المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

في اليوم العالمي للطفل.. هذا ما تكشفه "الأرقام" عن واقع أطفال سوريا

 
   
12:41

http://anapress.net/a/11669729939627
1424
مشاهدة


في اليوم العالمي للطفل.. هذا ما تكشفه "الأرقام" عن واقع أطفال سوريا

حجم الخط:

فيما يُحيي العالم اليوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، اليوم العالمي للطفولة، فإن ملايين الأطفال السوريين يعيشون واقعاً صعباً مليئاً بالمعاناة على المستويات كافة.. تلك المعاناة التي لم تخف وطأتها منذ العام 2011.

ما بين قتيل ومصاب وآخر محاصر أو مريض لا يجد علاجاً أو لاجئاً أو مهاجراً، أوجه معاناة متعددة، والأطفال الضحايا جميعهم حرموا من أبسط حقوقهم في حياة هانئة كغيرهم من الأطفال حول العالم. وتستعرض "أنا برس" في هذا التقرير بالأرقام الموثقة، واقع الأطفال السوريين، وكيف أنهم دفعوا فاتورة الحرب باهظة..

إحصاءات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تكشف عن أن 28.949 طفلاً سورياً قد قتل منذ بداية الصراع في العام 2011 وحتى الآن، على يد الأطراف المختلفة.

وطبقاً لإحصاءات الشبكة، فإن القوات الروسية تسببت في مقتل 1928 طفلاً خلال عملياتها في سوريا، إضافة إلى 22733 طفلاً توفوا على يد قوات النظام، و1164 على يد جهات أخرى (لم يتم توثيق هويتها) و1016 طفلاً قتلوا على يد التنظيمات الإسلامية المتشددة (داعش وهيئة تحرير الشام)، فضلاً عن 981 طفلاً على يد فصائل المعارضة المسلحة.

وقتل 924 طفلاً على يد قوات التحالف الدولي ضد داعش أثناء عملياته ضد تنظيم داعش في سوريا، فضلاً عن 203 طفلاً قتلوا على يد قوات سوريا الديمقراطية. (تفاصيل الإحصائية).

الأمم المتحدة

لكن إحصاءات الأمم المتحدة (حتى العام 2018) تقول إن عدد الأطفال السوريين الذين قتلوا أو أصيبوا خلال السنوات الماضية يصل إلى سبعة آلاف طفل، في الوقت الذي قالت فيه إن تقارير غير رسمية رجحت أن يكون العدد قد تجاوز الـ20 ألفا. وشهدت الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2018 ارتفاعا بنسبة 25 %، بتجنيد الأطفال واستغلالهم كما ارتفعت نسبة الأطفال المقتولين والمصابين لتصل إلى 348 في المائة مقارنة بالأشهر الثلاثة التي سبقتها، وفقا لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والصراعات المسلحة، فيرجينيا غامبا.

وسبق أن ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في تقرير مطلع عام 2018 أن 5.3 ملايين طفل سوري بحاجة إلى المساعدة العاجلة، كما أن 3.7 ملايين طفل لا يعرفون في سوريا سوى الحرب. (اقرأ/ي أيضاً: 29 مليون طفل ولدوا في ظروف "غير طبيعية").

2018 الدامي

ويمثل العام 2018 عاماً دامياً بالنسبة لأطفال سوريا، وهو العام الأخطر بالنسبة لهم، فبولادة ما يقدر بـ 4 ملايين طفل في سوريا منذ بدء النزاع قبل نحو ثماني سنوات، نشأ نصف أطفال البلاد وهم لا يعرفون غير الحرب، حسبما قالت اليونيسيف. ويبقى الوصول إليهم أينما كانوا وتلبية احتياجاتهم الفورية والمستقبلية أولوية شديدة الأهمية.

كانت سنة 2018 هي السنة الأشد فتكاً بالأطفال منذ بداية الحرب
 

وتظل الأزمة السورية أزمة حماية في المقام الأول — فقد كانت سنة 2018 هي السنة الأشد فتكاً بالأطفال منذ بداية الحرب. وتتواصل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإطفال على أشدها، بما في ذلك تجنيد الأطفال واختطافهم وقتلهم وإصابتهم. وتشكل الذخائر غير المنفجرة تهديداً فتاكاً لملايين الأطفال السوريين، وفي الوقت نفسه لايزال حوالي 5.5 ملايين طفل بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، بمن فيهم حوالي نصف مليون طفل في أماكن يصعب الوصول إليها. (المصدر)

"في العام 2018 وحده، لقى 1,106 أطفال حتفهم في القتال - وهو الرقم الأعلى على الإطلاق لعدد القتلى من الأطفال في عام واحد فقط، منذ بداية الحرب. هذه الأرقام هي كل ما تمكنت الأمم المتحدة من التحقّق منه، مما يعني أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك بكثير.

"كما أصبح التلوث بالألغام هو السبب الرئيسي للإصابات التي يتعرض لها الأطفال في جميع أنحاء البلاد، ووصل عدد ضحايا الذخائر غير المنفجرة في العام الماضي إلى 434 حالة بين قتيل وجريح.. كما أن العام 2018 شهد حدوث 262 هجوماً على المرافق التعليمية والصحية، وهو أيضاً رقم قياسي".

تقرير حديث

وسلط تقرير صادر اليوم، عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، على  تراجع نسبة التحاق الأطفال بالمدارس في بعض المناطق إلى 0%، وكان من أبرز أسباب هذا التَّراجع التشريد القسري وصعوبة العثور على فرص عمل، والقصف المتعمَّد للمدارس، الذي مارسته بشكل أساسي قوات الحلف السوري الروسي، وكذلك استيلاء التنظيمات الإسلامية المتشددة على بعض المدارس وتحويلها إلى معسكرات تدريبية أو فرض مناهج تدريسية متطرفة تخدم أجندتها، وقد قامت قوات سوريا الديمقراطية ذات الهيمنة الكردية أيضاً بفرض مناهج تحمل طابع تمييز عرقي في بعض مدارس المناطق التي سيطرت عليها.

ووفقاً للتقرير فقد حرم معظم الأطفال المولدون خارج مناطق سيطرة قوات النظام السوري من الحصول على وثائق رسمية تثبت هوياتهم، وعانى الأطفال المولودون في مخيمات اللجوء أيضاً الأمر ذاته، إضافة إلى عمالة الأطفال في مناطق نزوحهم أو بلدان اللجوء.
استعرض التقرير حصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي مارستها أطراف النزاع الرئيسة الفاعلة في سوريا بحقِّ الأطفال منذ بداية الأزمة.

سجَّل التقرير مقتل 22753 طفلاً من قبل قوات النظام السوري منذ آذار/ 2011 حتى 20/ تشرين الثاني/ 2019 بينهم 186 قضوا خنقاً إثر هجمات كيميائية، كما ورد في التقرير أنَّ ما لا يقل عن 404 طفلاً قتلوا في هجمات استخدم فيها النظام السوري ذخائر عنقودية أو إثرَ انفجار مخلفات قديمة لذخائر عنقودية، و305 طفلاً قضوا بسبب نقص الغذاء والدواء في العديد من المناطق التي تعرضت للحصار، كما وثَّق التقرير ما لا يقل عن 1141 حادثة اعتداء على مدارس على يد قوات النظام السوري في المدة ذاتها.
 

الاعتقال

وبحسب التقرير فإن ما لا يقل عن 3618 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري منذ آذار/ 2011 حتى 20/ تشرين الثاني/ 2019، كما تسببت عمليات تجنيد الأطفال من قبل قوات النظام منذ بداية عام 2013 في مقتل ما لا يقل عن 37 طفلاً في ميادين القتال.

وذكر التقرير أنَّ القوات الروسية قتلت 1928 طفلاً منذ تدخلها العسكري في سوريا بينهم 67 طفلاً قضوا جراء 236 هجوماً بذخائر عنقودية، كما أشار إلى وقوع ما لا يقل عن 201 حادثة اعتداء على مدارس على يد القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا أيلول 2015، إضافة إلى تشريد عشرات آلاف الأطفال جراء عملياتها العسكرية.

 ما لا يقل عن 3618 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري
 

واستعرَض التقرير انتهاكات قوات سوريا الديمقراطية في المناطق التي تُسيطر عليها كالقتل خارج نطاق القانون والتجنيد الإجباري؛ وأوردَ التقرير أن 214 طفلاً قتلوا على يد تلك القوات منذ كانون الثاني/ 2014، وأنَّ 722 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال أو الإخفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لهاومن بين 86 حالة تجنيد لأطفال قامت بها قوات سوريا الديمقراطية منذ 2014 فقد ذكر التقرير أنَّ قرابة 23 منهم قد قتلوا في ميادين القتال.

أشار التقرير إلى مقتل 956 طفلاً على يد تنظيم داعش منذ تأسيسه في نيسان/ 2013 إثرَ عمليات القصف العشوائي والاشتباكات أو تفجير المفخخات وعمليات الإعدام وزراعة الألغام قبل انسحابه من مناطق سيطرته. ولا يزال لدى تنظيم داعش ما لا يقل عن 326 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري. وبحسب التقرير فإن ما لا يقل عن 25 حادثة اعتداء على مدارس قد نفذها التنظيم منذ تأسيسه.

القصف العشوائي

ووفقَ التقرير فقد تسبَّبت عمليات القصف العشوائي لهيئة تحرير الشام في أثناء هجماتها على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بشكل رئيس والاشتباكات في المناطق المأهولة بالسكان في مقتل ما لا يقل عن 64 طفلاً منذ تأسيس جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حالياً) في كانون الثاني/ 2012 حتى 20/ تشرين الثاني/ 2019 .ولا يزال ما لا يقل عن 29 طفلاً قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى الهيئة في حين أن التقرير وثق 3 حواث اعتداء على مدارس نفذتها هيئة تحرير الشام.

وأضاف التقرير أنَّ 924 طفلاً قد قتلوا إثرَ هجمات لقوات التحالف الدولي منذ تدخلها في سوريا في 23/ أيلول/ 2014 حتى 20/ تشرين الثاني/ 2019، فيما وثَّق ما لا يقل عن 25 حادثة اعتداء على مدارس على يد قوات التحالف الدولي في المدة ذاتها.

وسجَّل التقرير قتل فصائل في المعارضة المسلحة 984 طفلاً، سقط معظمهم جراء القصف العشوائي الذي تُنفذه قوات في المعارضة على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري وبشكل خاص القصف باستخدام قذائف الهاون، في حين قتل 5 منهم خلال مشاركتهم في ميادين القتال إلى جانب فصائل في المعارضة المسلحة.

  القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها ارتكبت أفعالاً تُشكِّل جرائم ضد الإنسانية بحق أطفال سوريا

 وطبقا للتقرير فإنَّ 348 أطفال لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لفصائل في المعارضة المسلحة مُشيراً إلى تسجيله 35 حادثة اعتداء على مدارس نفذتها فصائل في المعارضة المسلحة

سجَّل التقرير مقتل ما لا يقل عن 1194 طفلاً منذ آذار/ 2011 على يد جهات أخرى، إضافة إلى 60 حادثة اعتداء على مدارس.

 وأشار التقرير إلى أن القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها ارتكبت أفعالاً تُشكِّل جرائم ضد الإنسانية بحق أطفال سوريا، عبر القتل المنهجي الواسع، وعبر عمليات التعذيب والعنف الجنسي، مُنتهكة بشكل صارخ المادة السابعة من ميثاق روما الأساسي، كما مارست أفعالاً أخرى ترقى إلى جرائم حرب عبر عمليات التجنيد الإجباري والتجويع والحصار الجماعي للأهالي بمن فيهم من نساء وأطفال، وهذا يُشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
 

مسؤولية المجتمع الدولي

ونوه التقرير إلى موافقة الدول بالإجماع في قمة عام 2005 على مسؤولية كل دولة عن حماية سكانها من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، مؤكداً أن هذه المسؤولية تستلزم منع هذه الجرائم، ومنع التحريض على ارتكابها بكافة الوسائل الممكنة، وعندما تخفق الدولة بشكل واضح في حماية سكانها من الجرائم الفظيعة، أو تقوم هي بارتكاب هذه الجرائم كما في حالة النظام السوري، فإن من مسؤولية المجتمع الدولي التدخل باتخاذ إجراءات حماية بطريقة جماعية وحاسمة وفي الوقت المناسب.

جنَّدت التنظيمات الإسلامية المتشددة مئات الأطفال دون سن الـ 15

كما أكد أن معظم قصف القوات الروسية تركَّز على مناطق ومراكز آهلة بالسكان وتسبَّب في مقتل عشرات الأطفال السوريين، وجميع تلك الهجمات العشوائية ترقى إلى جرائم حرب. وذكر التقرير أن قوات سوريا الديمقراطية مارست أفعالاً ترقى إلى جرائم حرب عبر عمليات القصف العشوائي، الذي تسبَّب في مقتل العديد من الأطفال، وعبر عمليات التجنيد الإجباري.

ووفق التقرير فقد جنَّدت التنظيمات الإسلامية المتشددة مئات الأطفال دون سن الـ 15، كما مارست عمليات تعذيب بحق أطفال معتقلين داخل مراكز الاحتجاز التابعة لها، وقتلت عمليات القصف العشوائي التي قامت بها العديد من الأطفال، ويُشكل ذلك جرائم حرب. كما أشار إلى أن فصائل مختلفة تابعة للمعارضة المسلحة قد جندت عشرات من الأطفال، كما تسبب القصف العشوائي الذي قامت به بعض الفصائل في مقتل عدد من الأطفال، ويُشكل كل ذلك جرائم حرب.

 وأوضح التقرير أن الهجمات التي نفذتها قوات التحالف الدولي، تسببَّت في حدوث خسائر طالت أرواح مدنيين بينهم أطفال أو إلحاق إصابات بهم أو في إلحاق الضرر الكبير بالأعيان المدنية. وهناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأن الضرر كان مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة.