http://anapress.net/a/273272850585870
قال السياسي السوري المعارض ميشيل كيلو، إن "الأمريكان يحاولون فتح مسار جديد في العملية السياسية في سوريا ضمن أجواء متوترة كثيرًا بين واشنطن وموسكو".
وأكد كيلو، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" عبر الهاتف، أن "الحل السياسي اليوم بات أمريكيًا قبل أن يكون روسيًا"، موضحا أنه "إما أن تبقى الأمور على حالها وتدار سوريا من ثلاث دول إلى حين التفاهم على تقرير مصير سوريا، وإما أن تبادر واشنطن بنشاط منفرد كما دلت التصريحات الأمريكية الأخيرة إلى تكرار السيناريو العراقي في سوريا". (اقرأ/ي المزيد: محللون لـ "أنا برس": هذا ما تقصده واشنطن بـ "تكرار السيناريو العراقي" في سوريا).
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، قد شدد، في مؤتمر صحافي عقده يوم أمس على أنه "لدى الرئيس دونالد ترامب خيارات مختلفة للانخراط عسكرياً في سوريا، بما فيها استراتيجية سبق أن طبقت في العراق".
وأشار كيلو إلى أنه "إذا ما تم العمل على السيناريو العراقي في سوريا، فإنه سيؤدي أيضًا إلى إضعاف إيران وهو أحد الأهداف الأمريكية، وأيضًا إشعار رأس النظام السوري بأن واشنطن هي من ستقرر مصيره وليس الروس، وإشعار الروس بأن واشنطن يدها ممدودة لإيجاد حل يرضي المصالح الأمريكية أولاً".
السيناريو العراقي
وبحسب السياسي السوري المعارض، فإن "التصريحات الأميريكية حول تكرار السيناريو العراقي في سوريا لها علاقة بمداخل عملية السلام في سوريا؛ فالأوراق الأساسية اليوم بيد أميركا ولم تعد بيد روسيا، فالأميركان فعليا يبحثون عن مداخل لجر الروس إلى مفاوضات سلام تنتهي على المقاس الأمريكي وليس الروسي وأن تكون لواشنطن أرجحية في تحديد مصير سوريا".
وأوضح كيلو أن "الأبواب حاليًا كلها مغلقة تقريبا نحو أي حل سياسي أو أي تفاهم أميركي روسي في سوريا، لذلك تلجأ واشنطن إلى فتح بعض أبواب جديدة حتى ولو لجأت واشنطن إلى فرض حظر جوي فوق كل سوريا، بخاصة أن هناك تفاهمًا أمريكيًا روسيًا في العام 2016 والذي يتضمن بمنع طيران النظام فوق مناطق خفض التصعيد وبالتالي تستطيع واشنطن وفق هذه الاتفاقية أن تمنع طيران النظام فوق كل سوريا".
ولفت إلى أن "الأمريكيان طرحوا على روسيا حلًا للصراع لم يرضى به الروس؛ لأن واشنطن تسعى لحل الصراع وفق القرارات الدولية، وبالتالي أي حل سيكون وفق القرارات الدولية لن يكون لصالح النظام والروس.. وبالتالي فتطبيق القرارات الدولية يعني خروج الروس من سوريا؛ لأن الاتفاق الذي وقعه مع بشار الأسد سيكون لاغيًا، لذلك نرى روسيا تسعى جاهدة لعدم خسارة الأسد أو إيجاد بديل عنه يُقنعوا الأمريكان به لتمرير السياسات الروسية في سوريا".
تصريحات عير محترفة
ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تصريحات جيمس جيفري بأنها "غير محترفة وغير بناءة"، متهمة واشنطن بمحاولة إظهار جهود روسيا لحل القضية السورية بأنها ليست مفيدة. كما أشارت -في بيان أمس- إلى أن التصريحات الأميركية تصب في مصلحة الذين يعارضون التسوية السياسية، وفق وكالة "سبوتنيك".
وكان رئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، قد صرح بأن الولايات المتحدة تحاول إنشاء كيان كردي مستقل شمال سوريا، مشيرا إلى أن "الوضع شرقي الفرات يتأزم، حيث تحاول الولايات المتحدة المراهنة على الأكراد السوريين لإنشاء كيان شبيه بدولة، مستقل عن دمشق شمال البلاد، ويقومون بتشكيل حكومة ما يسمى بفدرالية شمال سوريا الديمقراطية"، وفق سبوتنيك أيضًا.