المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

قمر كيلاني.. "المتمردة الذهبية" على تقاليد المجتمع

 
   
16:22

http://anapress.net/a/247326797982822
2669
مشاهدة


قمر كيلاني.. "المتمردة الذهبية" على تقاليد المجتمع

حجم الخط:

موهبةٌ بارزة وطموحٌ جامح امتازت بهما الكاتبة الدمشقية قمر كيلاني منذ نعومة أظافرها، مكناها من أن تضع أعمالها الأدبية وغير الأدبية في موقع الصدارة، وأن يحتل اسمها موقعًا بارزًا بين مثقفي جيلها رغم عدم الاهتمام بدور المرأة آنذاك، لتستطيع الكاتبة أن تحفر اسمها بثبات وأناة إلى أن دخلت في موسوعات عالمية بين أعلام القرن.

ولدت قمر كيلاني في دمشق عام 1928، تخرجت في كلية الآداب جامعة دمشق، ونالت دبلوم في التربية، بدأت العمل كمدرسىة للغة العربية وآدابها في المعاهد العليا لإعداد المدرسين، وتولت مسؤولية النشاط الثقافي لاتحاد الكتاب العرب، نالت كيلاني عضوية اللجنة الوطنية لليونسكو والمكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب.

في الفترة من 1967 وحتى 1971 عملت كيلاني كرئيسة للجنة الإعلام في الاتحاد العام النسائي، كما نالت عضوة عدد من المنظمات منها لجنة التضامن الآفرو آسيوي، ولجنة الدفاع عن الوطن وحماية الثورة، واللجنة العليا لدعم العمل الفدائي، واللجنة المركزية لمحو الأميـة.

مؤلفات

تنوعت مؤلفات الكاتبة السورية ما بين القصة والرواية والدراسات. في مجال الرواية كتبت كيلاني: "أيام مغربية"، "بستان الكرز"، "الهودج"، "حب وحرب"، "طاير النار"، "الأشباح"، "الدوامة". أما في القصة فلها عدد من المجموعات القصصية منها "عالم بلا حدود"، "الصيادون ولعبة الموت"، "امرأة من خزف"، "اعترافات امرأة صغيرة"، "المحطة"، "حلم على جدران السجون". فيما نُشِر للكاتبة عدد من الدراسات منها "التصوف الإسلامي"، "أسامة بن منقذ"، "امرؤ القيس".

كتبت كيلاني العديد من الدراسات في النقد والتراث، وتُرجِمت بعض أعمالها إلى عدد من اللغات منها الروسية والانجليزية والفرنسية، كما أُعدت العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة حول مؤلفاتها.

مسيرة

نشأت كيلاني في ظل ظروف مجتمعية لا تنال المرأة فيها حقوقها كاملة ولا يستساغ أفكار تحرر المرأة وعملها في الصحافة أو الأدب، ومن تلك الظروف التقليدية حفرت كيلاني طريقها بثبات وإصرار، بدأت موهبتها في الكتابة تتضح معالمها مذ صغرها إلى أن نشرت أول قصة لها بينما هي طالبة في الصف الثانوي في مجلة لبنانية بعنوان "شبح أم"، كما نالت قصتها "دمية العيد" جائزة أفضل قصة قصيرة في مسابقة أقامتها هيئة الإذاعة البريطانية.

عقب عملها في المعهد العالي للمعلمين، نشرت كيلاني سلسلة كتابات بعنوان "أوراق من دفتر التدريس"، وأهدته إلى الدكتور أمجد طرابلسي الذي قال لها في بداية عملها بالمعهد "نحن  لا نريد أدباء ولكننا نريد مدرسين للغة العربية" فقالت في الإهداء: "إلى أستاذي وصديقي فيما بعد الذي قال لي نحن لا نريد أدباء بل مدرسين".

أعمال بارزة

تفاعلت كيلاني مع الواقع المحيط بها في  مراحل متعددة؛ ففي روايتها "الدوامة" التي اعتبرت من أفضل 100 رواية عربية، تناولت كيلاني نكسة يونيو (حزيران)، متحدثة عن النساء اللواتي شاركن في العمل الفدائي وفي المهام الوطنية، متخلين عن عزلتهم ومهامهم المنزلية،  وكانت عددًا من أعمالها الأخرى متأثرة بذلك الحدث الذي عبرت عنه أكثر من مرة في قصصها.

"نريد أن نتقارب حتى نتوحد أمام الكتل الكبيرة في العالم كأمة لها تاريخها وتسمو إلى مستقبلها"

وفي روايتها "بستان الكرز" تحدثت الكاتبة عن أهوال الحرب اللبنانية، فجمعت ما بين الفكر والسياسة والواقع، وأيضًا في روايتها "حب وحرب" رصدت الكاتبة مشاهد تمثيلية من حرب تشرين.

من أقوالها

*غيورون نحن جميعاً على الثقافة العربية، كمثقفين وكتاب وصحفيين، ولسنا ضد التطور الطبيعي، ولا ندير ظهورنا لزمن المواصلات والاتصالات ولكننا نريد أن نتقارب حتى نتوحد أمام الكتل الكبيرة في العالم كأمة لها تاريخها وتسمو إلى مستقبلها. صوت صيني واحد بمئات المئات من الملايين، وصوت أميركي بالملايين وآخر أوروبي لحق بالركب منذ سنين، فأين نحن وتعدادنا أيضاً بالملايين؟

*المجتمعات عموماً كلما قطعت شوطاً في ممارسة الحريات، وأعطت هامشاً عريضاً للمرأة، كلما برز العنف فيها كمشكلة تحتاج الى حل، أما في مجتمعاتنا التي تعاني من القهر والظلم، والحروب والكروب، ومن سلب الفرد قدراته على التحكم في مقدراته، فالعنف يبرز بأظافر وأنياب، وبأسباب ومن غير أسباب. وها هو العنف ينتقل في المظالم من الدوائر المغلقة الضيقة في الأسرة مثلاً الى الدوائر الأوسع حتى يصل الى الشوارع والمحاكم، وإذا كانت المطالبة بحقوق المرأة لكي تحفظها من العنف مطالبة مشروعة ومطلوبة، فإن استخدام هذه القوانين يجب أن يتم بقدر وبحذر من جانب المرأة نفسها، فلا تلجأ المرأة إليها إلا في الحالات القصوى، وفي الدرجات العليا، حفظاً لكرامتها من الامتهان، حتى ولو كانت في عين حقوق الإنسان.

*ولعل المرأة هي المرأة في كل زمان ومكان، كائناً لطيفاً، وجميلاً، وهي التي تحمل في أحشائها بذور الحياة، وهي التي تنثر من حولها الجمال والزهر، وعبق النظافة والصابون إن لم تجد العطر. موضوع مهم، ومثير، وهو العنف ضد المرأة، لكنه إلى جانب أنه خطير يتدرج في الاحتمالات من نسبة العشرات إلى المئات الى الألوف في أي مجتمع من المجتمعات. وإذا كان الرجل مسؤولاً عن العنف فإن المرأة أيضاً مسؤولة، وعليها كلما تدرجت في مقاييس الحضارة أن تكون قادرة على استيعاب موقعها وموطئ أقدامها ومطالبها التي هي في الصميم من حقيقتها كامرأة.