سببان لترويج روسيا والنظام لـ "عودة اللاجئين"

حدد رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين تيسير النجار عددًا من المصالح التي يسعى النظام السوري وحليفه الروسي من تحقيقها عبر بوابة الدعوة لعودة اللاجئين السوريين، أبرز تلك المصالح هو العمل على استقطاب أموال إعادة الإعمار، على اعتبار أن المجتمع الدولي ربط المساهمة والمشاركة في تلك العملية بالتوصل لحل سياسي، بينما يسعى النظام والروس لـ "السطو" على تلك الأموال.

ويذكر أن صحيفة "كوميرسانت" كانت قد نشرت الأسبوع الماضي نسخة عن توجيه سري أعدته الأمم المتحدة يقيّد إعادة الإعمار في سوريا ويربطه بأهداف سياسية تشترط رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد. وبحسب التقرير فإن "المنظمة الدولية ستبدأ بدعم عملية إعادة الإعمار في سوريا، فقط بعد أن يتحقق هناك "انتقال سياسي حقيقي وشامل للسلطة". كما وجه الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، ضربة "قاسية" إلى الخطة الروسية التي تهدف لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم وجمع أموال لإعادة إعمار سوريا في ظل حكم "بشار الأسد"، بحسب ما نشرته رويترز.

ومن هذا المنطلق فإن النجار يعتقد بأن الروس والنظام يسعون لتأمين ذلك الملف "إعادة الإعمار" من خلال الترويج لعودة اللاجئين السوريين، وكذا الإيحاء بأن الأزمة قد انتهت. وهو توجه مكشوف سلفًا، بعد أن توجهت روسيا والعالم من أجل إعادة الإعمار دون أن تجد الصدى أو ردة الفعل المطلوبة بالهرولة نحو المشاركة في إعادة إعمار سوريا.

الدعوة لعودة اللاجئين –من منظور النجار- تظل مرتبطة كذلك برغبة النظام في تدعيم نفسه، سواء بالأموال أو بعناصر جديدة من أبناء العائدين، من خلال تجنيدهم في القوات النظامية للقتال في صفوف نظام الأسد، لتدعيمه بتلك العناصر، وقال إن ذلك حدث بالفعل في أكثر من نموذج، كما يتم إلقاء القبض على بعض العائدين وتجنيدهم أو اعتقالهم والانتقام منهم أو ابتزازهم ماديًا.

المركز الروسي لاستقبال وتوزيع اللاجئين، أورد في تقرير له يوم (الأحد) الماضي عدد الذين عادوا إلى منازلهم منذ العام 2015 وحتى الآن. وأفاد بأن "أكثر من 1,2 مليون نازح سوري عادوا إلى منازلهم منذ عام 2015". وقبل ذلك التقرير بأيام قليلة زعم المركز في تقرير آخر أن "أكثر من 1,7 مليون سوري عبروا عن رغبتهم بالعودة إلى وطنهم من تسعة بلدان في العالم، ومعظمهم من لبنان وتركيا وألمانيا".

النظام السوري بدوره، أعلن في الثامن من شهر آب (أغسطس) الماضي عن تشكيل هيئة إعادة اللاجئين السوريين،  برئاسة وزير الإدارة المحلية والبيئة. وهي "هيئة خاصة بالإشراف على مسألة عودة اللاجئين السوريين بموجب الخطة الروسية"، أطلق عليها "هيئة التنسيق لإعادة المهجرين السوريين بالخارج".

ووفق ما أعلنه النظام –في بيان لمجلس الوزراء- فإن "مهمة الأعضاء الممثلين للهيئة تتمركز حول التنسيق مع كافة الجهات المعنية المحلية والعربية والدولية بهدف تأمين الظروف الملائمة لتسهيل عودة المهجرين السوريين إلى أرض الوطن، والسعي إلى توفير سبل المعيشة الكريمة لهم".

بينما أعلنت روسيا يوم (الجمعة) الموافق 3 آب (أغسطس) 2018 عن أن النظام السوري "مُستعد لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم". جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية، أعلنت فيه الوزارة عن أن النظام السوري "مستعد لحل المشاكل العالقة كافة من  أجل تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم"، وقالت إنه تم افتتاح 10 مراكز جديدة لاستقبال اللاجئين العائدين.

اقرأ/ي أيضًا: لاءات العودة (ملف خاص)