المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

رياض درار في حوار المصارحة والمكاشفة مع قراء "أنا برس"

 
   
10:46

http://anapress.net/a/253066406008634
224
مشاهدة


رياض درار في حوار المصارحة والمكاشفة مع قراء "أنا برس"

حجم الخط:

فتح الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار، قلبه إلى قراء "أنا برس" مجيبًا عن جملة الأسئلة التي طرحوها عليه عبر صفحة "أنا برس" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حتى تلك الأسئلة التي تناولت هجومًا شخصيًا عليه وانتقادًا.

تحدث درار حول العديد من الملفات والقضايا المرتبطة بالأكراد وبمستقبل سوريا وكذا المواقف الدولية إزاء تلك الملفات المُهمة، كما تحدث أيضًا عن تقييمه لأداء قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الفترة الأخيرة، وقال إنها "جيش سوري يعمل من أجل الحرية ويسعى لمطاردة الإرهاب وسيكون أداة في قمع مشاريع التطرف والانفصال وسيكون النواة لجيش سوريا الجديدة". كما تناول كذلك الحديث بشأن التشتت والتناقض بين الأحزاب الكردية على الساحة السورية.. وإلى تفاصيل الحوار:

يقول قارئ: أستاذ رياض كيف تفند ردود الأفعال الدولية من تحويل سوريا إلى فيدرالية؟

ـ المشروع الفيدرالي هو مشروع اللامركزية التي تؤسس لنظام ديمقراطي حقيقي ومواطنة صالحة؛ ويعتمد على الإدارات الذاتية الديمقراطية التي تترجم السياسة إلى ممارسة مباشرة من قبل الجماهير في الأقاليم  والمناطق والنواحي والقرى والحارات. وهي الهيكل التنظيمي للحياة الجماعية التي تهدف إلى وصول المجتمع لحالة يملك فيها الإرادة والكلمة والقرار والوجود ويتمثل الأخلاق المعبرة عن ذلك، فبدل السلطة المركزية يتم توزيع السلطة على جميع المناطق السورية ومدنها، أي كل مدينة ومنطقة تتحول إلى ميادين للسياسة الديمقراطية عبر المجالس المحلية والبلديات حيث يعبر الشعب مباشرةً عن حاجاته، ويصنع قراره ويحل قضاياه، ويدفع الكفاءات القادرة لكي يستطيع بها إدارة نفسه وتوجيهها، بهذا المعنى تصبح الإدارة الذاتية الديمقراطية هي إدارة الشعب والمجتمع لنفسه بنفسه، وقدرة هذا المجتمع على توجيه نفسه وحل قضاياه بنفسه.

الإدارة الذاتية الديمقراطية كمشروع، تفرض نفسها بإلحاح بسبب الحاجة الماسة إليها في هذه الظروف بالذات، لأنه وفق هذا المشروع تستطيع مكونات الشعب السوري  ( العرب والكورد والأرمن والسريان الآشوريين والتركمان وكل المعتقدات الأخرى ) أن تتعايش مع بعضها البعض جنباً إلى جنب في ظل أجواء السلام والأخوة والوفاق الإجتماعي. تلك هي الفيدرالية، والتي هي تعبير ملموس عن الممارسة العملية والحياتية للوطن الديمقراطي والسياسة الديمقراطية. فمن يرفض هكذا أفكار ماذا يريد غير الرجعة إلى الحكم الاستبدادي الشمولي نظامًا ومعارضة.

ووفق المشروع الفيدرالي ستنتفي بدعة الانفصال ولن يكون هناك داع للتقسيم مادام مشروع الأمة السورية الديمقراطية هو الاسم الجامع، بعيدأ عن كل بعُد قوموي أو طائفي أو ديني أو عرقي أحادي. حينها تكون سوريا  حديقة تزدهر فيها أنواع الورود ومن مختلف الألوان وهي تقوم ضمن إطار وطن ديمقراطي وسياسة ديمقراطية. 

 قارئ يسأل رئيس مجلس سوريا الديمقراطية: "ليش بعت دينك".. ورياض درار يرد!

ويسأل آخر: كيف تقيم أداء قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الفترة الأخيرة؟

قوات سوريا الديمقراطية "قسد" هي جيش سوري يعمل من أجل الحرية ويسعى لمطاردة الإرهاب وسيكون أداة في قمع مشاريع التطرف والانفصال وسيكون النواة لجيش سوريا الجديدة، ولذلك فإن الخطوات الناجحة حتى الآن في مواجهة تنظيم داعش تتطلب منا دعم هذا الجيش، وتتويج انتصاراته برؤية شاملة للحل لكل سوريا بكل أبنائها وعلى سوية واحدة في مجتمع المواطنين الأحرار في دولة العدالة وتنظيم الحقوق.

ويسأل آخر: ما هي طبيعة العلاقة بين الإدارة الذاتية  والنظام السوري.. هناك من يقول بوجود تنسيق عسكري وتعاون في مجالات مختلفة، حتى أن البعض يتهم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بأنها "سلطة الوكالة" عن النظام السوري في المناطق الكوردية، هل تعتقد بأنهم يبالغون في الاتهام هذا؟ وكيف تجد هذه العلاقة ومستقبلها خاصة مع تصريحات للنظام بقرب عودته الرسمية إلى منطقة الجزيرة؟

النظام السوري نظام مخرب بنيويا لايمكن التعويل على استمراره وإذا تكرر سيدخل البلاد في أزمات جديدة ولايمكن إصلاحه فلابد من تغييره. وبسبب فشل من تصدى لقيادة الثورة وارتهانهم وسوء إدارتهم وتنافسهم على المكاسب الشخصية، ولإرادتهم الوصول إلى الكرسي بأدوات يتحكم بها الداعمون، فقد ارتضوا بالحوار بعد مزيد من العناد وبدفع من القوى الداعمة نفسها. ونرى أن هؤلاء ليسوا إلا البديل الأسوأ لنظام الأسد . إلا أننا نرى أن التفاوض عمل مناسب ولكن ليس من أجل تغيير الوجوه بل لأجل تغيير بنية النظام الذي فشل في إدارة البلاد وارتكب الجرائم بحق الشعب وبالمثل إبعاد القوى التي ارتكبت الإساءات بحق الشعب وثورته ومازالت تعمل على تهديد وحدته، وهذا يتطلب مشروعا سياسيا له أبعاد نظرية جديدة يعمل على سوريا موحدة ومناطق تحكمها إدارات ذاتية من أبنائها ونظام علماني ديمقراطي يستطيع أن يعمل بحياد ايجابي ويحقق المساواة التامة للجميع .

أما تهديدات النظام فهي مزحة لا يقدر عليها والأيام كاشفة.وما يقال عن سلطة وكالة هو كلام فارغ ، هناك مشروع لايقدر النظام عليه ولايستطيع النيل منه ولكن يمكن أن يكون تغييره عبر هذا المشروع الذي يسعى لبناء سوريا جديدة ديمقراطية، ونحن طرحنا حلاً سياسياً من عدة نقاط ينتهي بإسقاط النظام، وهذا الحل ينظر إلى سوريا على أساس المشروع الفيدرالي لكل سوريا، بحيث يتم تحييد مناطق الصراع ويمكن إدارتها من قبل أبنائها، بالإضافة إلى الانفتاح على مكونات المجتمع السوري، والعمل على فكرة أننا "نتوجه نحو دمشق".

وكيف تقرأ ردود الأفعال الرافضة لإقامة فيدرالية شمال سوريا، النظام والمعارضة وقوى إقليمية رفضوا؟

الفدرالية وسيلة لإدراك  أهمية الحكم اللامركزي الذي يعد نهجا مغايرا للشمولية، فنهج اللامركزية  الذي  ينطلق من فلسفة ديمقراطية يؤمن بان المركز مهما كانت قدراته لن يكون قادرًا على إدارة السلطة والدولة، وأنه لابد أن يكون هناك دور للمحافظات والمناطق، ومن خلال هذا المفهوم يصار التمهيد الى الفدرالية

الفيدرالية نوع من الإدارة الذاتية تهدف إلى بناء مجتمع جديد أخلاقي وسياسي ومنظم على قاعدة المبادئ الديمقراطية، وبمعنى آخرتنظيم المجتمع دون المساس بالحدود السياسية ودون إستهداف هدم مؤسسات الدولة بالقوة والعنف، بل من خلال تكوين النظام الاجتماعي الديمقراطي الذي يفرض إرادة المجتمع على مؤسسات الدولة حتى تتحول إلى هيئات تنسيقية " رمزية" لا تتدخل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، بل تلعب دورها في مجالات الخدمات العامة وحماية التوازن الناتج عن وصول المجتمع إلى حالة إرادية فعالة يستطيع فيها إدارة نفسه بنفسه وتوجيه نفسه بنفسه.

والفيدرالية مقترح ندعو لتضمينه في الدستورعندما تنتضم الحياة السياسية في البلاد، حينها يكون النظام الاتحادي الفدرالي غايته البدء بتطبيقات اللامركزية من خلال منح صلاحيات واسعة للمحافظات  أو المناطق المقترحة لإدارة ذاتية في المجالات المدنية كافة باستثناء النشاطات السيادية التي حتما ستكون ضمن مسؤوليات الحكومة الاتحادية. وكل الردود الرافضة لمسألة الفيدرالية تأتي من المستفيدين من مشروع الدولة المركزية لأنهم يؤسسون لاستبداد جديد أو لعودة الاستبداد وهوأمر مرفوض دونه دماء جديدة. فكما ظهر من يدافع عن هدف الحرية والكرامة، وظهر من يحارب الإرهاب، سيكون من هذا الشعب من يدافع عن حكم الشعب لذاته بذاته.

يقول أحد قراء "أنا برس" عبر صفحتنا على فيس بوك: هناك تشتت وتناقض بين الأحزاب الكردية على الساحة السورية، كيف السبيل إلى إيجاد موقف كردي موحد في ظل المعطيات ؟

الخلاف بين الأحزاب الكوردية هو خلاف سياسي، وكل خلاف سياسي له حل إذا تحسنت النوايا ووجدت عوامل الثقة، وبنيت المواقف على المصالح العليا، وحتى الحسابات للمصالح الدنيا فهي حقوق يمكن التفاهم حولها وبرمجة الأولويات منها والعمل على التقدم فيها خطوة خطوة. ومن يريد كل شيء أو لاشيء لايريد حلا، ومن يستقوي بالآخرين يدفع للحرب وهذا ضد مصلحة الجميع ..أدعو لمرجعية تقوم بالوساطة وتعمل على التفاهمات دون شروط، والعودة إلى التنافس السياسي البرامجي والاحتكام للناس.

أنا شخص آمنت بوطن يمكن أن يعيش فيه المؤمن والملحد وحسابهم على الله، وأنا مؤمن بأن وحدة التراب تجمعني مع الجميع وحرية الإنسان على هذه الأرض يجب أن تكون هدف الجميع

يسأل آخر: استاذ رياض العرب والأكراد متعايشين مع بعضهم في الشمال السوري منذ مئات السنين لماذا الآن تم احتلال أراضيعربية وطرد سكانها الأصليين وتشريدهم.. ما هي الخطوة القادمة .هل يوجد هناك شيء اسمه مصالحة وإعادة القرى لأصحابها?

لا يوجد شيء اسمه طرد أو تهجير ولو حصل لكان أولى أن يهجر المواطنون من أهل الغمر والذين يعيشون آمنين في مناطقهم ..هناك افتراءات تنسب معاملة داعش ومن لف لفها ممن يدعي الانتساب للجيش الحر ويعمل بتوجيه من مخابرات مجاورة ويخدم توجهاتها إلى المحررين .. لايوجد تهجير  وهناك أبواق اعلامية عنصرية أو تعمل بخدمة الفكر الداعشي تروج ذلك ..هناك استحقاقات بسبب الحرب سببت تهجيرعناصر من بعض الأماكن ولهم أن يعودوا في أي وقت ومن عاد وهم بعشرات الألوف يعلمون صدق كلامي، وأمامنا كل وسائل التحقيق والمساءلة التي يمكن أن تؤكد ذلك ..الخائفون ومن يفترون هم المتعاملون مع داعش وينتظرون أن يسألهم الناس عن أعمالهم الإجرامية لذلك تسمع هذه الاتهامات. ثم ماذا عن أكثر من ستين قرية مازال أهلها من الكورد مبعدين عنها ولايسمح لهم بالعودة إليها قرب الباب وجرابلس ومناطق أخرى أم أن هؤلاء لاحقوق لهم .

ويقول آخر: أبو محمد، تعتبر نفسك داعية إسلامي، كيف تقبل أن تكون رئيس تجمع يسيطر عليه المركسيين PYD/PKK/YPG؟! ((وفق نص السؤال))

المسألة الوطنية أكبر من التقوقع في مسجد أوكنيسة أوصومعة أوحزب. وأنا شخص آمنت بوطن يمكن أن يعيش فيه المؤمن والملحد وحسابهم على الله، وأنا مؤمن بأن وحدة التراب تجمعني مع الجميع وحرية الإنسان على هذه الأرض يجب أن تكون هدف الجميع، وهذا لا ينقص من ديني وأنا أتقرب به إلى ربي، ولي فيه دراسات على أنه لا يتناقض مع الاعتقاد.

ويسأل قارئ آخر قائلًا: ما هو موقعكم وموقع صالح مسلم من المجلس؟ أليس هو الحاكم الفعلي وجعلكم مظهر خارجي ليمرر خططه؟ (وفق نص السؤال).

انطلقت فكرة "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد) من أنه كيان سياسي لا يختص بشمال البلاد ولا بالأكراد فقط، بل بالبلاد كلها، و من خلال بيانات المؤتمرات التي صدرت فإن مجلس سوريا الديمقراطية أداة وحامل لمشروع وطني ديمقراطي غلى مستوى سوريا كلها يقوم على إفساح المجال أمام كافة مكونات المجتمع لتقوم بدورها المطلوب بغية بناء مجتمع ديمقراطي تعددي ومؤسسات دولة تعاقدية لامركزية تتخلص من الأزمة البنيوية التي تسببت بها الدولة القومية أحادية الصيغة والتي أنشأت  الاستبداد منهجا لتهميش الآخرأو إنكاره، لذلك كان مجلس سوريا الديمقراطية مشروعًا سياسيًا وطنيًا سوريًا ديمقراطيًا يعمل على ضم جميع المكونات المجتمعية والكيانات السياسية من أجل تحمل مسؤولياتهم في إنقاذ الوطن من المأساة التي يعيشها وتحقبق تطلعات الشعب السوري في التغيير الشامل، أما كيف يتحقق ذلك ؟ فإن الطريق طويل ولكنه بدأ بدايات مدروسة أنجزت حتى الآن تحالفات وانتصارات وبناء مؤسسات وطنية ستقدم مشروعا وطنيا يمكن الاقتداء به واللحاق بعناصره مع البدء بالحل السياسي وتحقيق المشروع الوطني الديمقراطي لسوريا الجديدة.

 ألقيت كلمة في عزاء المرحوم معشوق الخزنوي الذي اغتاله عملاء المخابرات وقد حمّلت الدولة المسؤولية واعتبرت من اغتاله أوباشا، وحُكمت خمس سنوات لأجل ذلك

وإذا كان ثمة من يقول: إن وجودي في في رئاسة "مجلس سوريا الديمقراطية"، وأنا "العربي" يأتي للتغطية على الطابع "الكردي" وأن صالح مسلم هو الحاكم الفعليّ فلا بد من العلم بأن نظام المجلس والإدارة هو نظام ديمقراطي ليس فيه حاكم أوحد والمرجعية جماعية ولذلك  نستطيع أن نقول غير ذلك، نستطيع أن نقول: إن وجودي أو وجود أي عربي آخر على رأس المجلس هو رسالة للمكون العربي بأنه لا توجد مشاريع استفراد أو تقسيم أو انفصال مادام العربي والكوردي والسريان الآشوري والتركماني وبقية المكونات ترضى بالتلاقي والتفاعل المشترك. وأن الكورد وهم يمثلون الأكثرية في هذه الدعوة الائتلافية هم جزء من العمل المشترك من أجل سوريا لكل السوريين من غير تفريق بينهم، إن الكورد يعطون الأمثولة على أنهم رواد في معركة التحرير من التطرف ومن الاستبداد ورواد في المسألة الوطنية التي لاتعترف بالتفاوت الاثني والطائفي وتعمل بدلالة سوريا لكل السوريين على سوية واحدة .

وصلكم سؤال من قارئ عبر صفحتنا على فيس بوك، ننقله كما هو "استاذ رياض يلي ما في خير لأهلوا ما في للناس هذا الكلام يطبق عليك أولا.. ثانيا: أنت منذ أن كنت في سجون الأسد وأنت أكبر مناصر لأكراد الملاحدة (البيكيكي) ليش بعت دينك الحنيف (...).. أتمنى الجواب لأني كنت معك في الغرفة  10 في سجن عدرا وسجن صيدنايا كان أحب ما عندك تقرأ كتب الإلحاد للبيكيكي؟".

ــ صدقت اللي ما في خير لأهله ما في خير للناس، والكورد كلهم أهلي وأبناء بلدي.. وأنا إذا ما كنت تعلم سجنت بقضية أساسها الدفاع عن حقوق الكورد فقد ألقيت كلمة في عزاء المرحوم معشوق الخزنوي الذي اغتاله عملاء المخابرات وقد حمّلت الدولة المسؤولية واعتبرت من اغتاله أوباشا، وحُكمت خمس سنوات لأجل ذلك.

 وأنا لا أنظر للناس على أنهم مؤمنون وملاحدة فحقوق الناس والمواطنين عندي لاتتعلق بالإيمان ولذلك كنت مع الكورد لأنهم أوفياء وصادقون ولايستكبرون، وكانوا أولى بصداقتي من الطائفيين والعنصريين الذين يستكبرون على الناس بادعائهم الإيمان وقد رأينا منهم الويلات وهم يدفعون الناس للكفر بتصرفاتهم وسواد نظرتهم.

وظهرت دعشنتهم بعد الثورة فهم قلبوا ثورة الكرامة والحرية إلى ثورة دينية فأساؤوا للدين وأفشلوا الثورة ..وبالتالي فإني لم أبع ديني لأني لم أتغير في قناعاتي وإنما كفرت بهؤلاء الذين شوهوا الدين بتعاملهم وأساليبهم وتخلفهم، وإذا كنت معي في الغرفة 10 فإذا أنت تعلم أني لم أكن أطيق هذا النموذج ولم أنسجم معه لحظة ولم أجاملهم في موقف.

أما الكتب التي كنت أقرؤها فلا يوجد شيء اسمه كتب البيكيكي.. هي كتب مفكرين متنوعين وليست كتب التراث التي تتكرر فيها الكلمات دون فائدة تغني عقلا أو تبني موقفا كنت أقرأ كتابات نصر حامد أبو زيد ومحمد أركون ومحمد عابد الجابري وجورج طرابيشي وعدد من الروايات منها رواية سلمان رشدي آيات شيطانية التي كانت مخطوطة بأيدي السجناء. وهذه الكتب هي التي حملتها من تحت أرجل أخوة المنهج كانوا يدوسونها بعد الاستعصاء بعد أن نثروها على الأرض دون أن يدركوا قيمتها، ثم راحوا يحرقونها تباعا بعد ذلك وحين خرجنا من الاستعصاء كنت أحمل صندوقين منها بينما حرص الآخرون على حمل ثيابهم وطناجرهم وصحونهم.