http://anapress.net/a/317296368559626
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه بخصوص مناطق "خفض التصعيد" في سوريا والتي رأى أنها من الممكن أن تتحول في المستقبل إلى نماذج لتقسيم البلاد. وأكد بوتين أن روسيا تأمل ببدء شيء من الحوار أو التفاعل بين تلك المناطق والحكومة المركزية في دمشق، على أن تعيد سوريا وحدتها.
هل يلمح الرئيس الروسي فعلاً إلى تقسيم سوريا؟ وهل تصريحاته هي رسالة لبعض الأطراف بأن التقسيم سيكون واقعاً؟ يقول القيادي في الائتلاف الوطني السوري المعارض محمد يحيى مكتبي لـ "أنا برس": يبدو أن تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو جزء مما يريده بعض الأطراف الدولية لتحقيق مصالحها من خلال تقسيم أو تقاسم نفوذ وإبقاء حالة مشوهة في سوريا مبنية على كنتونات بناء على حالة عرقية أو مذهبية وهذا مثير للقلق بشكل كبير جداً.
ويوضح مكتبي أن روسيا طالما كانت تصرح بوحدة الأراضي السورية، علماً أنها وافقت على كل القرارات الدولية التي تحض على وحدة سوريا ووحدة شعبها، اليوم تريد أن تستفيد من الوجود الإيراني والوجود الروسي وخلط الأوراق بما يجري للتمهيد إلى عملية التقسيم في سوريا، فروسيا يبدو أن لها مصلحة في تحديد نفوذها وتحديد مناطق نفوذها وبالتالي تصريحات بوتين هي بداية التقسيم الفعلي في سوريا.
ويشير المعارض السوري إلى أنه بعد فشل عدة اتفاقيات لوقف إطلاق نار شامل بدأت لقاءات فينا مروراً بميونخ إلى جنيف واستانة، وكل الاتفاقات كما يعلم الجميع كانت تختصر على جانبين هما الأمريكي والروسي، وكل هذه الاتفاقات لاقت فشلاً ذريعاً
وبعد فشل كل هذه اللقاءات، كما يرى مكتبي، جاء الحديث عن مناطق آمنة في عهد ترمب، فسارعت روسيا إلى طرح موضوع مناطق خفض التصعيد، اعتراها الكثير من اللبس والمصطلحات العائمة، وحذرنا أن تكون هذه الخطوة بداية تكوين كنتونات، وهذا مخالف لكل القرارات الدولية التي دعت إلى وحدة الأراضي السورية.
ويختم مكتبي تصريحاته بالتأكيد على أنه دائماً وابداً هناك مشكلة بين التصريحات والمواقف الرسمية الروسية وحقيقية الوقائع على الأرض، روسيا عندما قامت بعدوانها على سوريا في نهاية عام 2015 كانت تقول إنها تريد محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة " داعش" ولكن الوقائع على الأرض كانت تشير إلى أن الضربات التي قام بها سلاح الجو الروسي كلها كانت تستهدف المشافي والمدارس والأسواق ومراكز تموضع الجيش الحر ولم تضرب تنظيم الدولة إلا نادراً جداً.