المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

2018 وتغيرات جوهرية بخارطة السيطرة الداخلية

 
   
10:01

http://anapress.net/a/115264685081674
539
مشاهدة


2018 وتغيرات جوهرية بخارطة السيطرة الداخلية
هل تشهد 2019 الفصول الأخيرة من الصراع العسكري؟ أرشيفية

حجم الخط:

شهد العام 2018 أكبر تغيّرات في الخارطتين السياسيّة والعسكريّة في سوريا، كما شهد تغيراً واضحاً في مناطق سيطرة القوى المتصارعة على الأرض؛ مما أتنج بوضوح ثلاث مناطق نفوذ منفصلة تماماً جغرافيّاً وعسكريّا إلا أنها لم تغب عن الملف السياسي.

نهر الفرات يشكّل حدود طبيعيّة لمناطق النفود الأميركي شرق الفرات، التي مكّنت حلفاءها من المليشيات الكرديّة على كامل المناطق بعد طرد داعش من مدينة الرقّة وأغلب ريف دير الزور من الضفّة الشرقيّة لنهر الفرات في العام 2017، فكان الإنجاز الوحيد الذي قاموا به في العام 2018 هو طرد التنظيم على الحدود العراقيّة السوريّة وتأمينها، من الحسكة وحتّى قرية الباغوز بالقرب من مدينة البوكمال شرق دير الزور، إضافة إلى شن معارك أصبحت شبه محسومة لصالح المليشيات الكرديّة في مدينة هجين التي تعتبر المدينة الوحيدة في دير الزور التي تقع شرق الفرات.

عين تركيا لم تغب عن حدودها مع سوريا شرق الفرات، فالحدود الشماليّة الشرقيّة كانت حاضرة دائما في خطاباتها، ففي شهر حزيران/يونيو من العام 2018 أعلن رئيس الوزراء التركي مولود جاووش أوغلو خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة أنطاليا عن خارطة طريق حول منبج تمّ التوصل إليها بين الولايات المتّحدة الأمريكيّة وتركيا، هدفها أولاً انسحاب " PKK/YPG " ومن ثم إرساء الاستقرار هناك. (اقرأ/ي أيضًا: أحمد رحال يرصد لـ "أنا برس" الحصاد العسكري للعام 2018).

لكن على ما يبدو لم يكن الأميركان جديين في هذا الاتّفاق، فبعد نحو شهرين من إعلان وزير الخارجيّة، أدلى الرئيس التركي بتصريحات قال فيها إنّ "الاتفاق مع واشنطن حول منبج تأجل لكنه لم يمت"، تلتها تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين أكّد فيها أن "الولايات المتحدة تؤجل انسحاب وحدات حماية الشعب الكردي من بلدة منبج السورية شمال سوريا، ما يفشل تنفيذ خطة واشنطن المشتركة مع أنقرة حول منبج".

وفي 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستشن "خلال أيام" عملية عسكرية جديدة ضد مسلحين أكراد، تدعمهم الولايات المتحدة، شمالي سوريا، إلا أنّ هذا الإعلان قوبل بسلسة تصريحات أميركيّة تحذّر تركيا من هذه العمليّة العسكريّة، وعلى ما يبدو أنّها بالفعل تأجّلت بسبب الضغط الأمريكي على أنقرة.

على أيّة حال، فإنّ الأمريكان على قناعة تامّة أنّهم يسيطرون على سوريا المفيدة، أي شرق الفرات الذي يعدّ سلّة سوريا الغذائيّة والاقتصاديّة وعلى موارد الأمن المائي، ولا مؤشّرات على خروجهم، أو إدخال طرف دولي يشاركهم هذه الغنيمة.

مناطق سيطرة نظام الأسد

باستثناء مناطق إدلب وريف حلب الشمالي ومدينة إعزاز وشرق الفرات، فإنّ النظام السوري استحوذ على كامل ما تبقّى من سوريا بعد أن انتزع جميع المناطق في الجنوب السوري وغوطة دمشق وريف حماة وحمص الشمالي وريف حلب الجنوبي، بمساندة حليفه الروسي جوّاً والحليف الإيراني على الأرض.

الأسد يسعى للتنصّل من كلّ الاتّفاقيات والمعاهدات لاستعادة السيطرة على كل المناطق التي انتزعتها المعارضة منه منذ عام 2012
 

وعلى رغم أنّ جنوب سوريا وغوطة دمشق وريف حمص تعتبر من مناطق خفض التصعيد التي اتّفق عليها خلال مفاوضات أستانا، إلا أنّ توقيع جيش الإسلام على هدنة مع روسيا مدّتها ستّة أشهر في مقر المخابرات المصريّة بوساطة من رئيس الائتلاف الأسبق أحمد الجربا، تلاه توقيع فيلق الرحمن على ذات الهدنة في جنيف في تموز/يوليو من عام 2016 دون الرجوع للدول الضامنة في أستانا أخرجاها من اتّفاقية خفض التصعيد، وأيضا توقيع فصائل ريف حمص الشمالي مع روسيا بوساطة الجربا أيضاً أدّت لذات النتيجة في الغوطة، أمّا في درعا فكان للأردن الدور الأكبر في سيطرة نظام الأسد عليها بعد فشل المفاوضات على تسليم معبر نصيب لنظام الأسد.

بكل الأحوال فإن الأسد يسعى للتنصّل من كلّ الاتّفاقيات والمعاهدات لاستعادة السيطرة على كل المناطق التي انتزعتها المعارضة منه منذ عام 2012، ويبقى رهان النظام السوري على محافظة إدلب التي يحاول السيطرة عليها بحجّة وجود متطرّفين فيها، إلا أنّه على ما يبدو لن تكون هذه المهمّة سهلة عليه بسبب الاتّفاق الروسي التركي على هذه المنطقة.

مناطق سيطرة المعارضة

يعتبر العام 2018 هو الأسوأ على المعارضة السوريّة المسلّحة، إذ انحسرت وانحشرت في مناطق إدلب وريف حلب الشمالي وجزء من ريف حلب الجنوبي وجزء من ريف حماة الشمالي، ولا يبدو في الوقت الراهن أنّ مساحة سيطرة المعارضة المسلّحة ستتّسع على حساب نظام الأسدـ فالاتّفاقات الروسيّة التركيّة ملزمة للنظام والمعارضة أن يتمّ وقف شامل لإطلاق النار وهذا يعني رسم واضع لحدود الطرفين، ولا يخلو الأمر من خروقات يقوم بها الأسد بين الفينة والأخرى من خلال القصف المدفعي على مناطق المعارضة، دون أيّ تقدّم على الأرض.

أمّا فيما يخصّ مناطق منبج شرق الفرات، فإنّ المفاوضات مستمرّة دون أي عوائق تذكر؛ فالتفاهمات التركيّة الأمريكيّة انتهت على أن يملأ الفراغ بعد قرار ترمب بسحب قوّاته من سوريا، وتبقى التفاهمات التركيّة الروسيّة على طاولة المفاوضات، وعلى الأرجح إن لم يتمّ الاتّفاق مع تركيا على تسليم فضائل المعارضة مدينة منبج حلال لقاء الرئيسي أردوغان – بوتين في العاشر من الشهر القادم، فإنّ الوضع سيبقى على ما هو عليه، وبالتالي لا يكون لقوّات العارضة أيّ أمل بالتوسّع نحو منبج أو حتّى شرق الفرات.

 

*الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي صاحبها




كلمات مفتاحية