المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

ثائر الزعزوع: هذا هو الفرق بين الفنان "المُعارض" والفنان "الثائر"

 
   
10:12

http://anapress.net/a/285017343355299
551
مشاهدة


ثائر الزعزوع: هذا هو الفرق بين الفنان "المُعارض" والفنان "الثائر"
مي سكاف- أرشيفية

حجم الخط:

منذ اندلاع "الثورة السوريّة" في ربيع العام 2011 كان للفنانين اصطفافات مختلفة ما بين مؤيّد لنظام الأسد وصامت وثائر عليه، وهنا كان على من ينخرط في صفوف الثورة من الفنانين، أن يعي تماماً عواقب هذا الأمر، فإما أن يضحّي بمستقبله الفني والمهني ريثما يسقط نظام الأسد، أو أن يعدل عن اصطفافه إلى جانب الشعب ويعود إلى حضن الأسد.

كثر هم الفنّانون الذين اختاروا أن يكون الوقوف إلى جانب الشعب السوري من أولويّة خياراتهم، بل خيارهم الوحيد، فمنهم من توفي في الغربة رافعاً شعار الثورة ومنهم من بقي يناضل في سبيل تحقيق تلك الأهداف.

هناك فارق كبير بين عمل معارض يقوم أصلاً على عقد صفقات وتحالفات، وبين عمل ثوري يرفض جملة وتفصيلاً كل تلك الألعاب السياسية
  الزعزوع

التعليق الذي انتشر بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب وفاة الفنانة مي سكاف، كان مفاده أنه "رحلت مي سكاف وقبلها فدوى سليمان وعامر سبيعي وهم لا يملكون قوت يومهم، وبقي آخرون كعبد الحكيم قطيفان وفارس الحلو ويارا صبري ومكسيم خليل وجهاد عبدو ونوار بلبل وغيرهم الكثير"، ورأى أصحاب ذلك الرأي بأن "إفقار هؤلاء الفنانين وتضييق الخناق عليهم لم يكن عبثاً بحسب ما يرى محلّلون، بل هي حرب من قبل نظام الأسد استخدم فيها أذرعه الأخطبوطيّة في شركات الإنتاج والقنوات الفضائيّة". (اقرأي/ أيضًا: مي سكاف.. روح الثورة السورية).

وهنا توجّهنا بالسؤال للكاتب والصحافي السوري المقرّب من الوسط الفني ثائر الزعزوع، عن ما آلت إليه الأوضاع الماديّة والمعيشيّة للفنانين المعارضين، فقال: "بداية، أفضل أن أعيد صياغة السؤال بطريقة مختلفة؛ لأننا ينبغي أن نتحدث عن فنانين ثائرين، لأن ثمة فنانين أعلنوا معارضتهم للنظام، ومع هذا فلم تتأثر أوضاعهم الاقتصادية، ولا عملهم".

وأردف: "الفنانون الثائرون اختاروا الثورة سبيلاً أعلى للتعبير، وربطوا مصائرهم بمصير شعبهم، فلم يحدث أي انفصال بين عملهم الفني، وبين عملهم الثوري، نستطيع القول إن شخصية الفنان الثائر اختلفت كلياً، وصار غير قابل للخضوع لشروط الإنتاج التي تفرضها الشركات، هو أجرى مراجعة شاملة لفكرة الفن كلها، إن جاز لنا قول ذلك، وبات رافضاً لعملية التسليع الاستهلاكي التي تقوم بها الشركات، فالفن يجب أن يكون معبراً عن حال الجماهير، وليس منفصلاً عنها".

"وهذه الشروط بطبيعة الحال لن تقبلها شركات الإنتاج التي تضع الربح أساساً لعملها، ولا يمكن أن تربح في موسم الفرجة الرمضاني على سبيل المثال إن لم تقدم وجبة المتعة التي يطلبها جمهور محدد، وهذه الوجبة باتت مرفوضة بالنسبة للفنان الثائر كلياً، لذلك فلم يكن مستغرباً على الإطلاق أن تسوء أحوالهم المعاشية، بل ويصلون في أحيان كثيرة إلى حافة الفقر والعوز"، وفق الزعزوع. (اقرأ/ي أيضًا: الفن والثورة... نوّار بلبل: بعد 7 سنوات لازلت أحاول التعافي من حزب البعث).

شركات الإنتاج

وتابع: "كما قلت شركات الإنتاج بالدرجة الأولى هي شركات ربحية، وبعضها متورط بشكل أو بآخر بشراكات معلنة وغير سرية مع بعض الشخصيات في النظام السوري، وهي لن تقبل أن تستقطب أولئك الفنانين الذين يريدون إسقاط النظام، لأن ذلك يعني سقوطهم هم أيضاً، ثم إن مؤسسات المعارضة لم تكترث لأهمية الفن المواكب للثورة، كما لم تلتفت لأهمية العمل الإعلامي كاملاً، فوجد الفنانون الثائرون أنفسهم أمام كل احتمالات المزاودات ويتم تذكرهم فقط في حال موتهم ليكتب نعي ويتقدم صفوف المعزين بهم أشخاص كانوا لوقت قريب يعتبرونهم بلا فائدة ولا قيمة لهم في "العمل الثوري"، وسأضع العمل الثوري بين قوسين لأن هذا التفصيل مهم جداً.

وقال إن "هناك فارق كبير بين عمل معارض يقوم أصلاً على عقد صفقات وتحالفات، وبين عمل ثوري يرفض جملة وتفصيلاً كل تلك الألعاب السياسية، وهذا ما أحدث شرخاً كبيراً بين الثوار والمعارضة، وبطبيعة الحال بين الفنانين الثائرين والفنانين المعارضين أيضاً، فقد نقرأ اسم فنان معارض في لجان سياسية، ولجان مفاوضات، لكننا لم ولن نقرأ أسماء فنانين أو مثقفين ثائرين".

وشدد الزعزوع على أن "الفنان المعارض وجد فرص عمل كثيرة لكن هذا لم يتح للفنان الثائر.. هناك نماذج يعرفها الجميع، ولا أريد أن أشخصن الحالة، فهي حالة عامة وليست شخصية، وهناك أخيراً تفصيل صغير قد يكون مهماً في السياق، وهو مشكلة المنفى واللغة والمحيط الجديد الذي وجد الفنانون الثائرون أنفسهم فيه، فكان عليهم البدء من جديد في كل شيء، ونسف تاريخهم الفني، لدرجة أن بعضهم كان ممكن أن يقبل عملاً بعيداً عن مهنته الأصلية فقط ليؤمن قوته اليومي".




كلمات مفتاحية