المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

حوار مع أدونيس ترجمة خاصة لأنا برس

 
   
14:54

http://anapress.net/a/145174585465740
597
مشاهدة


حوار مع أدونيس ترجمة خاصة لأنا برس

حجم الخط:

قامت "أنا برس" بترجمة هذا الحوار مع أدونيس في جريدة "الزايت" الألمانيّة الشهيرة. 

جرت العادة أن يهجو مثقفون سوريون أدونيس الحائز على جائزة ريمارك للسلام، بوصفه مؤيداً للأسد. الآن يدلي الشاعر العربي الشهير بدلوه للمرة الأولى في هذا الشأن.

أدونيس، الشاعر السوري الذي يعيش في منفاه الباريسي منذ 30 سنة، سيتسلم جائزة "إيريش ماريا ريمارك" للسلام من قبل مدينة "أسنابروك" في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، غير أنَّ الصحافة الألمانية تشهد نقداً عنيفاً لتكريم الكاتب البالغ من العمر 85 عاماً، والذي يُعَدُّ من عِظام شعراء العالم الأحياء. يزعم كلُّ من الفيلسوف السوري "صادق جلال العظم"، والكاتب السوري "ياسين الحاج صالح"، أنَّ أدونيس لا يستحقُّ جائزةً من هذا النوع، لأنَّه مُحارب للأسد، وعدو للفكر التنويري الليبرالي. أيضا "نافيد كرماني"، الحاصِل على جائزة السلام الممنوحة من قبل بورسة الكتاب الألماني لهذا العام، رفض إلقاء الخطاب التكريمي في حفل تسليم الجائزة.

 

دي تسايت: يتهمونك في الصحافة الألمانية بالدفاع عن نظام بشار الأسد، هل هناك ما يصحّ في هذه الاتهامات؟.

أدونيس: على الإطلاق! من يزعم ذلك لا يقرأ، قراءةُ أحدٍ ما شرط مهاجمته، قبل عام وجّهتُ انتقادات جذرية لنظام الأسد في كتاب نشرته في فرنسا قبل عام بعنوان (Printemps arabes: Religion et révolution)، وهو متاح للجميع. على من يتهمني بدعم النظام أن يريني سطراً أو جملة واحدة تشهد على ذلك. غادرت سوريا عام 1956، وعندما فصلني حزب البعث من اتحاد الكتاب السوريين، كان الجميع لا يزالون هناك ولم يتفوّهوا بشيء، من يهاجمني الآن، يريد مني الخضوع السياسي على نحو يذكر بمفاهيم القرون الوسطى، أنا كاتب، غير أن لي أيضاً روحاً قتالية، ولا أقدم الولاء لأحد.

دي تسايت: بماذا ترد على منتقديك؟.

أدونيس: أقترح على من يهاجمني إطلاق نداء من أجل مجتمع سوري جديد، ويجب أن يتضمن هذا النداء المبادئ التالية: العلمانية وفصل الدين عن السياسة والثقافة والمجتمع، وتحرير المرأة الكامل من تقييدات الشريعة، وإحلال الديمقراطية التي تحترم حقوق الإنسان، والأقليات، واحترام حقوق المواطنة، بصرف النظر عن الخلفية الإثنية والدينية، والاستقلال عن القوى الأجنبية، وثورة غير عنيفة، عندما يطرح نقادي الكرام هكذا نداء، سأوقع عليه فوراً.

دي تسايت: ماذا كان فحوى انتقادك للأسد في كتابك ((Printemps arabes: Religion et révolution))؟

أدونيس: لا أنتقد الأسد، بل نظامه الذي آل إلى توحيد سياسي، ليس في حقيقته سوى إطالة للتوحيد الديني، أنا عدو جذري لكل دين مُمأسَس.

دي تسايت: في رسالتك المفتوحة التي وجهتها إلى الأسد، والمنشورة في كتابك المشار إليه وصفته بـ «الرئيس المنتخب». إنه حقاً لفظ غريب.

أدونيس: في النهاية هو لم يأت إلى السلطة عبر انقلاب.

دي تسايت: وكذلك ليس عبر انتخابات ديمقراطية.

أدونيس: لم يطعن أحد في شرعيته عندما قدم إلى السلطة، لقد انتخبه حزب البعث، دونما أي اعتراض من قبل فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا على ذلك، الكل قبل به، كما أن كلمة «منتخب» كانت هي الكلمة الرائجة في ذلك السياق، ولكن ما معنى ذلك؟ حتى لو وضع «انتخابه» بين قوسين فهذا لا يغير من معارضتي له شيئا.

دي تسايت: يتهمك الفيلسوف السوري "صادق العظم"،  بأنك أيدت الخميني أيام الثورة الإيرانية.

أدونيس: لكنه ينسى أن يذكر أنني كنت أشترك في ذلك مع مفكرين كبار، كـ "فوكو" و"تشومسكي" وآخرين كثير، الثورة الإيرانية كانت ضد الطاغية فقط، أنا لا أزال إلى جانب الشعب، لكنني حتى في ذلك الوقت كنت ضد الدولة الدينية، وهو ما صرّحت به، قلت إنّ على المرء أن يخشى أولئك المعمَّمين العنيفين في إيران مستقبلاً، من يغفل هذا الآن هو مفترٍ وكاذب.

دي تسايت: هل يعني هذا أنك لم تلُذ بالصمت في قضية "سلمان رشدي"، كما يزعم زملاؤك السوريون في الصحافة الألمانية؟

أدونيس: على الإطلاق، كنا نريد نشر دفاعه في مجلتي آنذاك، غير أن الناشر رفض ذلك، لا يجوز أن ننسى الدور الراسخ للرقابة في الثقافة العربية، هذا يصعّب عملية الإصلاح في البلدان العربية، فشرط هذا الإصلاح هو تغيير الثقافة والمجتمع بأكملهما.

دي تسايت: إذا كانت تعرية الحملات التي تشن ضدك بهذه السهولة، فلماذا تتم مهاجمتك بهذا الشدة في الصحافة الألمانية؟

أدونيس: نقادي يعملون في الحقل السياسي ويسعون إلى إسقاط النظام، أما أنا فأعتقد أن إسقاط النظام لن يقود إلى شيء، طالما لم يتم إصلاح المجتمع العربي الذي يعتمد عليه النظام، هنا يكمن الخلاف معهم.

دي تسايت: كيف ينبغي إذن إصلاح سوريا إذا لم يكن ذلك عن طريق إسقاط الأسد؟

أدونيس: لا بد من انتخابات نزيهة ترعاها الأمم المتحدة، الشعب يقرر من يحكمه، وليس الفلاسفة.

دي تسايت: لكن خُمس هذا الشعب نزح من البلاد.

أدونيس: عندها يجب أن يتم الإنتخاب بمن بقي في البلاد.

خاص- أنا برس- برلين