإسلام عن احتجاز مؤازرة له أو قطع الطريق دونه لا اساس له من الصحة.
و أشار البيان الى ان الاشاعات الأخيرة التي اطلقها جيش الإسلام والتي تفيد عن تواصل مسبق بينه وبين الفيلق وعن تحييد فيلق الرحمن عن هذا الإعتداء هو محض افتراء، مناشداً العقلاء ضمنهم لإيقاف هذه التصرفات الرعناء والاعتداء الأحمق "بحد وصفه" الذي لا يصب في مصلحة الغوطة الشرقية المحاصرة والا الثورة السورية.
.. وفصائل معارضة تدعو لضبط النفس
على جانب آخر، أصدرت عدة تشكيلات عسكرية تابعة لفصائل المعارضة المسلحة بيانات رسمية منها "حركة أحرار الشام وفجر الامة" حيث ندد الأول بالهجمات التي نفذها عناصر جيش الإسلام على مقاره في الغوطة الشرقية، والتي أدت لاعتقال عدد من عناصره في خطوة وصفها بالمفاجئة بحسب نص البيان.
فيما اعتبر فصيل فجر الأمة أن هذا الفعل "الأمني" كان مبيتاً من قبل جيش الإسلام ودعت الجهتان الى ضرورة ضط النفس وتحكيم لغة العقل والمنطق للوصول الى حل ينهى هذا الصراع.
وكانت الاشتباكات الحاصلة بين الطرفين قد أدت الى مقتل القائد العسكري في فيلق الرحمن "عصام القاضي" بالإضافة الى 7 مدنيين وإصابة العشرات بحسب ما تم تناقله على وسائل التواصل الإجتماعي.
بيد أن الأهالي في منطقة الغوطة فضلوا الخروج في مظاهرات بعد صلاة الجمعة ، عبروا عن غضهم خلالها من هذه الممارسات، وطالبوا بوقف الإقتتال الحاصل بين الطرفين بشكل فوري.
يذكر أن اشتباكات مماثلة جرت بين فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في /أبريل/ نيسان من العام الماضي أدت لسقوط العشرات من القتلى في صفوف الطرفين قبل أن يتم التوصل الى حل يقضي بإنهاء الخلاف الحاصل.