http://anapress.net/a/142494031278436
تسائل الأمين العام لحزب التضامن المنشق عن النظام السوري د.عماد الدين الخطيب إنه "مع اقتراب موعد ذكرى انطلاق الثورة السورية في الخامس عشر أو الثامن عشر من مارس/ آذار لعام 2011 هل يمكن اعتبار ذلك التاريخ عيدًا للشعب السوري؟".
وقال الخطيب: يكفينا فخرًا أيا كان التاريخ أنه سقط الخوف والرعب من أجهزة النظام القمعية من عقولنا، ولم يذكر التاريخ أن ثورة هزمت ولم يذكر التاريخ أن العالم أجمع تآمر على ثورة شعب ضد نظام مستبد إلا الثورة السورية فقد تكالبت عليها الأمم وتآمر عليها القريب قبل الغريب حفاظا على مصالحه.
وتابع لـ "أنا برس": لقد مرت الثورة السورية بمراحل مضيئة أبهرت العالم بسلميتها ولكن تم تسلقها من قبل جماعات وأشخاص حاولوا استثمارها، مما دفع العديد من الدول تراجع مواقفها من الثورة والخوف من نتائج نجاحها.. لقد كشفت الثورة السورية ضعف الدول العربية لاسيما تلك التي أعلنت دعمها للثورة بوجهة التدخل الإيراني الشيعي إلى جانب النظام.. أثبتت هذه الدول عجزها حتى الدفاع عن نفسها وأنها رهينة لأمريكا.
وأردف المعارض السوري قائلًا: حتى تركيا الحليف الأقوى للثورة السورية أخطأت في تحليل الموقف الدولي وأضاعت الفرصة لاستثمار دعمها للثورة بترددها باتخاذ الموقف الجرئ وأخطأت باحتضان فصيل وجماعات محددة دون غيرها ما ساعد على اتساع الهوة بين فصائل الثورة العسكرية والسياسية.
وقال إنه مع نهاية النصف الثاني لعام 2015 حققت الثورة نجاحات أذهلت العالم رغم الحظر المفروض على توريد السلاح النوعي المضاد للطائرات ورغم الدعم المقدم للنظام فقد استحوذت على معظم المناطق ولم يبق للنظام سوى نسبة ضئيلة من مساحة سوريا وكان على شفا السقوط والانهيار باعتراف الدول التي سارعت لنجدته بزج قواتها ومعداتها ضد المعارضة.. هذه الانتصارات فشلت قيادات الثورة باستثمارها لارتباط تلك القيادات بأجندات دولية وإقليمية مما جعلها رهينة للأوامر، إضافة إلى محاولة بعض الفصائل وقياداتها تجيير هذه الانتصارات لها مما ساعد على تباعد وحدة الصف.
لقد كان لظهور الرايات السوداء في المشهد السوري آثر سلبي على الثورة السورية التي لم تكن يوما ثورة اسلامية وإنما كانت ثورة شاملة لمكونات المجتمع السوري لتحقيق الحرية والديمقراطية.. كما أن ظهور تلك الرايات جعل المجتمع الدولي يعيد حسابات دعمه للثورة وبالتالي زيادة العداء لها، وفق الخطيب.
ولقد شهد العام 2015 تحركا دوليا بعد التدخل الروسي فكانت لقاءات فيينا ونيويورك وانتهاء بقرار مجلس الامن 2254 لحل الصراع وايجاد حل سياسي.. معتبرًا أن التدخل الروسي المدعوم أمريكيا بالخفاء خلط الأوراق وكانت لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا انعكاسا سلبيا على الثورة السورية.
إن من اهم نتائج الغزو الروسي والتقارب مع تركيا هو سقوط أحياء حلب الشرقية من يد المعارضة وخسارتها للعديد من المناطق مما اعطى النظام زخما معنويا كان قاب قوسين او ادنى للانهيار. وفق الخطيب الذي أشار في سياق متصل إلى أن تسليح الثورة لم يكن يوما خيارا للشعب السوري وكان طلقة البداية على قتلها ولكن النظام هو من دفع بهذا الاتجاه لانه الاقدر على التعامل معها بالقوة وكان له ما اراد وجلب التآييد لها من قبل متشددي العالم عندما اعلن انها عبارة عن عصابات ارهابية مسلحة مرتبطة بالقاعدة .
ورأى الأمين العام لحزب التضامن السوري أن أسلمة الثورة من خلال إطلاق مسميات إسلامية على فصائلها وارتباط غالبية الفصائل بأجندات دول بعينها وارتهانها للدولار أدى إلى تخلي الكثيرين عنها من الداخل والخارج ودفع بالدول الى مراجعة مواقفها خشية وصول فصائل متشددة الى السلطة وقد استثمر النظام وجود هذه الفصائل ودعمها بشكل غير مباشر من خلال محاربته للفصائل التي تعبر عن وجدان الشعب وثورته.
وذكر أن سقوط أحياء حلب الشرقية والعديد من المناطق جعل المعارضة بشقيها في وضع لا تحسد عليه فكان اتفاق وقف اطلاق النار نهاية عام 2016 هو بداية لمسار للصراع في سوريا.
وفي سياق متصل، شدد على أن وجود إدارة أمريكية جديدة بقيادة ترامب أدخلت الحالة السورية الى غرفة الانعاش لعدم وضوح رؤية هذه الادارة وموقفها من الغزو الروسي والتدخل الايراني اضافة الى قرار وقف امداد المعارضة بالسلاح وحتى تتضح هذه الرؤية سيبقى الحال مشلولا.
كما رأى أن الحكومة التركية اصبحت في حالة شبه ضياع بين التشدد حيال النظام السوري والتراخي تجاه النظام الروسي حفاظا على مصالحها وعدم استغلال اكراد سوريا كورقة ضغط عليها في ظل عدم الاستقرار السياسي والتحول من النظام البرلماني الى الرئاسي مما دفعها لدعم ما سمي درع الفرات لقطع الطريق امام الاكراد من انشاء كيان كردي على طول الحدود الجنوبية مع سوريا.
وشدد على أن "ضعف المعارضة المسلحة" وتقلب الموقف الأمريكي وظهور تحولات بمواقف الدول الاوربية لا سيما باتجاه نظام الاسد والضغط الروسي على تركيا والمعارضة دفع تركيا لدعم وقف لاطلاق النار والدفع باتجاه مفاوضات الاستانة لتعزيز دورها وتآكيد دورها في الصراع السوري او اي حل مرتقب.
واعتبر أن اجتماع جنيف الأخير كان بداية للتحول في الصراع السوري الذي هو انعكاس لصراع اقليمي دولي. مشددًا على أن اللاعب المباشر روسيا تبحث اليوم عن خروج مشرف من المستنقع السوري تحسبا لموقف متشدد لادارة ترمب . كما أن غياب الرؤية الأمريكية يجعل الصراع في حالة تجاذب ويجعل كل الاحتمالات متاحة واسوأها هو التقسيم وفي احسن الاحوال بقاء النظام.
وقال: لقد أصبحت سوريا اليوم مقسمة على الارض بين نظام تدعمه روسيا واكراد بغطاء امريكي ومعارضة بحليف تركي مع زوال لتنظيم داعش.
واعتبر الخطيب أن الحل ستتضح معالمه مع وضوح الرؤية الامريكية وما مفاوضات الامس واليوم وغدا الا لعب في الوقت الضائع وان الحل سيكون في النهاية هو تطبيقا للقرار 2254 مع بقاء الاسد لفترة انتقالية بالسلطة يخرج بعد اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية لا دور له فيها.