المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

"احتضان الثعبان" يرصد معاناة سكان الأمازون

 
   
20:00

http://anapress.net/a/235520754816629
207
مشاهدة


"احتضان الثعبان" يرصد معاناة سكان الأمازون

حجم الخط:

توقع الجميع عند عرض فيلم "احتضان الثعبان" في تظاهرة "أسبوع المخرجين"، وهي التظاهرة الثالثة من حيث الأهمية في مهرجان كان السينمائي الدولي، أن يمر مرور الكرام، إلا أنه استطاع أن يستحوذ على الاهتمام من خلال فوزه بجائزة سينما الفن والتي تعنى بسينما المؤلف المبدع.

فيلم "احتضان الثعبان"، من تلك النوعية من الأفلام التي تورطك بمشاهدتها، فمن خلال رحلة لأحد العملاء الباحثين في الأمازون نتعرف على العلاقة التي تربط ذلك الباحث وأحد الشخصيات التي تمثل بقايا السكان الأصليين ويدعي "كرماكاتي".

علاقة تمتد على مدى أربعة عقود من الزمان هي اختصار للتعاون الذي قدمه "كرماكاتي" وأفراد قبيلته للباحثين والمستكشفين، رغم الكوارث التي تعرضت لها قبيلته التي تكاد تكون قد أبيدت بالكامل تقريباً على يد المستعمرين، الذين كانوا أول من وطئت أقدامهم تلك الأنحاء من قارة أمريكا الجنوبية.

رحلة سينمائية تعمد اللونين الأسود والأبيض، وكأننا نذهب إلى الماضي فإذا بنا نشاهد حصاد ذلك الماضي البعيد على السكان الأصليين من هنود الأمازون، الذين تم قتلهم وإبادتهم وبيعهم وترحليهم واستخدامهم تحت مظلة الدين وغيرها من المبررات والحيثيات، التي انطلق من خلال المستعمر الإسباني الذي راح يستثمر كل شيء في الأمازون.

رحلة إبداعية تمزج الزمن والشخصيات، فمن خلال أحد الأحفاد من السكان الأصليين يتم استدعاء حكاية الجد الأكبر لتلك القبيلة وعلاقته المقرونة بالتعاون والتضحيات مع العلماء والباحثين لحماية تلك الغابات، التي تتعرض يومياً إلى جشع الإنسان الذي حولها إلى مختبر لتجاربه وأطماعه، اعتباراً من إجراء التجارب الطبية إلى اقتلاع الأشجار مرور بالمتاجرة بالإنسان.

وتعود بنا الحكايات لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان، حينما قامت إسبانيا ببناء إمبراطورية واسعة في أميركا الجنوبية على أساس العمل والاستغلال للسكان الهنود الأصليين، تارة عبر بارونات المطاط وصولاً إلى تجار الأخشاب، وفي كل مرة مزيد من السخرة والتدمير للشخصية التي ظلت تحاول أن تبقى صامدة أمام جشع الحضارة القادمة من أوروبا.

فيلم مشبع بالشفافية العالية في العرض والتحليل تصدى لكتابته جيرو غويرا وتيدور كوش غرونبيرغ اعتماداً على مذكراتهم الخاصة، وقام بإخراج العمل بلغة بصرية عالية الجودة جيرو غويرا معتمداً على فريق متميز من الممثلين منحوا المشاهد حالة من الاعتقاد بأنهم أمام الشخصيات الأصلية التي خاضت التجربة بكل المها وتعبها ومعاناتها الموجعة.

فيلم "احتضان الثعبان" يرسخ المخرج الكولومبي جيرو غويرا مبدعاً سينمائياً من الطراز الأول.