ميشيل كيلو لـ "أنا برس": أؤيد مشروعة الفيدرالية في الشمال السوري ولكن

شهدت المناطق الشمالية الشرقية في سوريا تسارعاً كبيراً خلال الفترة الماضية في الأحداث والخطوات الحثيثة من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي تسعى للسيطرة على أكبر قدر من المساحة الجغرافية معتمدة على الغطاء الجوي والدعم العسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية من خلال قيادتها للتحالف الدولي، ما يجعل قوات "قسد" في سباق مع الزمن أمام التقدم اللافت لقوات الأسد والميليشيات المساندة لها على الأرض والتي كان اخرها التقدم نحو مدينة دير الزور.

قوات سوريا الديمقراطية التي تحاول جاهدة تحقيق مشروعها الفيدرالي في الشمال السوري دعت قيادتها إلى الإعلان عن تشكيل مجلسي مدني لإدارة شؤون المدينة التي تحاول السيطرة على أريافها الغنية بموارد النفط والغاز وهو ما بدى جلياً حيال سيطرتها مؤخراً على حقل كونيكو للغاز الذي يُعد أحد أكبر الحقول المنتجة للغاز في الشمال السوري.

وفي هذا السياق تحدث المعارض السوري ميشيل كيلو  لـ "أنا برس"، عن تأييده لمشروع الفيدرالية اذا توافق عليه السوريون ويضعون له حدود تجعل منه مشروعاً يخدم مصالح الشعب السوري بالكامل، وليس ذلك المشروع الذي تفرضه فئة ما بالقوة على الشعب السوري، فعلى سبيل المثال هناك فيدرالية في نيجيريا وأخرى في سويسرا وألمانيا فأي فيدرالية سنختا؟ هنا السؤال، أما إذا كنا نتحدث عن خيار فيدرالية للأكراد الذين لا يتعدوا الـ 10% في أحسن الأحوال فهذا لاقرار سيكون استفزازياً للأطراف الأخرى. وفق كيلو.

وأشار كيلو إلى أن "إخواننا الأكراد يضعون الهدف الصحيح أمامهم والخيار الأفضل للشعب، لكنهم في ذات الوقت يتبعون جميع السبل الخاطئة للوصول إليه، وهنا يجب علينا كسوريين أن نجتمع مع بعضنا تحت رأي واحد يختاره الجميع وعندها يمكن أن نقرر مستقبل البلاد بفيدرالية أو غيرها".

وحول إعلان مجلس دير الزور العسكري مؤخراً عن إنشاء مجلس مدني لدير الزور قال ميشيل كيلو: إنها مسألة تنظيمية بإعتقادي وليس حق تقرير مصير وليس خيار نهائي، إنما هي عبارة عن خطوة تم اتخاذها لإيجاد غطاء للدخول إلى المعركة وأن لديه مرجعية في القرار الداخلي من أبناء المنطقة تمثلاً بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً التي لا أعرف مدى سوريتها أو ديمقراطيتها.

بالتالي -وفق كيلو- فإن مدينة دير الزور ليست مدينة كردية ولن تكون وكذلك الحال نفسه بالنسبة لمدينة الرقة، ولكن هناك سابقة من نوعها وهي مدينة تل ابيض التي استولت عليها قوات سوريا الديمقراطية معتبرة إيها كجزء من كردستان الكبرى.

ومن ثم فإن جميع الخيارات -حسب كيلو- ما تزال مفتوحة أمام مدينة دير الزور ولم يتم تحديد مصيرها بعد، لكن في حال اعتبرت المدينة كردية وأُخضعت لسيطرة الأكراد ستكون أول خطوة في افشال مشروع الفيدرالية، وستتسبب بإندلاع حرب أهلية أخرى بين العرب والأكراد، بالتالي فإن الوصول إلى الهدف لا يبرر لك الإعتداء على حقوق الغير وللأسف هذا ما وقعت به سياسة الأكراد مؤخراً.

وكان اتحاد العشائر العربية والتركمانية قد أصدر بياناً رفض من خلاله الإجراءات المتخذة من قبل قوات سوريا الديمقراطية وناشد من خلاله الجيش التركي للتدخل لإيقاف الزحف الكردي، متعهدين بالزج بابنائهم تحت قيادته إلا أنهم وبحسب "كيلو" غير قادرين على إيقاف هذا المشروع لأسباب كثيرة بحسب تعبيره.

وعن التصريحات الأخيرة من قبل مستشارة الأسد بثينة شعبان التي هددت من خلالها قوات سوريا الديمقراطية باعتبارهم عصابة علّق عليه ميشيل كيلو بأن تصريحاتها تُعتبر من أطرف الطرائف كون نظام الأسد الذي يتشدق بالعلمانية لم يُبق أي نوع من العصابات الطائفية إلا وأتى بها إلى سوريا، وأن "الجيش العربي السوري" الذي دفع ثمن سلاحه الشعب السوري تم استخدامه من قبل عصابات الإجرام في سوريا لهدم حضارتها الممتدة لآلاف السنيين، ناهيك عن استخدامه للسلاح الكيماوي لـ37 مرة بحسب تحقيقات دولية.