المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

الإعلامية رولا حيدر: هذا ما أصاب "إعلام الثورة" بمقتل

 
   
13:46

http://anapress.net/a/304621894601926
1240
مشاهدة



حجم الخط:

 

الإعلاميّة "رولا حيدر"

شكّل الإعلام في بداية انطلاق ثورات الربيع العربي ركناً أساسيّاً من أركان استمرار الثورة، من خلال وقوفه إلى جانب الشعوب التي تعرّضت للظلم والقهر من قبل حكّامها، وهذا الدور لم يكن ليتجسّد واقعاً على الأرض لولا الصحفيين الذين عرّضوا حياتهم للخطر والموت في سبيل كشف الحقيقة، تلك الحقيقة التي حاولت الكثير من الأنظمة إخفاءها أو تشويهها، من خلال شراء ذمم إعلاميين مأجورين باعوا ضمائرهم لأجل المال، ففي الوقت الذي سقط فيه إعلاميّون كان لهم وزنهم مثل غسّان بن جّدو ولونا الشبل وغيرهما، سما إعلاميّون آخرون كماجد عبد الهادي وعباس ناصر ورولا حيدر وغيرهم الكثير.

حول واقع الإعلام ومتغيّراته بعد انطلاق ثورة الربيع العربي التقت "أنا برس" مع الإعلاميّة السوريّة "رولا حيدر" التي باشرت عملها في "تلفزيون العربي" بعد مسيرة طويلة في قناة "أورينت" السوريّة.. وإلى تفاصيل الحوار:

لديك جمهور عريض.. برأيك، ما الأسباب التي عززت ذلك؟

محبة الناس نعمة من الله كبيرة جداً، وربما لأنهم شعروا أني صادقة وحقيقية، أفرح لفرحهم وأحزن لحزنهم، وأحاول قدر الإمكان أن أعبر عما يريدونه، وانا فخورة جدا بهم فهم سندي وانا انشاء الله سأكون دائما صوتهم.

 

 

 مهنة الصحفي الحقيقية لا تنفصل عن إنسانيته، فهو يراقب ويوثق وينقل الحدث بشكل إنساني تلقائيا لا آلياً

 

وما هي القيمة المضافة التي من الممكن أن تقدّميها كإعلاميّة؟

مهنة الصحفي الحقيقية لا تنفصل عن إنسانيته، فهو يراقب ويوثق وينقل الحدث بشكل إنساني تلقائيا لا آلياً، لذلك تلعب شخصية الصحفي ومدى إنسانيته دوراً كبيراً في اختياره لزاوية الحدث التي ينقلها، فإما يصطف الى هذا الجانب أو ذاك، وأنا في عملية تعلم وتطوير مستمر، أتمنى أن أصل إلى مرحلة التأثير القوي على المستوى العربي، كسلطة رابعة حقيقية، وأن أعبّر عن تطلعات الشعوب،

كيف ترين تأثير الإعلام في ثورات الربيع العربي؟

الإعلام بشكل عام لم يكن له التأثير المتوقع في ثورات الربيع العربي كأداة موجهة ومحركة للرأي العام، بل أصبح هو المتلقي وليس المرسل، يعكس ما أراده الشارع العربي في بداية الثورات التي ربما شكلت صدمة للقائمين على العمل الإعلامي في طريقة التعاطي مع الأحداث، ولكن مع تطور الأحداث وتحولها إلى صراع طويل الأمد، بدأ الإعلام في استيعاب المرحلة وعاد لدوره في التأثير مرة أخرى، ولكن ليس على الرأي الآخر وإنما على جمهوره الذي يريد سماع نفسه فقط.

التوجهات الإعلامية لوسائل الإعلام أصبحت في قمة وضوحها واستقطابها لجمهور محدد مستهدف بدقة

ونرى أن التوجهات الإعلامية لوسائل الإعلام أصبحت في قمة وضوحها واستقطابها لجمهور محدد مستهدف بدقة، وحتى محاولات الإعلام المحايد لم تعد تلقى عيناً تشاهده، فالمشاهد الآن أصبح محدداً اكثر في توجهاته، وقناعاته واضحة.

من شأن الصحفي الوقوف إلى جانب المظلوم إلا أننا رأينا بعض الإعلاميين وقد انحازوا إلى جانب الظالم، فما السر وراء ذلك؟

مهنة الصحافة في الأساس -أو الإعلام تحديدا- هي الإخبار وإعلام الناس بما يجري بعين المراقب والراصد للحدث بشكل مجرد، يتطور إلى عملية التحليل والبحث فيما وراء الحدث.

عملية التحليل الإعلامي قد يُتفق أو يُختلف عليها من حيث الزاوية المطروحة وطريقة العرض، وهذا أمر طبيعي لا يعتبر انحيازاً، أما المشكلة التي ظهرت في مكمن الحدث نفسه، وهي تحريفه أو إنكاره أو حتى تلفيقه، وانحياز الصحفي للظالم ضد المظلوم، أو لصالح السلطة ضد إرادة الشعوب له عدة أسباب، منها التبعية المسبقة للسلطة وما تحمله من مكاسب شخصية مادية ومعنوية، ومنها ما يتعلق بالمناخ الدولي العام المساند والداعم للأنظمة، فيتوقع الصحفي أنه استشرف ختام القصة، ويفضل الوقوف إلى الجانب القوي.

 الإرهاب صنيعة الأنظمة نفسها بمساعدة مخابرات دولية

ومنها ما يتعلق بقناعة حقيقية بوجوب بقاء هذا النظام أو ذاك، وصلاحيته للحكم، لاسيما مع بروز الإرهاب إلى الواجهة، والمعروف طبعا أنه صنيعة الأنظمة نفسها بمساعدة مخابرات دولية، الأمر مبدأ حياتي و إنساني قبل أي شيء، الانسان الصادق مع نفسه ومع الآخرين المحب للغير بالضرورة سيكون صحفياً يضع أخلاقه قبل أي شيء، وكذلك الأمر بالنسبة للإنسان الوصولي الأناني، فهو ايضا بالضرورة سيعكس شخصيته في اختياره للجانب الذي سيقف معه إعلاميا.

كيف تنظر رولا إلى الإعلام الثوري، أين أخطأ وأين أصاب؟

أخالفك الرأي، الإعلام هو الإعلام، لا نستطيع القول بأن هناك إعلام ثوري وإعلام غير ثوري، الصحفي والإعلامي يجب أن يتقن المهنة بتفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة؛ نحن في زمن التخصص.

هناك قنوات ستنتهي إذا استمرت بالعقلية القديمة، ليس كل من يظهر على الشاشة قادر على إدارة مؤسسات إعلامية، صناعة الملوك والملوك مهنتين مختلفتين تماما، فالأجندة والتخطيط والتنظيم أيضا هو ما ينقص الاعلام المناصر للثورات، والتعامي عن التجاوزات الكثيرة التي حدثت فيها، التي ربما لو سلط الضوء عليها منذ بدايتها لما تشرذم الوضع بهذا الشكل.

فعلى سبيل المثال في الثورة السورية، الاعلام الذي يقول ان العدو الاول هو النظام الحاكم الذي يقتل شعبه، ولا يجب علينا الحديث عن أي ممارسات سلبية من جهة الثورة لكي لا تضيع البوصلة!! هو ما اصاب هذا الإعلام في مقتل، فلا هو أوصل الصورة الحقيقية للعالم عن إجرام النظام، ولا عالج مشاكل الثورة او أخرجها إلى السطح في الوقت المناسب، ولكن هناك بعض المؤسسات الإعلامية التي استطاعت أن تكون منبرا حقيقيا للشعب، وأخضعت بعض التجاوزات للمحاسبة، ولكن ذلك ليس كافياً ما لم تتضافر جهود كل وسائل الاعلام المناصرة للشعوب.

ما هو الجديد الذي من الممكن أن تقدمه "رولا" من خلال "تلفزيون العربي" فيما يخص الشأن السوري؟

 لا نستطيع القول بأن هناك إعلام ثوري وإعلام غير ثوري.. الصحفي والإعلامي يجب أن يتقن المهنة بتفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة

انضمامي للتفلزيون العربي خطوة مهمة في حياتي المهنية، أتمنى من خلالها أن أصبح أكثر قرباً من قضايا الشعوب العربية، فالقضية السورية لا يمكن فصلها عما يجري حولها، والوطن العربي يمرّ الآن بمرحلة نهاية عصر، مخلفاً حطاماً ربما سيحتاج إلى عقود طويلة لإزالته، وطبعا قضيتي الأساسية هي بلدي سوريا، وستبقى المركز وبؤرة الاهتمام على الصعيدين الإعلامي والشخصي، كما أن تلفزيون العربي برؤيته وتوجهه مع تطلعات الشعوب إلى الحرية والكرامة والعدالة، يمثل منبراً هامّاً لكل إعلامي وصحفي قرر أن يكون صوت الشعوب في كل مكان.

مخاوف كثيرة من أن تنحاز "قناة العربي" إلى جانب النظام السوري أو إيران أو حزب الله باعتبار مديرها شيعيّاً، فهل لتلك المخاوف مبرراً؟ كيف نطمئن الناس؟

بصراحة هذا أكثر ما يزعجني على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي جلسات النميمة الإعلامية المغلقة، كيف يستطيع إنسان أن يحكم على إنسان آخر من خلال معلومة واحدة، ويطلق من خلالها الأحكام المطلقة، أنا لست بصدد الدفاع عن الزميل "عباس ناصر" فتاريخه ومهنيته مع قنوات كبيرة تشهد له؛ لكن هل نسينا الشاب الشيعي هشام سلمان الذي قاد المظاهرات في بيروت لمنع تدخل الحزب في سوريا وقتله حزب الله ومنع دفنه.

هل نسينا سماحة السيد صبحي الطفيلي، حازم الأمين وعلي الأمين وغيرهم كثر، كانوا ضيوفاً دائمين معي ببرنامجي "هنا سوريا"، وتكلموا بمنطق أفضل بآلاف المرات من بعض من يدعون أنهم أسود السنة، وكانوا سببا بترحيل السوريين من مدنهم وبيوتهم بخلافاتهم ومصالحهم الضيقة، لنكن صادقين مع أنفسنا؛ كلمتي "شيعي" و "سني" ليستا مقياس اختيار الأعداء أو الأصدقاء، بالحق يعرف الإنسان  وليس بطائفته ومذهبه أو اثنينه.