http://anapress.net/a/185508338577795
كشف نائب لبناني عن أنه تم إبلاغه رسميًا من قبل دولة عربية (كانت مناوئة لنظام بشار الأسد بداية الثورة السورية) بأن تلك الدولة تتجه نحو إعادة العلاقات مع دمشق وفتح سفارتها. كما كشف عن أنه لعب دور الوساطة مع بين النظام ودولة خليجية أخرى من أجل عودة العلاقات.
وقال النائب البرلماني عبد الرحيم مراد، إن مسؤولين إماراتيين أبلغوه في نقاشات أجراها معهم أن الدولة بصدد "إعادة العلاقات مع سوريا وفتح سفارتها في دمشق".
في 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، علق النظام السوري على الأنباء المتواترة بشأن اتجاه الإمارات لإعادة فتح سفارتها في دمشق والعمل على الأرض السورية، وذلك في تصريحات أدلى بها نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد. (اقرأ/ي أيضًا: الكويت بعد الإمارات ومصر.. هل ثمة تغيّرات بمواقف عربية من الأسد؟).
وبحسب التصريحات التي نقلتها صحيفة الوطن الموالية، آنذاك، فإن "دمشق ترحب بأي خطوة يمكن أن تتخذ في ذلك الصدد". وتابع: "نحن نرحب بأي خطوة من أجل أن تعيد كل الدول العربية التي أغلقت سفاراتها العمل على أرض الجمهورية العربية السورية، وقرار إعادة السفارة يخص الإمارات وهي دولة ذات سيادة، وهي التي تعلن وتذيع هذا الخبر".
وبالعودة لتصريحات مراد، التي أدلى بها خلال مشاركته في برنامج لعبة الأمم على قناة الميادين أمس، أن دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول المؤيدة لعودة النظام لشغل مقعد سوريا في جامعة الدول العربية. وأن الموقف الإماراتي "يأتي بالتنسيق مع النظام السوري".
وكشف النائب اللبناني في معرض تصريحاته، إلى قيامه بلعب دور أشبه بـ "الوساطة" بين النظام السوري والمملكة العربية السعودية، كاشفًا عن أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم يبد من جانبه أي تحفظ سلبي على فكرة عودة العلاقات. وكشف عن أن هناك تحضيرات من أجل إتمام لقاء يجمع مسؤولين سعوديين بمسؤولين سوريين من بينهم مدير مكتب الأمن الوطني في سوريا علي مملوك.
مواقف مرنة
وبخلاف الإمارات والسعودية، فثمة مواقف عربية مرنة من نظام بشار الأسد ظهرت بوضوح أخيرًا، من بينها الموقف الكويتي، ذلك أن نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، قال في تصريحات تناقلتها الصحف الكويتية يوم (الاثنين) الموافق 19 نوفمبر، ونقلها موقع قناة روسيا اليوم، إن علاقات الكويت بسوريا "مجمدة" لكنها "ليست مقطوعة"، ما اعتبرته تقارير إعلامية "تطور لافت في الموقف الكويتي من النظام السوري".
وقال الجار الله: "نحن لم نتقدم بطلبات محددة بشأن فتح سفارتنا في دمشق". فيما كشف عن أنه "حسب علمنا فإن بعض الأشقاء في الدول العربية تقدموا بمثل هذه الطلبات وهم بصدد إعادة ترتيب أوضاع سفاراتهم في دمشق". (اقرأ/ي أيضًا: أول تعليق من النظام على أنباء "إعادة فتح سفارة دولة عربية في دمشق").
وكانت صحيفة الوطن الموالية، قد نقلت عن القائم بالأعمال في السفارة المصرية في سوريا محمد ثروت سليم، قوله إن "العلاقات السورية المصرية جيدة". وشدد الدبلوماسي المصري، في 18 فبراير، على أن "مصر كانت ولا تزال تدعم جهود الأمم المتحدة بخصوص تسوية الأزمة في سوريا سياسياً، وكما دعمنا جهود المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، سندعم الجهود التي سيبذلها المبعوث الجديد، غير بيدرسون، ونتمنى أن تشهد المرحلة القادمة تطورات تؤدي إلى «حلحلة» فيما يخص العملية السياسية".
وأشار –بحسب الصحيفة- إلى أن بلاده "كانت على الدوام مع إيجاد حلول فيما يخص الأزمات العربية". وقال: "نعتقد مع وجود حل سياسي في سوريا ستكون الأمور أفضل، فالحل سيكون له أثر إيجابي على جميع الملفات، بما فيها دور الجامعة العربية في سوري".
الجامعة العربية
وكان مصدر عربي (بجامعة الدول العربية) قد أكد لـ "أنا برس" في تصريحات سابقة منتصف الشهر الماضي، أن مسألة عودة مقعد سوريا للنظام مطروحة للنقاش في أروقة الجامعة وليس على طاولة اجتماعاتها الرئيسية التي لم تناقش هذا الأمر. وتوقع المصدر أن يتم النقاش رسميًا بشأن الموقف من عودة مقعد سوريا للنظام في شهر آذار (مارس) المقبل قبيل انعقاد الدورة العادية الـ 30 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، في تونس، بعد أن تم استبعاد سوريا في القمم السابقة، مع تمثيل المعارضة في قمة الدوحة فقط.
لكنّ مصدرًا آخر –رفض ذكر اسمه- وهو دبلوماسي مصري، قال لـ "أنا برس" إن هنالك العديد من التطورات التي شهدها الملف السوري تنذر بـ "عودة الدولة الوطنية" نتيجة للكثير من الجهود الخاصة بمكافحة الإرهاب واستعادة الهدوء والسيطرة على كثير من المناطق باستثناء بعض المناطق الشمالية، وعليه "من غير المعقول استمرار مقعد سوريا شاغرًا" بعد الآن على أساس أن سوريا "في حاجة ماسّة إلى أشقائها العرب بخاصة كلما كان الحديث عن مسألة إعادة الإعمار".
لكن المصدر أشار إلى بعض الأمور الخلافية التي تُعيق ذلك من بينها ما يتعلق بالتواجد الإيراني في سوريا، والذي "على النظام السوري أن يحل تلك المعضلة، بخاصة بعد تحقيق نجاحات ميدانية على الأرض".