http://anapress.net/a/258084206676786
لم تهدأ الطائرات وأصوات ضربات الرصاص على ريف حماه الشمالي وإدلب الجنوبي منذ أن تم الإعلان عن معركة "ياعباد الله اثبتوا" من قبل بعض الفصائل الإسلامية بهدف السيطرة على مواقع وقرى خاضعة لسيطرة قوات الأسد وعلى رأسهم هيئة تحرير الشام "النصرة سابقاً" التي بدأت هجومها على قرية معان والطليسة والشعثة ما مكنهم بادئ الأمر من السيطرة المطلقة بعد إعلان قوات الأسد لإخلائها بسبب حدّة الهجوم.
المعركة لم تَدم لأكثر من 48 ساعة لتتلاشى معها الإعلانات المبكرة عن السيطرة وتقدم الفصائل المقاتلة حتى غابت بشكل كامل دون الإعلان عن توقفها أو مكتسباتها بالحدّ الأدنى، وكردة فعل متوقعة شنّت الطائرات الحربية الروسية والسورية على حدّ سواء مئات الغارات الجوية على المُدن والقرى الخاضعة لسيطرة المعارضة ما تسبب في مقتل المئات وجرح الآلاف من المدنيين، فظلاً عن تدمير ستة مشافي كان أخرها مشفى شام الذي أُخرج عن الخدمة بالكامل، ما وضع الكوادر الطبية أمام تحدّ كبير بحسب ما أفاد به وزير الصحة بالحكومة المؤقتة الدكتور فراس الجندي في لقاء سابق مع أنا برس.
وفي هذا الصدد، تحدث المستشار القانوني بالجيش السوري الحر أسامة أبو زيد، في تصريحات لـ "أنا برس" عن صمود التهدئة في مدينة إدلب خلال الفترة المقبلة بأنه لم تحدث تهدئة بالأصل حتى تصمد.
وأشار إلى أن الجانب التركي أخبر الفصائل العسكرية في مدينة إدلب بأن عمليات القصف الجوي ستهدأ بالكامل الأمر الذي لم يطبّق على الأرض، في ظل الحديث عن هجوم جبهة النصرة على قرية معان ليكون الرد على المناطق المدنية.
ولفت "أبو زيد" إلى أنه من الناحية القانونية يُفترض على القوات الروسية أو السورية أن ترد على مصادر النيران وليس سواها وحرق الشمال السوري بالكامل، وهذا ما تؤكده تفاهمات وقف اطلاق النار الدولية.
وحول اللقاء الثنائي الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة التركية أنقرة، تحدث أسامة مؤكدًا أن هناك جملة تفاهمات بالتوازي مع بعض الخلافات بما يخص الملف السوري، بالتالي لا يوجد وضوح كامل لحجم الخلافات بينهما، بالتالي لا يمكننا التنبؤ بمدى تأثير تلك الخلافات على ملف مناطق خفض التصعيد في إدلب وريف حمص، واللاذقية وحماه وحلب، مضيفاً بانه في حال لم تتوقف تلك الهجمات الجوية فمن المتوقع أن تنهار اتفاقيات استانا بشكل عام وليس مدينة إدلب فحسب.
وعطفاً على سؤالنا هل من الممكن الحديث بأن الجماعات الإسلامية التي شاركت في العمل الأخير في ريف حماه الشمالي أصبحت مطية بيد الروس لأخذ ذريعة للهجوم والسيطرة عليه؟ قال أبو زيد إنه يرى تناغمًا بين الروس والإيرانيين من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى، فمن المعلوم أن جبهة النصرة لا تعترف أول لا تريد اتفاق استانا وخفض التصعيد، المر الذي تقاطع مع مصالح الإيرانيين والروس الذين يعملون على مشروع تدمير سوريا بالكامل، وهنا أرى أن الطرفين لهما مصالح مشتركة بإيجاد الأسباب والمبررات اللازمة لإعادة الهجمات وفتح جبهات القتال.
وتجدر الإشارة إلى أن قوات الأسد وبإسناد جوي من قبل الطيران الروسي تمكنت ما إعادة السيطرة على كامل المناطق والنقاط العسكرية التي خسرتها في بداية معركة ياعباد الله اثبتوا التي انطلقت في التاسع عشر من سبتمبر الجاري.