المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

حوار.. أسامة بشير: المعارضة تملك خيار الانسحاب من التفاوض ودعوة "الثوار" للعودة إلى القتال

 
   
11:19

http://anapress.net/a/718427135508660
131
مشاهدة


حوار.. أسامة بشير: المعارضة تملك خيار الانسحاب من التفاوض ودعوة "الثوار" للعودة إلى القتال

حجم الخط:

في حوار خاص مع "أنا برس" يتحدث الخبير الاستراتيجي السوري أسامة بشير حول عددٍ من الملفات السياسية والعسكرية ابتداءً من اللغط الذي أثاره مؤتمر سوتشي الذي دعت إليه موسكو وما تلاه من جدل واسع حول مخرجات الأستانة وتفسيراتها، كما تحدث عن الموقف الأمريكي من الملف السوري في الوقت الراهن وكذا الدور الذي تلعبه روسيا في إطار دعم بقاء بشار الأسد في السلطة، بالإضافة إلى تقييمه لأداء المعارضة وفرصها في العملية التفاوضية في ظل الضغوط التي تتعرض إليها.

تحدث بشير كذلك خلال الحوار مع المأمول من مؤتمر الرياض 2، كما تطرق أيضًا بالحديث عن الأزمة الخليجية وتداعياتها على الملف السوري خلال المرحلة الراهنة، بالإضافة إلى حديثه بشأن فدرلة سوريا والتي اعتبرها كانت مطروحة عندما كان النظام في أضعف حالاته.. وإلى تفاصيل الحوار:

بداية، عمليات تقسيم النفوذ المناطقية في سوريا مرتبطة بالتجاذبات السياسية المختلفة على الساحة، هل تعتقد بكونها "مقصودة" بحد ذاتها ضمن أجندات إرباك المنطقة من أجل فدرلة سوريا؟ وفي هذا السياق هل "سيناريو التقسيم" لازال قائمًا أم تم تحييده أو استبعاده في المناقشات الدولية إزاء الملف السوري؟

 موضوع فدرلة سوريا كان شبه مطروح عندما كان النظام في أضعف حالاته وكان لا يسيطر إلا على جزء بسيط من سوريا تتخلص في دمشق والساحل عندئذ لاح بالأفق موضوع الفدرلة وكان هذا خيار النظام الأخير. لكن وبعد تقدم النظام بسبب الدعم العسكري الروسي والإيراني والمليشيا المواليه لإيران وإيقاف الدعم عن المعارضة وسقوط حلب تلاشى موضوع الفدرلة.. لكن بقي قائما بالنسبة للانفصاليين الأكراد؛ بسسبب الدعم الأميركي لهم ولكن وقوف تركيا في وجه هذا المشروع وقد أبدت تركيا استعدادها وأنها ستضحي بعلاقتها مع أميركا ضد مشروع الأكراد وزجت بقواتها في إدلب عطلت بذلك وأنهت مشروع الكرد الاتفصالي ويبدو أن الأمريكان أيضا غير مستعدين للتصعيد مع تركيا والتضحية بعلاقتهم معهم في سبيل مشروع كردي يلقى المعارضة له عربيا وإقليميا، وبهذا يكون موضوعة فدرلة سوريا قد انتهى.

 ما لم يستطع الروس تحقيقه بالأستانة يعملون على تحقيقه في سوتشي

كيف ترى وتحلل مخرجات "الأستانة" وتأثيراتها على الملف السوري؟ وكيف ترى اتفاقيات تخفيف الصراع؟ ودعوة الروس الأخيرة لسوتشي على اعتبارها مسارًا مشابها للاستانة؟

بالنسبة للأستانة، نحن نعلم جميعا أن الروس دخلوا سوريا لدعم بقاء بشار بالسلطة، وهذا هدف لهم وهم من وقف معه سياسيا وعسكريا. ورفعوا الفيتو تسع مرات؛ لذلك أي تفاوض معهم نتائجه هي لصالح النظام.. الأستانة هي تسليم وليس تخفيف تصعيد.

الاتفاق يجب أن يلتزم به الجانبان ولكن ما نراه مطبقًا على جانب واحد، والنظام مستمر بعملياته العسكرية والأستانة لم يقدم شيئًا لحل الأزمة.. هذه الهدن ليست حلا، هي عبارة عن قنبلة موقوتة ربما تنفجر في أية لحظة ونحن نلاحظ أن هناك ضغوطًا دولية على المعارضة وخاصة من الدول الداعمة حيث تم إيقاف الدعم عنهم وهذا لكي بجعلهم ضعفاء في أي عملية تفاوض.

الروس اعتمدوا شروطًا وليس تفاوضًا، إما القتال أو القبول بالشروط.. هذا ماجعل المعارضة توافق على هذه الهدن بل هناك من يرفضها وكشعب بشكل عام يرفضون هذه الهدن.. أما سوتشي فهم يريدون دفن جينيف ومقرراته والعمل على تأمين المظلة الأممية الدولية لسوتشي وتكون مقرراته معترف عليها دوليا.. ولهم مقررات وطرح دستور إجراء انتخابات مبكرة يشارك بها بشار وهذا ما كانت ترفضه المعارضة، ولكن إذا وافقت الآن فسيكونوا وقعوا على بقاء بشار. حيث إن بشار جنس الملايين من الإيرانيين والعراقيين والأفغان وهؤلاء سينتخبونه..  لقد خطط النظام لهذا الامر، ولهذا الروس متمسكين بشرط الحق لبشار ليرشح نفسه.. وبشكل عام: سوتشي مشابه للأستانه بنكهة أخرى، ما لم يستطع الروس تحقيقه بالأستانة يعملون على تحقيقه في سوتشي.

في ذلك الصدد، ما المأمول من اجتماع الرياض 2؟ وما توقعاتك بشأن تداعياته؟

الرياض 2 سيكون مختلفًا عن الرياض 1 بشخصياته وأهدافه.. سيعملون في الرياض 2 على إدخال شخصيات جديدة في المفاوضين ممن يرون بقاء بشار لمرحلة انتقالية أو ربما القبول ببقاء بشار مع تشكيل حكومة وطنية. ولكن أعتقد بأن أي مفاوض سيقبل ببقاء بشار بالسلطة سيحرق نفسه ويسقط، وأن أي تفاوض لا يقض برحيل بشار فلن يقبل به الشعب وسنرى ثورة على الثورة. وإن كانت السعودية تريد أن تماشي سياسة الروس وبعض الدول بتشكيل معارضة جديدة تقبل ببقاء بشار كما هو مطلوب منها إلا ان ذلك لا يعني أنه مقبول شعبيا بقاء بشار. وأعتقد بأن أي تنازل من قبل وفد رياض 2 سيكون مصيره الفشل.

 إن كانت السعودية تريد أن تماشي سياسة الروس وبعض الدول بتشكيل معارضة جديدة تقبل ببقاء بشار كما هو مطلوب منها إلا ان ذلك لا يعني أنه مقبول شعبيا

يموج الخليج بجملة من المتغيرات، لعل الأبرز فيها ما كشفت عنه الأزمة الخليجية الأخيرة من ترتيبات وتحالفات مغايرة.. كيف يؤثر ذلك الخلاف داخل الخليج على الملف السوري والمواقف الخليجية من الأزمة؟ وكيف ترى عمليات استعداء قطر وشيطنتها في الوقت الراهن وتأثيرها –مستقبلًا- على الملف السوري في ظل اعتبار الدوحة من أبرز داعمي المعارضة بشقيها السياسي والعسكري؟

 الواقع أن الخلاف السعودي القطري انعكست نتائجه سلبية على الثورة السورية فعدو الأمس أصبح صديقًا/ وهذا ما حصل مع قطر فقد كانت من الداعمين الأساسيين للثورة، ولكن الخلاف السعودي القطري جعل قطر تتجه لإيران وترتمي بأحضانها، ولم تقتصر الأمور على ذلك فقد ظهرت تصريحات لحمد بن جاسم هي اقرب من ان تكون بمهينه بحق الثورة.. وربما نرى قريبا تقاربًا مع النظام السوري، بينما السعودية صعدت من لهجتها مع إيران هذا الخلاف جعل الخليج على مفترق طرق مابين مؤيد لقطر وواقف معه ومابين مؤيد للسعودية.. وأصبحت المنطقة احلاف .واصبحت الثورة السورية مهمشة بالنسبة لهم.

وأصبحت المعارضة السياسية والعسكرية خارج نطاق اهتماماتهم.. السعودية دعمت فصائل وهي محسوبة عليها وقطر نفس الشيء وهذا الخلاف بين قطر والسعودية جعل هذه الفصائل في حالة موت سريري.

هل تملك المعارضة السورية الآن اتخاذ قرارات تتسم بالجرأة في عملية المفاوضات، على غرار الاستجابة للدعوات التي وجهت إليها بالانسحاب من المفاوضات ما إن لم يتم استبعاد ستافان دي ميستورا بعد تصريحاته التي بدا فيها وكأنه "جنرال روسي"؟ (هل تملك المعارضة السورية أدواتها الكافية؟) ويقودنا ذلك السؤال إلى سؤال آخر حول مدى قدرة المعارضة السورية على التمسك والصمود بمطلبها الثابت (رحيل الأسد) في ظل سلسلة التطورات المتواترة وكذا التغيرات في بعض المواقف إضافة إلى وجود أطراف ومنصات معارضة قد تبدي من جانبها مواقف "مرنة" من هذا الهدف وتتساهل فيه؟ (كيف تتم المحافظة على ذلك الهدف في ضوء تلك المتغيرات؟ وعلى من يكون الرهان في ظل طغيان منطق المصلحة وكذا تقديم ملف مكافحة الإرهاب على التعامل مع ملف الأسد؟) وهل تعتقد بأن المعارضة السورية مطالبة الآن بتجديد خطابها ليتماشى مع تلك المتغيرات؟

 نعم بالنسبة للمعارضة لديها الجرأة برفض التفاوض إذا لم ينسحب ديمستورا ولكن المشكلة هو انه البديل موجود ويصنعون معارضة غيرها لكن الهيئة.العليا للمفاوضات تملك الجرأة وربما تنسحب وهي صاحبة الثقل في اي تفاوض وان صنعوا البديل فلن يعترف بنتائج التفاوض .

والمعارضة تملك خيارا آخر وهو الانسحاب من التفاوض ودعوة الثوار للعود للقتال وسيكون لصوتهم اجابه .اضافة رفض اي تفاوض خارج نطاق الهيئة العليا للمفاوضات وكل تفاوض يجري بدونهم لا معنى له.

وفي السياق، كيف تنظر للموقف الأمريكي، وما تنطلق منه أمريكا الترامبية في سياستها في المنطقة من تقديم ملفي (مكافحة الإرهاب ومواجهة إيران) كأولويات بالنسبة لها؟ كيف تتعامل المعارضة مع هذا الموقف خصوصًا أن كثيرين مالوا إليه ومن بينهم دول عربية وصار السوريون يفقدون أصدقائهم واحدًا تلو الآخر؟

 موضوع الحرب على الإرهاب كأولوية هذا طرح سابقا وعملوا عليه.. ونحن نرى أن النظام هو جزء من الإرهاب ولا أعتقد بأن المعارضة ومهما كانت الضغوط ستتخلى عن اهداف الثورة .ولن تقبل بما يطرح بالحرب على الإرهاب اولا .وربما يستغرق الحرب على الإرهاب عشر سنوات هل ننتظر عشر سنوات.

لا اعتقد بأن أميركا جادة في مجابهة إيران وما تصريحاتها إلا لامتصاص الغضب العربي تجاه تدخلات إيران في المنطقة العربية، وما تصريحات إيران وأميركا والتهديدات التي تطلق إلا زوبعة في فنجان ليضعوا العرب بأجواء حرب قادمة، ولكن كلها تصريحات ولن تكون هناك أي خلاف أو صدام حقيقي فيما بينهم وحقيقة ما يربط ايران وأميركا اكثر واكبر بكثير مما يفرقهم فمصالحهم مشتركة في الوطن العربي.

وبالحديث عن إيران، وفي ضوء ما تتعرض له من تضييقات على أذرعها سواء ما يرتبط بوضعها في اليمن وفي العراق وليبيا وحتى الأزمة القطرية الأخيرة وما صاحبها من حديث متصل بشأن المواجهة الخليجية من إيران.. هل تعتقد بأن ذلك يمثل فرصة لخروج طهران من المعادلة السورية ويخسر النظام حليفًا له؟  وهل ينطبق ذلك على حزب الله؟

 المواجهة الخليجية مع إيران استبعدها كثيرا ولن يكون هناك مواجهة عسكرية مباشرة مع ايران ولكن ستكون هناك ضربات جوية للحوثيين. وربما يتم دخول قوات برية مدعومة سعودية اماراتية وربما سودانية.

 اميركا هي الغائب الحاضر وهي تراقب كل شيء عن كثب ولن تسمح لبوتين ان يقطف ثمار نجاح في سوريا 

هل تنجح موسكو في تمرير سياساتها ومواقفها الخاصة؟ أم تعتقد بأن ذلك يتم بناءً على تقاسم مصالح بين الأطراف الدولية الكبرى في سوريا وعلى رأسهم الولايات المتحدة وروسيا؟

 أعتقد بأن الروس سيحاولون تمرير سياستهم ولكن اميركا هي الغائب الحاضر وهي تراقب كل شيء عن كثب ولن تسمح لبوتين ان يقطف ثمار نجاح في سوريا وهي ستقف وتعطل اي مشروع لا يكون في مصلحتها.. وبغض النظر عن أن الموضوع السوري بيد الروس لكن بقرار اميركي وتبقى اميركيا سيدة الموقف .وهي قادرة على قلب الطاولة وإعادة الجميع للمربع الأول مجرد رأت تجاوزا للخطوط الحمر.

بالنسبة للسياسة التركية إزاء الملف السوري، لاحظنا تغيرات عميقة في السياسة التركية الخارجية عمومًا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.. كيف أثرت تلك التغيرات على التعاطي التركي مع الملف السوري برأيك؟ وهل لازالنا نعتبر تركيا واحدة من القوى الضامنة والمتضامنة مع موقف الشعب السوري؟

نعم حصل تغير تركي كبير وهذا يعود لما تعرضت له تركيا..  وهي أكثر دولة تعرضت لضغوطات وأحداث كادت تقضي على تركيا.. ومع ذلك لم تتخل بمعنى التخلي عن الشعب السوري أو عن مبادئها وهي مازالت مصرة على رحيل الاسد وإن كانت خفت حدة التصريحات بهذا الموضوع لكنها مازالت الحاضنة للثوار وللشعب وماقدمته وتقدمه تركيا للشعب السوري لم تقدمة دولة عربية.. وإن كان هناك بعض التغيرات فهذا لا يعن أنها غيرت مبادئها فتركيا ليست عربية واوردوغان ليس عربيا ولكن نحن نريده ان يكون سوريا اكثر من السوريبن وثوريا اكثر من الثوريين وعربيا اكثر من العرب متناسين انه تركي ويعمل لمصلحة وطنه وشعبه اولا .ثم اولا ثم اولا..  وهو كمسلم يعمل بانسانية تجاه الشعب السوري.

نعم تغيرت السياسة واصبحت تقاسمات وتفاهمات وتوزيع حصص .واصبح اهم شيء عند تركيا هو منع قيام كيان انفصالي كردي.. ونحن مازلنا نعول على تركيا ودورها في الوقوف مع الشعب السوري.. ولا أعتقد بأنها ستتخلى عنه، ولكن لكن تخرج عن تفاهمات واتفاقيات دولية تخص الوضع السوري، فلن تقف معارضة للجميع.