المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

حوار: أسرار وكواليس تنشر لأول مرة من داخل طهران.. معارض إيراني يكشف لـ "أنا برس" خفايا ملالي إيران

 
   
12:40

http://anapress.net/a/217251756090467
316
مشاهدة


حوار: أسرار وكواليس تنشر لأول مرة من داخل طهران.. معارض إيراني يكشف لـ "أنا برس" خفايا ملالي إيران

حجم الخط:

في حوارٍ كاشف يتحدث عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى أفشار لـ "أنا برس" حول وضع المجتمع الإيراني داخليًا وخفايا ملالي إيران، مسلطًا الضوء على العديد من وقائع القمع التي شهدتها وتشهدها إيران، فضلًا عن الطموحات والأهداف الإيرانية في المنطقة، والدور الإيراني في سوريا، حيث اعتبر أن "سقوط بشار الأسد يعني بداية سقوط ولاية الفقيه في طهران". وتحدث أيضًا حول الاتفاق النووي وأجاب على تساؤلات بشأن التعاطي الأمريكي الجديد الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا حول "الاتفاق النووي".

وكشف المعارض الإيراني البارز في معرض حواره مع "أنا برس" عن العديد من المعلومات مدعمة بالأرقام حول حالة الاحتقان الداخلي التي يعاني منها الشعب الإيراني، وأماط اللثام عن تقرير سري يقول بأن 94% من الشعب الإيراني مستاؤون ولا يريدون هذا النظام.. كما تحدث عن الدور الذي تلعبه المقاومة الإيرانية في سبيل فضح النظام الإيراني وممارساته، وأكد على أن "النظام لا يستطيع أن يتخلى عن فكرة التمدد؛ لأن ولاية الفقيه بدون تمدد تموت داخل إيران".. وإلى تفاصيل الحوار:

بداية، في ظل حكم نظام ولاية الفقيه كيف تصف الأوضاع الداخلية في إيران لاسيما على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي في ضوء السياسة المتبعة والتي دفعت إلى حالة اختناق داخلي ملحوظ وتترجمه المؤشرات الاقتصادية الخاصة بطهران.

لابد وأن نشير إلى أن إيران بلد به 80 مليون و370 ألف نسمة، ونسبة كبيرة من المجتمع الإيراني في سن العمل ما بين 19 إلى 45 عامًا.. وبالنسبة للأوضاع الاقتصادية مع الأسف الشديد في هذا البلد، فإن 30 مليونًا من أصل 80 مليونًا فقراء.. خط الفقر في إيران أكثر من ثلاثة ملايين تومان، في الوقت اللذي لا يصل أجر العمال والمدرّسين إلى مليون تومان.. وفقط في طهران هناك أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل، ويصل تعداد العاطلين عن العمل في إيران إلى 12 مليون شخص.

 94% من الشعب الإيراني مستاؤون ولا يريدون هذا النظام.. 30 مليون إيراني تحت خط الفقر

وحسب الإحصائيات الموجودة لدينا ففي كل دقيقة في إيران يدخل 5 أشخاص إلى سوق العمل، مقابل في كل ساعة يضاف 215 شخصًا إلى جيش العاطلين عن العمل. هناك طبعا مشاكل اجتماعية أخرى من بينهما مثلًا أن عدد مدمنو المخدرات 4 ملايين شخص، ومع الأسف الشديد بدأت ترتفع نسبة الإدمان أكثر فأكثر، وهذه من المصائب الاجتماعية التي تواجهنا تحت ذلك الحكم.

وكانت هناك إشارة في سؤالكم في ضوء السياسة المتبعة في إيران التي أدت إلى حاله الاختناق الداخلي، والتساؤل الموجود هو لماذا نظام ولاية الفقيه ولماذا نظام القمع في الداخل؟ كما تعرفون شهدت إيران في العام 1979 انتفاضه شعبيه ضد نظام الشاه من أجل إقامه الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاستقلال، طبعا لكن بما أن قيادة الثوره سرقت من قبل الملالي فهم يشكلون شريحة لم يكن لها دور في تفجير الثورة ولم تكن اساسًا من الشرائح التقدمية في إيران؛ لذلك من أجل الحفاظ على سلطتهم احتكاريًا أنهم جاءوا ببدعة اسمها ولاية الفقيه؛ حتى يضمنوا بذلك السيطرة،  وأصبحت ولاية الفقيه فوق اعتبار صناديق الاقتراع.

القوي الديمقراطيه طبعا -بما فيها منظمه مجاهدي خلق الإيرانية- قاطعت دستور ولاية الفقيه الذي يجعل الملالي فوق القانون في إيران، وطبعا منذ ذلك الوقت من العام 1980 و1981 بدأت أعمال القمع وخاصة منذ 20 يونيو/ حزيرن 1981 حيث انتهت العملية السياسية عندما أعلن الخميني من خلال إذاعة طهران فتح النار على المظاهرات السلمية لنصف مليون من سكان طهران الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجا على ممارسات الملالي القمعية.

السؤال المطروح لماذا حالة الاختناق؟ ومن أجل أن نقدم الجواب نشير إلى استطلاعات الرأي والتقييم الذي قام به النظام بأجهزته الداخلية وليس للنشر والإعلان. هذه التقارير تفيد بأن 94% من الشعب الإيراني مستاؤون ولا يريدون هذا النظام و6%  البقية فقط هم من الحرس وقوات الباسيج وعوائلهم، وكل من ينتفع من هذا النظام، هم 6% من كل الشعب الإيراني..  التقرير نفسه يؤكد -وهذا التقرير أؤكد داخلي وسري لأجهزة النظام فقط ولأصحاب القرار- أن أكثر من 50% من الـ 94% الذين لا يريدون النظام أيضا يؤمنون بأنه لابد من قلب وإسقاط نظام الملالي. وهذا هو السبب الرئيسي للجوء النظام إلى كبت الحريات وخنقها، وهذا هو السبب الرئيسي لارتفاع عدد الاعدامات في إيران.. وطبعا جميع الممارسات التعسفية التي يلجأ إليها النظام؛ لأن الأمر مرتبط ببقاء واستمرار هذا النظام في الحكم.

بعد فرض ولاية الفقيه في إيران منذ العام 1981 ليس هناك أي هامش للحريات في إيران إطلاقا

في الجانب الاقتصادي لابد وأن نذكر أن كثيرًا من خيرات الشعب الإيراني من النفط والغاز وكذلك أيضا المشاريع الصناعية والزراعية والخدمية في المجتمع الإيراني والثروات التي كانت موجودة، ومازالت كلها مسيطر عليها قوات الحرس كأكبر مؤسسة اقتصادية للنظام.. وثانيا خلال 8 سنوات الحرب العراقية الإيرانية وبعد ذلك كان هناك المشروع النووي التسليحي، وبعد ذلك أيضا كان هناك مشروع تدخلات النظام الإيراني في كل من العراق وسوريا واليمن وغيرها.. كل هذه المجالات الثلاثة حقيقة كانت كحفرة كبيرة تبتلع وما زالت تبتلع كل الثروات الإيرانية على حساب قوت الشعب ولهذا السبب لاحظتم في بداية حديثي أن إيران كبلد غني سواء من المعادن وكل الإمكانيات والثروات أكثر من 30 مليونا من مجموع 80 مليون من سكان إيران يعيش تحت خط الفقر.. وهذا عدد كبير جدًا ونسبة كبيرة جدًا وحقيقة هذه الحالة فرضت على الشعب الإيراني بسبب نظام ولاية الفقيه الساقطة شعبيته تماما.

الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تمثل انعكاسًا للسياسة التي يتبعها النظام الإيراني، وهي السياسة التي كانت عاملًا رئيسيًا في خلق وتعزيز تلك الأزمات الاقتصادية والأوضاع المضطربة وحالة الاختناق التي أشرنا إليها.. في هذا الصدد كيف تصف المشهد السياسي الداخلي في إيران ودوركم كمعارضة في الإصلاح والتغيير؟ وكيف ترى مسألة "الإعدامات" التي تشهدها إيران؟

في الحقيقة لابد أن نذكر أنه بعد فرض ولاية الفقيه في إيران منذ العام 1981 ليست هناك أي هامش للحريات في إيران إطلاقا، حتى الانتخابات الرئاسية التي تجرى كل 4 سنوات هي تدور حول كل من يؤمن قلبًا وقالبًا بولاية الفقيه، وطبعا  هناك مجلس اسمه مجلس صيانة الدستور المكلف من قبل خامنئي. وهذا المجلس ينظر في تزكيه المرشحين للانتخابات. فلذلك كل من يرشّح نفسه لكرسي الرئاسة هم من اتباع ولاية الفقيه حتى وإن كانوا يحملون صفات رمزيه كالإصلاح وإلى آخره.

مقابل ذلك طبعا هناك بديل لنظام الحكم في إيران، فمنذ العام 1981 شكل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عمودها الفقري منظمه مجاهدي خلق.. الحركه التي بدأت في العام 1965 كانت من المنظمات الرئيسة التي فجرت الثوره ضد نظام الشاه في إيران وطبعا بعدما سرقت قيادة الثورة الإيرانية من قبل جماعة خميني، هذه المنظمة رغم تحفظها ومقاطعتها لدستور ولاية الفقيه شاركت في العملية السياسية لسنتين ونصف سنة حتى 20 يونيو/ حزيرن 1981 حيثما كما ذكرت بدأت عمليات القمع والقتل خاصة للمعارضة الإيرانية وقدمت المعارضة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق 120 ألف شهيد معظمهم من المعدومين الذين أعدمهم النظام الإيراني وخاصة في العام 1988 حيثما قام النظام بفتوى من الخميني بمجزرته الكبرى بحق 30 ألف سجين سياسي في سجون إيران.

هذا القمع البشع إضافة إلى ذلك قمع جميع الحريات وقمع جميع الصحف الحرة والأحزاب وأيضا قمع القوميات الإيرانية من الأكراد والعرب والبلوتش والآخرين وكذلك الأقليات الدينية علي سبيل المثال إخواننا من السنة في إيران مخنوقين ليس لديهم ولا مسجد واحد في العاصمه طهران ومن حين لآخر يتعرضون لحملة من الاعتقالات وأيضا للأسف الإعدامات.. كما شاهدتم في العام 2016 إعدامات للإخوة السنة من الاكراد بالجملة.

 الإدارة الأمريكية السابقة قدمت تنازلات عديدة وغير مبررة للنظام الإيراني

الأمر الذي يجب أن نضيفه إلى السؤال الثاني هو أن النظام الإيراني وبعد كل المسرحيات التي افتعلها كالإصلاحية والحركة الإصلاحية أو الاعتدال وغيرها إلا أن هذا النظام وصل إلى نهاية الطريق في العام 2009 عندما خرجت المظاهرات والانتفاضة المليونية. وعندما خرج الشعب الإيراني رغم القمع المطبق من قبل النظام، لكن للأسف إدارة أوباما (الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما) وقفت بجانب النظام وباركت هذه الإدارة قمع الشعب الإيراني وقُمعت الانتفاضة الإيرانية؛ لأنه طبعا لهذه الإدارة  دور مهم جدًا في إعطاء تنازلات إقليميه ودولية كثيرة للنظام الإيراني والتي انعكست مع الأسف على الانتفاضة بالداخل إضافة إلى بعض التيارات التي لم تكن ذات صلاحية وهم كانوا أبناء نظام ولاية الفقيه في الانتفاضة.. لم يبدو صرامة لمواصلة المظاهرات والشعارات التي كان يتبناها الشعب الإيراني ومع الأسف لم يستمروا بذلك على كل حال هذه الانتفاضة في 2009 أظهرت احتقان الشعب الإيراني وأظهرت حقيقة مطالب الشعب الإيراني في التغيير.

وجوابا علي موضوع الإعدامات التي تتم حاليًا في إيران، في الحقيقة مع الأسف الشديد ملالي إيران تلقوا درسا من الشاه الذي اضطر أن يوقف الاعدامات والتعذيب، حقيقةً كان هذا إجراء أدى إلى فتح متفنس ومناخ للمجتمع الإيراني حيث خرج الملايين من أبناء الشعب الإيراني إلى الشوارع والحالة التي أدت بعد سنتين إلى سقوط الشاه؛ لذلك الملالي منذ اليوم الأول بدأوا بالاعتقال وخنق الحريات خاصة منذ 20 يونيو/ حزيران 1981.. لم يكف النظام يومًا واحدًا من الإعدامات، وحقيقة إذا أعلن النظام يوما واحدا عن أننا سوف لن نعدم فستكون هناك حالة من الغليان في المجتمع الإيراني كله، لذلك النظام الإيراني مستمر بالإعدامات.. هذا النظام أيضا يؤكد على الإعدامات في المرأى العام وأمام أعين الناس.. الهدف من هذه الاعدامات هو بث الرعب والخوف في داخل المجتمع الإيراني المستاء، للحيلولة دون تفاقم النقمة الشعبية لإسقاط هذا النظام. وإكمالًا لهذا الحديث، فإن إيران للأسف تتصدر قائمة البلدان التي تنفذ عقوبة الإعدام... وأكثر من 5000 شخص الآن محكوم عليهم بالإعدام في سجون النظام وحوالي  200 منهم من القاصرين أعمارهم  أقل من 18 عامًا.

كيف ترون تصريحات الإدارة الأمريكية بـالسعي نحو "تمزيق الاتفاق النووي"؟ وتداعيات ذلك على النظام الإيراني؟

لابد أن نقول ونذكر بعض النقاط المهمه جدا:

أولًا، المقاومه الإيرانية هي التي كانت الجهة الرئيسيه لفضح المشاريع النووية للنظام  الإيراني ولا جهة استخباراتية في العالم ولا حتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يكن لها الدور الأساسي في الإعلان عن ذلك، بل المقاومة الإيرانيه هي التي كشفت منذ العام 2002 عن هذه المواقع السرية للنظام الإيراني.. هذه النقطة الأولى ثم  طبعا جاء دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإلى آخره لمتابعه إعلان المقاومة الإيرانية.

 النظام يعيش عداوة خاصة مع السعودية.. نظام ينظر في نفسه كولي للفقيه لابد وأن يتولى الحرمين

ثانيًا، القوه المحركة والديناميكية من أجل جعل القضية النووية الإيرانية كملف مطروح على مجلس الأمن ثم وصولا إلى العقوبات الدولية هي المقاومة الإيرانية والشعب الايراني.. ولا جهة في العالم كانت مصرّة ومتابعة للأمر كما اصرت وتابعته هذه المقاومة.. الديناميكة في هذا الأمر للمقاومة الإيرانيه التي منذ بداية الأمر دعت المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على هذا النظام ونقلت ملف المشروع النووي الإيراني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مجلس الأمن ومن ثم تشديد العقوبات وصولًا إلى العقوبات على مبيعات النفط ووقف العمل المصرفي مع النظام .. وكل الأمور التي وضعت النظام الإيراني تحت هذه العقوبات.. المقاومه الإيرانية هي صاحبة الدور الرئيسي  بمسافة كبيرة جدًا عن دول وجهات دولية  أخرى.

ثالثًا، مع الأسف الشديد -ورغم تحذيرات المقاومة الإيرانية- عندما جلس الغرب مع هذا النظام ضمن مجموعة 5 +1 في وقت كان فيه هذا النظام في أضعف أحواله وكان بالإمكان قلع الأنياب النووية له من الجذور وتقليص الإمكانيات الموجودة لدى النظام لتخصيب اليورانيوم وكل الأمور التي كان يحتاجها النظام لتصنيع القنبلة الذرية، مع الاسف لم يبد الغرب خاصة إدارة أوباما هذه الجدية الكافية.. فقد قدمت هذه الإدارة تنازلات عديدة وغير مبررة للنظام الإيراني وكسب النظام كثيرًا، على سبيل المثال لم يقبل النظام أي تحجيم على مشاريعه الصاروخية أو التدخل في البلدان الأخرى علي حساب أمنها واستقرار هذه الدول، ولذلك نرى أن الاتفاق النووي لم يكن مجديًا تمامًا.

الأهداف الإيرانية في المنطقة معلومة، وفكرة "التمدد" التي أعلن عنها الخميني واضحة. في ذلك الصددد كيف تترجمون تحركات إيران في سوريا واليمن؟ ورغبة إيران في هذين البلدين وارتباطاتهما المختلفة؟

النظام لا يستطيع أن يتخلى عن فكرة التمدد؛ لأن ولاية الفقيه بدون تمدد تموت داخل إيران. لذلك موضوع التمدد ووجود مناطق نفوذ خارج الحدود الإيرانية هو أمر مرتبط بحياة وبقاء هذا النظام.. النظام يقول بملئ فمه إنه إن لم نقاتل في سوريا واليمن علينا أن نقاتل في طهران وأصفهان.. النظام يواجه معركة حقيقية مع الشعب داخل إيران.. الشعب الذي يريد إسقاط هذا النظام ونظام بهذا التمدد يصر علي نقل ساحات معركته إلى خارج إيران.

ان مشروع النظام الإيراني هو فرض هيمنته على كافه الدول العربية وغير العربية في المنطقة. في اليمن طبعا النظام ينظر في فرض هيمنته على باب المندب وعلى البحر الأحمر، لكن الهدف والغاية الأولى له هي حصر المملكة العربية السعودية؛ لأن هذا النظام يعيش عداوة خاصة مع المملكة؛ بسبب الحرمين الشريفين.. نظام ينظر في نفسه كولي للفقيه الذي لابد وأن يتولى هذين الحرمين. لذلك هناك عداوة معمقة مع المملكة.. واليمن طبعا هدفه الرئيسي أولا فرض الحصار على السعودية وزعزعة الأمن في المملكة.. أما سوريا، فالنظام الإيراني ربط مصيره بمصير بشار الأسد؛ لأنه بدون بشار وإذا سقط فإن النظام لا يستطيع أبدًا الحفاظ على حزب الله وجميع التيارات الذي أوجدها خلال هذه الفترة، ولذلك فإن سقوط بشار الأسد يعني بداية سقوط ولاية الفقيه في طهران.

 النظام الإيراني يستميت من أجل البقاء في السلطة.. سقوط بشار الأسد يعني بداية سقوط ولاية الفقيه في طهران

وهل يسمح النظام الإيراني بإيجاد حل سياسي؟

في الحقيقة النظام الإيراني منذ البداية هو نظام يعيش في الأزمات، لكن فيما يتعلق بالقضية السورية بالتحديد فإن النظام الإيراني كما فعل تمامًا بسنة واحدة من الانتفاضة السلمية التي شهدتها سوريا والنظام الإيراني كان له الدور الأساسي من دفع النظام السوري لعسكرة الثورة ومن أجل قمعها بجميع الأساليب التعسفية، واستخدام الجيش ضد الحركات السلمية والمظاهرات السلمية للمواطنين السوريين، وهذه هي تجربه النظام تجربته التي خرج بها من انتفاضة الشعب الإيراني ضده في العام 2009  كما قام النظام بقمع الانتفاضة في إيران فلذلك فان النظام لن يقبل بأي حل سياسي في سوريا لأن الحل معناه نقل السلطة ورحيل بشار الأسد النظام.

النظام الإيراني يستميت على بقائه في السلطة، ولذلك بالقوة وبقمع الشعبين الإيراني والسوري مهما كان حجم المجازر ومهما كان عدد المشردين ومهما كان عدد السجناء والجرحى.. هذا النظام ربط مصيره بمصير بشار الأسد.. إن هذا النظام لا يقبل بأي حل سياسي بمعني تحقيق مطالب الشعب السوري.. النظام يسعى لإبقاء بشار الأسد بقوه السلاح والدمار والعنف بقدر ما يستطيع؛ فلذلك يجيب ألا يعطى لهذا النظام أي دور في أي مفاوضات سياسية؛ لأن دور هذا النظام فقط هو الإرهاب  والتخريب وهذا ما يؤكده إخواننا في الائتلاف الوطني السوري المعارض، يؤكدون وكما صرح رئيس وفد الهيئة العليا للتفاوض في جنيف د. نصر الحريري حيث أكد استحالة وجود أي دور للنظام الإيراني بسبب ممارسته والموقف المخرّب الذي يتبناه تجاه القضية السورية.

اقرأ أيضًا:

معارض إيراني: 3 ركائز يحفظ بها النظام ديكتاتوريته.. و4 آليات لمواجهة طهران

بالصور.. اختراق 14 ثكنة للتدريب على الإرهاب تابعة لقوات الحرس في مناطق متفرقة بإيران