الأسباب التي منعت جيش الإسلام من الاشتراك في معركة دمشق‎

تمكنت فصائل المعارضة المسلحة من السيطرة على عدة مناطق استراتيجية تابعة لقوات الأسد على محور جبهة القابون الدمشقي خلال الـ 72 ساعة الماضية بعد أن أعلن فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام عن إطلاق معركة "يا عباد الله اثبتوا" والتي تهدف لتخفيف الضغط على منطقة الغوطة الشرقية التي صعّدت قوات الأسد من عمليتها العسكرية على تلك المنطقة في الآونة الأخيرة.

وأفادت الناشطة الإعلامية  سيدرا محمد من مدينة "حرستا" لـ "أنا برس" بأن فصائل المعارضة اضطروا للانسحاب من مناطق السيطرة في الـ 24 ساعة الأولى من انطلاق المعركة والمتمثلة بكراج العباسيين و بعض الأبنية المحيطة به على خلفية التصعيد الجوي المكثف للطيران الحربي والذي وصلت حصيلته في اليوم الأول للمعركة لنحو 150 غارة على الغوطة الشرقية 70% منها تركزت على حي جوبر الدمشقي.

وأضافت: فصائل المعارضة كانت تعمل على تلغيم المناطق التي تنسحب منها قبل أن تعاود السيطرة عليها مجدداً ونجاحها بتثبيت نقاط المواجهة للتي بدأتها ضد قوات الأسد؛ لتتوسع مناطق نفوذهم على "منطقة الكراجات ومؤسسة الكهرباء ومعمل النسيج".

وأشارت إلى أن كراجات العباسيين وشارع فارس خوري تمت السيطرة عليهم نارياً وفي الوقت الراهن يعتبران ساحة حرب خالية من أي تواجد عسكري من قبل الطرفين.

من جهة أخرى، تعمدت قوات الأسد إجبار بعض الأهالي القاطنين في الأبنية المحيطة بساحة العباسيين وفارس خوري على إخلاء تلك المنازل واستعمالها كمتاريس عسكرية التي تطّل بدورها على الأبنية المقابلة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، وسط حالة من التخوف لدى الأهالي من قيام قوات الأسد بحملات السرقة "التعفيش" التي اعتاد المدنيين على ممارستها من قبل قوات الأخير، بحسب سيدرا.

 وأفادت مصادر ميدانية بتعهد فصيل "جيش الإسلام" أحد أكبر الفصائل العسكرية المتواجدة في الغوطة الشرقية بالقيام بعمل عسكري موازي للعمل الذي بدأته غرفة عمليات " يا عباد الله اثبتوا" من أجل تشتيت قوات الأسد على أكثر من جبهة.

وأعلن الجيش عن نجاح قواته بطرد عناصر تنظيم الدولة داعش من القلمون الشرقي بعد معارك عيفة دارت بين الطرفين، و أكد استعداده لمؤازرة الفصائل العاملة بكل ما يملك من قوة وعتاد وجاء في تغريدة له على صفحة تويتر الرسمية " لو علمنا سابقا بهذه المعركة لما تخلفنا عنها أبدا"

يذكر أن جيش الإسلام ينتشر في كل من "الغوطة الشرقية و أحياء وبساتين برزة في العاصمة السورية دمشق والتي تشهد محاولات اقتحام من قبل قوات الأسد بشكل شبه يومي، بالإضافة الى تواجد قوات تابعة له في القلمون الشرقي، وهو يعتبر أكبر الفصائل و أكثرها فاعلية في الريف الدمشقي نظراً لما يمتلكه من أسلحة ثقيلة وعتاد وعناصر بشرية.