http://anapress.net/a/358852669962696
واشنطن كانت تريد هذه الفوضى التي حصلت في المنطقة وسوريا خصوصاً؛ وذلك لرغباتها السياسية وأجندتها في المنطقة.. واشنطن لن تترك الأمور أبداً في المنطقة.. وكل التقارير الإعلامية تشير إلى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كانت أمامه كل الملفات لاتخاذ قرارات فيها، لكن انشغال إداراته في الملف النووي عرقلت كل الملفات الأخرى.
وبالتالي جعل ذلك إدارة أوباما تتراجع في اتخاذ قرارات مصيرية بشأن الصراع السوري.. وكان الروس يترددون في تقدمهم في سوريا منتظرين مواقف الإدارة الأمريكية، لكن الأمريكان يعلمون بأن خيوط اللعبة بالأخير بيدهم.. والملف السوري تحديدا في أي اتجاه سييسر سيحدده الأمريكان حصرا وليس أحد غيرهم.
الأمريكان عندما يريدون تحريك ملف ما يطلقون تصريحات إعلامية تربك الدول المعنية، وللأسف المعارضة السورية لم تدرك طبيعة التوازنات السياسية الدولية والإقليمية والتلاعب بالملفات.. على عكس نظام الأسد الذي فهم تلك التوازنات ومازال يبيع ويشتري ويعطي ثمن مواقف من هنا وهناك لكي يبقى مسيطرا على الحكم في سوريا.
بطبيعة الحال كل الحلول القادمة بالنسبة للملف السوري أيا كان شكلها، إن لم ترعها واشنطن لن ترى النور إطلاقا وستكون تمديداً للأزمة السورية المستمرة منذ ثماني سنوات.. الأزمة التي أرادها المجتمع الدولي أن تستمر عندما شكل المجتمع الدولي ما يسمى بـ "أصدقاء سوريا"، في الحقيقية شكلوا هذه المجموعة لإلهاء الشعب السوري وتمييع القضية وجعلها ضمن تفاصيل معينة.. الآن أين هذه المجموعة؟
لأن الراعي الأمريكي لا يريد لهذه المجموعة أن تتحرك هذا من جهة، ومن جهة أخرى رأينا كيف أن دولاً عربية أرادت التقرب من نظام الأسد، أوقفتهم واشنطن وقالت لهم إن هذا الموضوع من الباكر جداً له قبل أي عملية سياسية في البلاد. (اقرأ/ي أيضاً: مصالح روسيّة معلقة (رأي)).