المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

د.عماد الدين الخطيب يكتب: «سنوات عجاف».. لقد أخطأنا!

 
   
09:52

http://anapress.net/a/15698594769062
712
مشاهدة


د.عماد الدين الخطيب يكتب: «سنوات عجاف».. لقد أخطأنا!
د.عماد الخطيب

حجم الخط:

ثمان سنوات عجاف مرت على الشعب السوري وثورته..ثمان سنوات وهو يتعلق بالآمال والتصريحات الصادرة من هنا وهناك.. ثمان سنوات والشعب السوري غريق في بحر من الدماء يتعلق بقشة للخروج منه ولو كانت ذات القشة التي قصمت ظهر البعير!

ثورة الشعب السوري هي درس للأمة العربية من المحيط إلى الخليج، وليست درساً للشعب السوري، وحتى تلك الثورات التي يفترض أنها نجحت في تونس ومصر، فالثورة السورية هي المقياس وهي المرجعية، فهل حققت ثورة الياسمين في تونس ما كان يصبو ويحلم به الشعب التونسي والذي كان بوعزيزي شرارة انطلاقتها؟ إن نجاح ثورة الياسمين كان نسبياً.. وأما في مصر أم الدنيا فقد انتكست ثورتها شر انتكاسة وسوف يأتي زمنٌ يترحمون على أيام حسني مبارك، ويندمون على ما اقترفوا بثورتهم فها هو الرئيس المنتخب ديمقراطياً تجاوزاً يحاول التربع على كرسي الملك لسنوات وقد تكون أبدية.

الثورة السورية فيما لو قيض لها النجاح كانت ستكون بداية التغيير الحقيقي في الشرق الأوسط، ولن تنتهي إلا على سواحل بحر العرب والخليج العربي.. إن انتكاسة الثورة السورية وتخلي المجتمع الدولي ومجلس الأمن عنها يؤكد على أن الشعوب العربية قاطبة ممنوع عليها بل ومحظور أن تحيا ضمن دول ديمقراطية بما تعني الكلمة من مفاهيم؛ لأن ذلك سينسف كراسي الطواغيت والحكام والذين هم بالأصل مأجورين وأجراء لدى الدول المتحكمة بمصائر الشعوب واللوبي الصهيوني.

 ارتكبنا في ثورتنا العديد والعديد من الأخطاء التي نحصد اليوم نتائج فشلنا في الوصول لبر الأمان
 

لقد ارتكبنا في ثورتنا العديد والعديد من الأخطاء التي نحصد اليوم نتائج فشلنا في الوصول لبر الأمان.. لكن التاريخ يؤكد على حتمية انتصار الشعوب في ثوراتها، فكل ثورات العالم أنتجت قادة شرفاء أوصلوا شعوبهم إلى بر الأمان بعيداً عن الأنانية والخصوصية ولو أردنا أن نعدد الأمثلة فهي لا تحصى إلا الثورة السورية وبلا فخر لم تنجب إلا اللصوص والمرتزقة إلا ما رحم ربي. (نرشح لكم: د.محمود الحمزة يكتب لـ «أنا برس» حول «الدور الروسي» في سوريا).

فمن تسيد المشهد السياسي لم يكن يعنيه حال الشعب السوري على الإطلاق وإنما كان جل همه واهتمامه إرضاء الدول التي كان لها الفضل في وجوده بالصف الأول ممثلاً للثورة السورية وكان ينبح بالقدر الذي تغدق عليه الأموال من تلك الدول ولذلك فكانوا خليطاً كل منهم يمثل دولة تختلف مصالحها في سوريا عن الدولة الأخرى وحتى النظام كان له ممثلين بثوب المعارضة والثوريين.

لقد رأينا العجب العجاب بأولئك السياسيين والذين على مدى السنوات الثمان العجاف وهم مازالوا يتمسكون بمكاسبهم ومناصبهم رغم فشلهم وعجزهم عن تحقيق ولو 1% من رغبات السوريين ويرفضون الاعتراف بهذا الفشل وترك الساحة لغيرهم رغم مطالبتهم الأسد بالتنحي ورغم علمهم بأنهم لا يمثلوا الثورة السورية. فالثورات يجب أن يمثلها من يخرج من رحمها لا أن يمثلها من استوطن لسنوات خارج سوريا ورأى في الثورة السورية فرصة لتحقيق ثروة نادراً ما تتكرر وقد أثبت الجميع ذلك.

أما من حمل السلاح بذريعة الدفاع عن الشعب بمهاجمة النظام وقمعه فكان هؤلاء السرطان بحد ذاته، فلم يكونوا أهلاً ولا مؤهلين في غالبيتهم عسكرياً وإنما كانت لديهم النفوس الرخيصة القابلة للبيع بأبخس الأثمان والأسعار، فأصبح كل فصيل يتبع لممول أو داعم أو دولة وأصبح الولاء على قدر ما يدفع من الدولارات والريالات وأصبحت تحركاتهم على قدر التعليمات التي تأتيهم فأصبح كل فصيل يعتبر نفسه أنه الأوحد والأجدر أن يتسيد الجميع. (نرشح لكم: في حوار «الذكريات والكواليس».. جورج صبرا لـ «أنا برس»: استسهلنا التعامل مع القضية!).

أخطأنا عندما صمتنا على وجود أشخاص غير مؤهلين سياسياً أو عسكرياً بقيادة الحراك الثوري

إن ظهور الجماعات والفصائل الإسلامية المتشدد منها والمعتدل لم يكن في صالح الشعب السوري؛ فثورتنا لم تنطلق إسلامية رغم خروجها من المساجد، فهذا التجمع كان نتيجة وجود قانون للطوارئ يمنع التجمهر والتجمع.. الثورة السورية انطلقت دون قيادات وكان حراكها عفوياً؛ فاستغلت جماعة الإخوان المسلمين المشهد وتسلقت الثورة وباعتبارهم الجناح الذي يملك المال بدأ الانحراف وتخلت الكثير من فئات الشعب عن الثورة حتى أصبحت ذات لون واحد في غالبيتها وبدأ المجتمع الدولي بالابتعاد عنها.

في العام 2015 كانت الثورة تسيطر على ثلثي مساحة سوريا بشكل منفصل وبؤر هنا وبؤر هناك ولولا المرض النفسي الذي كان مسيطراً على قادة الفصائل لكان بالإمكان التوحد عسكرياً تحت قيادة موحدة وبالتالي إقناع العالم بالوقوف إلى جانب ثورتنا ولكن (..) فعلاً صدق من قال إذا أردت أن تسقط ثورة فأغرقها بالمال، وهذا الذي حصل.

لقد بدأ السياسيون والقادة وقادة الفصائل من أصحاب رؤوس الأموال في افتتاح مشاريع واستثمار الأموال التي جنوها من الثورة والأمثلة لا تعد ولا تحصى.. لقد فشلنا في ثورتنا ومازال الكثير منا يكابر ويدعي أننا منتصرون وأن الثورة منتصرة.. انتصارنا المؤكد أن سوريا بعد العام  2011 هي غير سوريا قبل العام 2011 سواء بقي النظام أم رحل..  لقد كان خطؤنا القاتل هو الخروج خارج الحدود، وكان يجب أن ندافع عن وجودنا وبقائنا مهما كلف الثمن. (اقرأ/ي أيضاً: في حوار لم يخل من «الكواليس والأسرار».. العميد أحمد رحال: خذلناكم!).

لقد أخطأنا عندما صمتنا على وجود أشخاص غير مؤهلين سياسياً أو عسكرياً بقيادة الحراك الثوري.. لقد أثبتنا للعالم أجمع أننا شعب نعشق الحرية ولكنه خذلنا.. لقد أصبح همنا بخاصة لمن تقدم بهم العمر أن يعودوا لحضن الوطن ولو كان ركاما.. المستقبل لا يمكن أن يبنى بالأحلام.. ولو كتب لنا أن نعيش ثورة أخرى ستكون مختلفة عن أحداث ثورتنا هذه 180 درجة.. والمشكلة الكبرى أن من تم توكيلهم بحل مشاكل الوطن هم أنفسهم المشكلة. (نرشح لكم: مرح البقاعي تكتب لـ«أنا برس»: المرأة السورية «عبق الثورة»).

 




كلمات مفتاحية