المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

د. وليد البني لـ أنا برس المعارضة العسكرية والأسد مجرد أدوات على الأرض بأيدي الاعبين الدوليين

 
   
12:05

http://anapress.net/a/168116138358916
406
مشاهدة


د. وليد البني لـ أنا برس المعارضة العسكرية والأسد مجرد أدوات على الأرض  بأيدي الاعبين الدوليين

حجم الخط:

في ظل التطورات الكبيرة والمتسارعة التي تشهدها الساحة السورية على المسارين السياسي والعسكري، انطلاقاً من اجتماعات المعارضة السورية في جنيف الأخير ووصولاً إلى الاتفاق المبرم تحت رعاية قطرية والذي يفضي الى إخراج أهالي كفريا والفوعة مقابل استكمال عملية تهجير أهالي ريف دمشق المتمثل بـ"مضايا والزبداني"، كان لـ "أنا برس" لقاء حواري مع المعارض السوري الدكتور "وليد البني" لتسليط الضوء على مجريات الأمور وإلى تفاصيل اللقاء.

تحدث البني خلال اللقاء حول الملفات السياسية المطروحة والمشهد السوري بشكل عام، وكذا التطورات الميدانية التي تشهدها سوريا، في ضوء تسارع الأحداث.

بدايةً ما هو رأيكم و تصوركم بالمشهد العام لما يحصل من تغييرات سريعة على الساحة السورية؟

سوريا تمر بمرحلة من التخبط الكبير تحت أنظار المجتمع الدولي الذي يراقب بصمت ما يحدث على أراضيها، فجميع الفصائل المتنازعة داخل الأراضي السورية ممن يصنفوا تحت المسميات الإسلامية وغيرها من المعتدلة تُركت لتمارس الصراع وحيدة أمام قوات الأسد وحلفاءه الذين دمروا القسم الأكبر من البلاد، وذلك ريثما يتم التوصل إلى توافق أمريكي روسي حول حل ما وهو الأمر الذي لم يتم الوصول إليه بعد.

 سوريا تمر بمرحلة من التخبط الكبير تحت أنظار المجتمع الدولي الذي يراقب بصمت ما يحدث على أراضيها

وعلى الرغم من التحركات الأخيرة التي حدثت على أطراف العاصمة السورية دمشق فالأمر باعتقادي لا يتعدى التحرك المحلي الذي لن يحقق أي نتائج على الأرض على الرغم من الحماس الكبير الذي رافقها، فالأمر واضح بأن هناك إرادة دولية بعدم دخول فصائل الثوار لمدينة دمشق وبالتالي لن يسمح أحد بسقوط بشار الأسد بهذه الطريقة التي تسعى من خلالها بعض الدول الإقليمية أو الإسلامية إسقاطه بها.

أنا أعتقد أن القضية السورية لم تعد صراعًا ما بين المعارضة والنظام وإنما امتدت لتصبح إقليمية دولية وأي حل يتحدث عن عودة سورية لتكون دولة ذات مؤسسات وإلى ما هنالك يجب أن يتم بعد توافق دولي إقليمي، وهو ما يصعّب مسألة الحل للأسف.

المؤسف أن بعض اللاعبين الإقليميين المتمثلين بإيران وحزب الله أو حتى بعض الدول التي تدعم النصرة أو الفصائل الإسلامية تمارس في الحقيقة لعبة شدّ الأصابع على الأراضي السورية، والتي ربما تقضي في نهايتها على الرغم من كل القتل والدمار بمصالحة العار -في إشارة  للاتفاق الأخير الذي تم ما بين "جيش الفتح وميليشيات الأسد" تحت رعاية قطرية-  إن الدعم الكويتي السعودي "الحركة السلفية الجهادية" هو المحرك الأساسي لمعركة دمشق وهي لا تتعدى أن تكون رسالة إلى إيران ورسيا بأننا قادرون على زعزعة استقراركم في أي وقت نشاء وأنّه لا يمكنكم السير بمفردكم لحل القضية السورية دون الرجوع إلينا.

هل تتعقد بأن المعارضة السورية قادرة على اتخاذ قرارات من شأنها التأثير على الدول الراعية لوقف إطلاق النار؟

لا المعارضة السورية ولا قوات النظام تستطيع فعل أي شيء بهذا الخصوص فكلاهما يستخدمان كأدوات في الحرب ليس إلا، اللاعبون الأساسيون هما الأطراف الدولية والإقليمية وبالتالي من الصعب جداً التأثير على القرارات المتخذة من قبل الأخير بما يخص القرارات المفصلية التي تتخذ للشأن السوري.

 لولا الضغط الذي مورس من قبل الحكومة التركية على المعارضة لم تكن لتذهب إلى أستانا

بناء على ما سبق ما هو الهدف من ذهاب وفد المعارضة إلى أستانا ومنه إلى جنيف؟

لولا الضغط الذي مورس من قبل الحكومة التركية على المعارضة لم تكن لتذهب إلى أستانا لا سيما أننا جميعاً شاهدنا الاجتماع التحضيري لممثلي الفصائل العسكرية الذي انعقد في أنقرة بداية ومنه إلى أستانا، لأن تلك الفصائل مضطرين للتماشي مع القرارات التركية صاحبة الحدود التي يتم عبرها إدخال الدعم الى تلك الفصائل وأضف على ذلك الرضى القطري الداعم الإقليمي الذي كان له الباع الأكبر بدفع المعارضة للذهاب إلى أستانا، وفي ذات الوقت لم نجد اهتمامًا من الجانب الأوربي بالمقارنة مع المساعي التي بذلتها روسيا وتركيا، وعليه فلن يتم إحداث أي تغيير بتصوري من قبل هذه الاجتماعات.

ما هو تصوركم عن الاتفاق الأخير الذي يفيد بالوصول إلى اتفاق بين جيش الفتح وقوات الأسد بتهجير أهالي كفريا والفوعة مقابل خروج أهالي الزبداني ومضايا تحت رعاية قطرية؟

الاتفاق الذي تم التوصل إليه هو " اتفاق العار" فهو ينم عن عملية تطهير عرقي كارثية بالحقيقة، فهي تؤمّن لحزب الله وإيران عملية امتداد سيطرتهم من الحدود السورية حتى الحدود اللبنانية التي تتمثل بالسيطرة على محور الزبداني وسرغايا ومضايا، و تتمكن على إثره من إخراج نحو 2000 مقاتل من ميليشيات لبنانية وإيرانية من كفريا والفوعة، والتي ستعطي النصرة المساحات الأكبر في مدينة إدلب لتنشأ أماكن وجودها، وهو ما سيسهل على القوى الدولية لاحقاً " أمريكا وروسيا" وبدون أي اعتراض من المجتمع الدولي بضرورة تدمير مدينة إدلب فوق ساكنيها.

تركيا أعلنت عن انتهاء عملية درع الفرات ما الذي تتوقعون حدوثه خلال الفترة القادمة لاسيما من قبل القوات الكردية التي تسيطر على مساحات واسعة في الشمال السوري.. كيف ترى الأمر؟

الإعلان التركي أتى بعد فشل الأتراك بالحصول على الموافقة بإنشاء المنطقة التي أرادوها في الشمال السوري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الأمر ذاته استثناء أو حذف الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني من السيطرة على تلك المناطق وإنهاء وجوده بشكل كامل حتى لا يكونوا نواة التشكيل الكردي في جنوب تركيا لمنع زعزعة الأمن القومي التركي، إضافة إلى أن الجانب التركي لك يستطع أن يقنع الولايات المتحدة بأنه هو البديل لذلك تم الإعلان عن انتهاء عملياتها، وكان هذا الإعلان هو بمثابة رسالة إلى الولايات المتحدة بأننا لن نشترك بالحرب على الإرهاب المسمى "تنظيم الدولة داعش" بالطرق التي تريدونها إلا بعد أن يتم التوافق معنا وفق أسس يتم وضعها لاحقاً.

 الإعلان التركي أتى بعد فشل الأتراك بالحصول على الموافقة بإنشاء المنطقة التي أرادوها في الشمال السوري من قبل الولايات المتحدة

 هذا الانسحاب لا يمكن أن يعتبر بمثابة إنشاء إقليم كردي في الشمالي السوري لا سيما بعد عمليات الضغط الكبيرة التي موست على صالح المسلم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والتي منعته في وقت سابق من لافع العلم الكردي من أجل استقطاب العرب للانضمام إلى مسمى حماية الشعب الكردي التي تعتبر نفسها المسؤول الريس عن حماية المنطقة فلذلك لا أتوقع على الرغم من مساعي المسلم قدرته على إنشاء إقليم أو فيدرالية في الفترة القامة.

هل تعتبر تركيا بدخولها إلى الأراض السورية عسكرياً خاسرة من الناحية الاستراتيجية؟

نعم تركيا خسرت الكثير من خلال معركة درع الفرات من الناحية السياسية والاستراتيجية فمقابل سماح روسيا للقوات التركية التوغل في الأراضي السورية من أجل منع القوات الكردية من وصل منطقة جرابلس بعين العرب لتأمين حدودها قدر الإمكان  فقد خسرت أمامها ثقة الشعب السوري الذي كان يعتبرها الحاضن الأكبر للثورة السورية، إضافة إلى بناءها لسيناريو تسليم مدينة حلب بهذا الشكل كان له دور سلبي على الدولة التركية، حيث أنه لم يتوقع أكثر المتشائمين من أنصار الثورة السورية أن تكون في يوم ما تركيا حليفاً للعدو الأول والمحتل الأكبر الذي ساند الأسد وساهم بتدمير وقتل وتشريد أبناء الشعب السوري.

وبالتالي خسروا من الناحية الأوربية حيث أن الاتحاد الأوربي يدخل بتنافس مع روسيا التي تحاول بدورها تقييد الحريات ضمن الاتحاد الأوربي باعتبار أن بوتين من ألد أعداءه أن يكون لدى الشعوب أي مساحة من الحرية والدمقراطية.  كل المحبة والخير لتركيا والشعب السوري ولكن كل ما أخشاه أن تعود الطموحات المفرطة من قبل الحكومة التركية عليها بالنتائج السلبية.

**اختتم البني حواره  بكلمة إلى الشعب السوري، أكد فيها أنالدعوة لأسلمة الثورة جاءت بالويل على الثورة السورية حيث أبعدت عنها الكثير من الحكومات والشعوب وحتى بين أطياف المجتمع السوري الواحد.