المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

تاريخ أسود.. هكذا سيطر الروس على مفاصل سوريا (مقال)

 
   
10:31

http://anapress.net/a/253077906380881
665
مشاهدة


تاريخ أسود.. هكذا سيطر الروس على مفاصل سوريا (مقال)
التدخل الروسي في سوريا- أرشيفية

حجم الخط:

عندما ثار الشعب السوري على الطاغية كان ثائراً طالباً الانفكاك من رتقة العبودية، تلك العبودية التي صنعوها لهذا الشعب وأرادوا استمراره تحت قبضتها.

ثار هذا الشعب على نظام الطاغية فلم يجد هذا الطاغية بداً من الاستعانة بكلاب الأرض كلها لوأد ثورة الشعب، ولم يكتف باللقطاء من أبناء طائفته أتبعهم بشذاذ الأفاق ممن جمعتهم إيران، ورغم ذلك كان سقوطه قاب قوسين أو أدنى.

 فلم يجد بداً من استدعاء محتل أكبر لديه من القوة العسكرية الشيء الكثير ولديه من العلاقات الدولية وأهمها لديه حق النقض (الفيتو)، فتمسكت روسيا بهذه الفرصة الثمينة كي تعيد لنفسها هيبة مفقودة وقدم في المنطقة.

 لم يسبق بتاريخ الأمم الحديث أو القديم أن جلب رئيس بلد ما دولة أخرى لتقتل شعبه
 

جاء الروس بشروطهم وسلاحهم وعتادهم وحنكتهم السياسية، فتسللوا كما يتسلل المرض الخبيث في الجسد واستلموا زمام المبادرة وأصبح خبراؤهم وساستهم يرسمون للطاغية أفعاله وتحركاتهم داخلياً ويعترضون على مقررات أممية بحق النقض، فلم يستطع المجتمع الدولي اتخاذ قرارات حاسمة بحق هذا النظام.

لقد أصبح تدخل الروس في كل مفاصل الدولة السورية واضحاً، ويعود لهم قرار التدخل العسكري أو المهادنة والمفاوضة، فمن خلال سلاحهم الجوي وسلاح النظام أبادوا مناطق عديدة ومن خلال خبرتهم العسكرية استطاعوا بحسم احتلال النظام لأماكن صعبة السقوط كما قاموا بتفعيل الشرذمة وخلق العملاء بشكل واضح وجلي.

 واستخدموا علاقاتهم الدولية لجمع الدول المؤثرة في القضية السورية، فكان مؤتمرا سوتشي واستانا.. مؤتمران هدفهما تجزئة القضية السورية إلى قضايا مناطقية ثم إنهاؤها بعدة طرق منها الحصار ومنها التسليم ومنها التدمير وابتدعوا ما يسمى مناطق خفض التصعيد لكنهم لم يلتزموا بما وضعوا لا هم ولا العصابة الأسدية.

 فبدأ سقوط المناطق بالخداع تارة وبالعمالة تارة أخرى وعملوا على تجربة أسلحة جديدة على الشعب السوري وهذا باعتراف بوتين نفسه ووزير دفاعه ولم يقف المجتمع الدولي رافضاً لهذا بل على العكس كان يبرر للروس عملياته العسكرية بحجج واهية كاذبة كوجود مجموعات راديكالية متطرفة على الأرض السورية. (اقرأ/ي أيضاً: بعد تجربتها في سوريا.. روسيا تتخذ قراراً بخصوص 12 نموذجاً من الأسلحة).

 يمر علينا تاريخ أسود، ألا وهو دخول محتل أجنبي روسي لأرضنا، تم جلبه ليقتلنا هذا المحتل يبرر لنفسه كل أساليب القتل، فلم يسبق بتاريخ الأمم الحديث أو القديم أن جلب رئيس بلد ما دولة أخرى لتقتل شعبه، فهل هناك عار أكثر من هذا العار؟ فقد استعمل الروس في تدخلهم ضد الشعب السوري أحدث عتادهم العسكري بدءاً من T 55 المعدلة إلى T 72 وصولاً لـ T90 وجاءوا بأحدث أنواع طائرات السوخوي.

 ولم يكتفوا بذلك بل استقدموا مجموعة S300 الصاروخية وقام الروس بفرض شروطهم على نظام الأسد فحصلوا على القاعدة البحرية في طرطوس بأقل الأثمان وحسنوا مطار حميميم وجعلوه مركزاُ لعملياتهم العسكرية ولم يكتفوا بذلك بل جعلوا لأنفسهم مراكز للعمليات في كل بقعة سورية، أما من الناحية البشرية فخلقوا أبطالاً من ورق جمّلوا صورتهم وجعلوهم أسطورة عسكرية.

على الصعيد السياسي، هيأوا الأجواء لرفض الثورة السورية وجعلوها معارضة تريد الحصول على مكاسب سياسية، خلقوا منصات متعددة، وأزلوا من أحضرهم لأرضه فوصفوه بأشنع الصفات واعتبروه موظفاً لديهم فلم يتم معاملتهم كرئيس دولة بعراقة وتاريخ سورية، استخدموا حق النقض أحد عشر مرة، صنعوا دعاية إعلامية دولية ضد الثورة السورية، تعاونوا مع اسرائيل للانفراد بسورية، همشوا دور الدول العربية والإقليمية.

على الصعيد الاقتصادي، يعملون للسيطرة على أموال إعادة الإعمار لإخراجهم من حالة السقوط الاقتصادي والركود لديهم فهم يجوبون العالم من خلال سفاراتهم للضغط على تلك الدول لإعادة اللاجئين السوريين والبدء بضخ الأموال.

لقد سيطر الروس على مقدرات البلد الأساسية وعلى ساحله وخيرات جزء لا بأس به وحصلوا على موضع قدم في منطقة حساسة وهامة اعتقدوا لفترة طويلة أنهم خارجها لكن هذا الطاغية أعطاهم ما لم يتمنوه.

ولم تكن تحصل روسيا على ما حصلت عليه لولا تخاذل الأمم المتحدة ومؤسساتها ووقوف الدول جميعها جانباً.. في النهاية مهما استمر احتلالها لأرضنا لابد لها أن تخرج بعزيمة الثوار وهمة الأبطال.

*المقالات التي تنشرها "أنا برس" تعبر عن آراء أصحابها، وليست بالضرورة معبرة عن رأي أو توجه المؤسسة




كلمات مفتاحية