http://anapress.net/a/283080177507728
في حوار خاص مع " أنا برس"، قال الكاتب والباحث كمال اللبواني أن تركيا تمارس سياسة مترددة وتحصد الفشل تلو الفشل، تخسر وتجعل الثورة تخسر معها ليس بسبب سوء النية بل بسبب الحسابات الخاطئة، كما تطرق إلى موضوع بقاء الأسد هو عنوانا لطرد الأمريكان واستمرار سيطرته، أما مقتله فسيحرج الروسي ويربكه.
وتحدث عن قيام كيانات سياسية ودول جديدة ليس فيها العراق ولبنان وسوريا المعروفين اليوم، كما أكد أن تصريحات ترامب الجديدة هي إعلان عن تحول كبير في الموقف من إيران وتغير سياسة المهادنة لسياسة المواجهة.. وإلى تفاصيل الحوار:
من خلال تصريحات ترامب الأخيرة ضد إيران، برأيك هل سنشهد في المرحلة المقبلة ضغطًا كبيرًا على إيران وخاصة في سوريا، أم أن تصريحات ترمب للتخفيف على حلفائه العرب؟
تصريحات ترامب الجديدة هي إعلان عن تحول كبير في الموقف من إيران وتغير سياسة المهادنة لسياسة المواجهة، وأننا أمام خطة جديدة في السياسة الأميركية في المنطقة قوامها تحجيم نفـوذ إيـران الإقليمي، التي باتـت أحد أهم محركات الاضطراب في الشرق الأوسط. (اقرأ أيضًا: تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران وتداعياته على الملف السوري).
إن واشنطن تعمل على تعزيز تحالفاته وشراكاتها الإقليمية في مواجهة التمدد الإيراني، ووضع حد للنشاطات الحرس الثوري التخريبية في المنطقة.
فيما يتعلق بإسرائيل، هل ترى أن إسرائيل ترغب ببقاء الأسد ولذلك وعلى مدار السنوات الماضية لم تتدخل في الصراع السوري؟ أم أن هناك ترتيبات إسرائيلية أمريكية قادمة خاصة للوضع السوري؟
لم تتمسك إسرائيل ببشار منذ العام ٢٠٠٩ فهي ترى أنه ليس شريكا لصنع السلام لكنها تريد أن تكون عملية استبداله ضمن خطة تضمن لها السلام الدائم مع جيرانها، وهذا يتطلب أكثر بكثير من مجرد تغيير النظام، أي تغيير مجمل البنية السياسية القائمة في المنطقة. إسرائيل اكتشفت مؤخراً أن سياسة عدم التدخل أنتجت تعقيدات خطيرة لذلك غيرت مقاربتها للأزمة وهي تحضر نفسها وتبني تحالفاتها لدخول الحرب ضد حلف الممانعة. بعد أن أخلت أو فشلت روسيا بتحقيق وعودها بتقليص النفوذ الإيراني
تركيا دخلت إلى إدلب، وحسب ما هو معلن أن التدخل كان لإفشال أي مخطط للميليشيات الكردية على الحدود التركية ...ولكن برأيك هل هناك أهداف أخرى أبعد من هذا الهدف؟
تركيا تمارس سياسة مترددة وتحصد الفشل تلو الفشل، تخسر وتجعل الثورة تخسر معها ليس بسبب سوء النية بل بسبب الحسابات الخاطئة، فهي أساءت التعامل مع الشمال السوري ومع الثورة وانتهت لوضع اضطرت به للدخول بجيوشها التي ستصبح مع الزمن بوضع قوات احتلال. تركيا أضاعت فرص حقيقية خلال الثورة السورية لتكون فاعلة أكثر في المنطقة وأن تكون رقماً صعباً.
إلى ماذا تسعى واشنطن في سوريا؟ وبعد الانتهاء من داعش ماذا ستفعل وما هي أولويتها بعد داعش برأيك دكتور؟؟
هدف أمريكا الأول حماية إسرائيل وترتيب المنطقة بما يخدم ذلك، وبما يخدم استمرار المصالح الأمريكية خاصة السيطرة على موارد الطاقة، هدفها الثاني منع المنظمات المتطرفة، أولوياتها بعد القضاء على داعش تقليص النفوذ الإيراني ومنعها من التحول لدولة عظمى تمتد للمتوسط وتمتلك أسلحة دمار شامل، ومن أدواتها لتحقيق ذلك إنشاء دولة كردية حليفة على حساب تقسيم العراق وسوريا حاليا ثم إيران وتركيا إذا لزم الأمر.
هل هناك تفكير جدي لدى الدول العظمى بإعادة رسم خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط ؟ أي سايكس بيكو جديد للمنطقة وفق المستجدات الحاصلة حاليا في العراق وسوريا؟
هم يعملون على ذلك منذ عقود، والآن اضطروا لتسريع المراحل بسبب التدخل الروسي الذي أفشل سياسة الاستنزاف التي وضعوها للمنطقة وكان مفترضا استمرارها حتى عام ٢٠٢٠، عندما نصر الروس الطرف الإيراني، وزاد في تسريع الأحداث التحول التركي نحو التحالف مع روسيا وإيران، والذي يقوض كل مصالحهم في المنطقة، لذلك صار خيار الحرب هو الخيار الوحيد المتاح، حصة روسيا من وجهة نظر الغرب لا تتجاوز طرطوس واللاذقية التي ستعطى لها ثمنا للوقوف على الحياد وتستمر تحت الاحتلال الروسي طالما بقيت روسيا دولة استعمارية وهي الوسيلة الوحيدة لحماية العلويين من الانتقام بعد سبع سنوات من المجازر.
شمال سوريا حلب وإدلب وحماه حصة تركيا بعد سقوط النظام حيث ستقيم دولة للإخوان فيهم بحمايتها، بقية سوريا الصحراوية من حمص حتى درعا والرقة والدير وقسم من العراق السني وقسم من لبنان خاصة طرابلس سيصبح دولة عربية حليفة للأمريكان وصديقة لإسرائيل.. وهكذا تحل القضية الفلسطينية أيضا بانتماء عربي مشترك في المنطقة، مع بقاء الضفة والقطاع كمنطقة حكم ذاتي حيث ستتحول حدود اسرائيل لمناطق ادارة مشتركة، وليست جبهات عسكرية … هذه هي نظرية الأمن الإسرائيلي بسبب صغر حجمها. فهي ترفض تماما حل الدولتين. والحدود الواضحة.
برأيك ...هل يمكن الوصول إلى أي حل سياسي في سوريا ...؟؟ وهل تعتقد أن الروس سيظلون متمسكون بنظام الأسد؟؟
القضية السورية تحل بسهولة جداً باستقالة الحكومة وانتخاب سلطة جديدة هذا الموضوع يجري عادة في كل أزمة تمر بها أي دولة، لكن فكرة الإبقاء على السلطة والنظام هي سبب تعطيل الحل السياسي، فمن حيث المبدأ الحل السياسي يبدأ بعد إقالة رأس النظام … وبالتغاضي عن ذلك فليس هناك فرصة لأي حل،
مسار جنيف مسار تضييع الوقت فقط لتغطية فترة الاستنزاف المزدوج التي اعتمدها أوباما، لكن الروسي انتهز الفرصة وقلب الطاولة عليهم مما جعلهم مضطرين لدخول الحرب، من وجهة نظر الروسي بقاء الأسد عنوانا لطرد الأمريكان واستمرار سيطرته، أما مقتله فسيحرج الروسي ويربكه.
إلى أين ذاهبة الأمور برأيك خلال المرحلة القادمة القريبة وفق المستجدات الحاصلة في سوريا...؟
إذا لم تخوض اسرائيل وأمريكا الحرب اليوم، سيضطرون لخوض حرب نووية بعد مدة قليلة، والعرب ليس لهم فرصة أيضا لهزيمة التمدد الإيراني من دون الدخول تحت الخيمة الأمريكية؛ لذلك المرحلة القادمة هي تشكل حلف عسكري بين أمريكا واسرائيل والعرب والكرد لتحييد الروس وهزيمة إيران على الأقل في سوريا ولبنان والتي سينجم عنها سقوط النظام، وقيام كيانات سياسية ودول جديدة ليس فيها العراق ولبنان وسوريا المعروفين اليوم …. نحن أمام زلزال جيوسياسي كبير ومتغيرات كبرى لا يمكن تصورها … ولعنة الدم السوري ستطال الجميع وسيدفعون ثمنها باهظا بأيديهم .