المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

الموت يلاحق السوريين.. الموت برداً في مخيمات الشمال

 
   
11:41

http://anapress.net/a/74141592398113
404
مشاهدة


الموت يلاحق السوريين.. الموت برداً في مخيمات الشمال

حجم الخط:

"ما الفرق من الموت تحت القصف أو الموت برداً، لعل الموت تحت القصف يخرج شخص من العائلة بخير، لكن البرد يقتل العائلة بأكملها؛ مأساة السوريين لا تنتهي" يقول "محمد عثمان" من سكان مخيم ضياء3.

توفيت عائلة نازحة من بلدة كفرومة جنوب إدلب، اختناقا في مخيم الضياء3، شمالي غربي سوريا والمؤلفة من 4 بسبب استخدام مواد غير صحية في عملية التدفئة في ظل موجة البرد الشديدة والظروف المأساوية التي تعاني منها مخيمات النزوح في الشمال السوري.

يروي "محمد سفيان" من سكان مخيم (ضياء 3) قصة مقتل عائلة جاره (محمد حمادي)، لـ "أنا برس" قائلاً: "بعد تهجيرنا من ديارنا بسبب القصف الهمجي الذي طال بلدتنا بريف إدلب الجنوبي، إضطرارنا إلى النزوح عنوةً خشية من الموت؛ فتنقلنا بين العراء ومراكز الإيواء حتى تم افتتاح مخيم الضياء 3 يأوينا وعائلاتنا من البرد الشديد..

جاءت المنظمات ووزعت لنا الخيم وأغطية خفيفة لا تفعل شيئاً في ظل هذا البرد؛ فما كان علينا الا شراء وسائل تدفئة على حسابنا الشخصي، فما كان علينا إلا أن نشتري أسوأ أنواع التدفئة لانخفاض ثمنها وهو (الفحم الحجري)، ومن المعروف عن الفحم الحجري أنه يحرق الأكسجين من الأماكن المغلقة".

ويضيف "سفيان" في حديثه لـ أنا برس؛ "نزحت عائلة حمادي مؤخرا من مكان نزوحها في مدينة بنش بريف إدلب لتقيم في خيمة قامت بشرائها بسبب تخلي المنظمات الإنسانية عنهم، وعدم توفر فتحات تهوية في الخيمة وبسبب انخفاض درجة الحرارة اضطرت العائلة لإيقاد مدفأة الفحم الحجري داخل الخيمة الأمر الذي تسبب باحتراق الأوكسجين داخلها ووفاة جميع من كان بداخلها (مصطفى حمادي وزوجته واثنين من أبنائها)".

ويضم المخيم نحو 600 عائلة، يعانون ظروفاً إنسانية مأساوية زادتها سوءا الظروف الجوية القاسية في هذا الشتاء، ويضطر نازحون من ريف حلب وإدلب على الحدود السورية التركية، إلى شراء خيامهم على نفقتهم الخاصة بعد نزوحهم بسبب القصف المكثف على منازلهم من قبل روسيا وقوات النظام، في ظل غياب المنظمات الإغاثية المسؤولة عن مساعدتهم، حيث يبلغ سعر الخيمة الواحدة نحو 85 ألف ليرة سورية؛ إضافة الى شراء مستلزمات التدفئة حيث تتفاوت أسعار مواد التدفئة، ( المازوت 800 ل.س، البيرين 110 ل.س، الحطب 85 ل.س، الفحم الحجري 50 ل.س).

وقال فريق "منسقو استجابة سوريا" على معرفاتهم الرسمية؛ أن " أكثر من تسع حالات وفاة في المخيمات نتيجة البرد والحروق والاختناقات"، في ظل استمرار موجات النزوح للمدنيين من أرياف إدلب وحلب.

وناشد الفريق المنظمات الإنسانية لـ مساعدة النازحين في المخيمات في ظل الانخفاض الكبير في درجات الحرارة وعدم قدرة النازحين تحمل تكاليف التدفئة ضمن المخيمات.

وذكر مراسل "أنا برس" في المنطقة، أن أمس الثلاثاء، سجلت أول حالة وفاة لطفل بسبب البرد في إحدى مخيمات أطمة بريف إدلب الشمالي، وهو الطفل "عبد الوهاب أحمد الرحال" والذي يبلغ من العمر سبعة أشهر، نتيجة البرد في خيمتهم المهترئة في مخيم الجزيرة تجمع مخيمات أطمة شمال إدلب، حيث قامت عائلته الفقيرة والنازحة من مدينة خان شيخون بنقله الى المستشفى إلا أنه كان قد فارق الحياة، وشخص الأطباء وفاته بسبب البرد".

وأضاف؛ " سجلت اليوم الخميس ثاني حالة وفاة لطفل بسبب البرد شمال سوريا، بعد وفاة طفلة نازحة من الغوطة الشرقية إلى منطقة عفرين بريف حلب، هي الحالة الثانية التي يؤكد وفاتها طبياً بسبب البرد الذي يجتاح المنطقة وسط أوضاع إنسانية صعبة يعيشها مئات آلاف النازحين".

وقالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير أصدرته اليوم، إنها وثقت مقتل 167 مواطنا سوريا بينهم 77 طفلاً، قد توفوا بسبب البرد في سوريا منذ آذار 2011، موجهة نداء عاجلاً لإغاثة قرابة 700 ألف مهجر قسرياً مؤخراً بسبب هجمات الحلف الروسي الإيراني السوري على شمال غرب سوريا، في ظل موجة البرد التي تضرب المنطقة.