http://anapress.net/a/228975822190736
وفق البيان الصادر في العاشر من شهر آذار (مارس) الجاري عن المكتب التنفيذي لرابطة الكتاب السوريين، الذي يقر مبدأ الانتخاب الديمقراطي الحر لرئيس الرابطة، والذي بموجبه تم فتح باب الترشيح للمنصب، أعلن الشاعر السوري نوري الجراح ترشيح نفسه لرئاسة الرابطة خلفًا للمفكر الراحل صادق جلال العظم، في بيان نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وقال الجراح في بيانه: "لقد كانت الرابطة بالنسبة لكتاب الحرية السوريين الذين أنتمي إليهم أملاً قد رأى النور، وضمت نخبة من الكتاب والمثقفين السوريين والعرب الذين انتفضوا مع شعوبهم، وآمنوا بأهمية تأسيس جبهة ثقافية سورية تحارب هي الأخرى مع بقية الجبهات، منطلقين من مبدأ لا يرقى إليه الشك ألا وهو: المثقف بوصفه ضميراً أخلاقيا سامياً للمجتمع. وهكذا رأت رابطتنا النور مترفعة عن كل ما يسيئ إلى المعنى النبيل لأحدى أعظم الثورات في تاريخنا المعاصر، ملتزمة بما هتف له السوريون في الشوارع من مطالب الحرية والكرامة والعدل والتقدم. وبقيت شخصياً مواكباً لها منذ تأسيسها وحتى إجراء انتخاباتها الديمقراطية التي أفضت بترؤس الصديق الراحل المفكر صادق جلال العظم لها".
وأضاف: "اليوم تفخر الرابطة بأنها مثلت أول مولود ديمقراطي وأول انتخابات ديمقراطية نزيهة تجرى في جمعية سورية منذ نصف قرن من حياة الاجتماع السوري .لقد فجعنا جميعاً برحيل رئيس الرابطة المفكر صادق العظم، وصار لزاماً علينا اختيار رئيس جديد لتحمل المسؤوليات والمهام. وانطلاقا من اعتدادي بهذا الكيان الديمقراطي، وفخري بأني كنت أحد الفاعلين في تأسيسه، وتأكيداً لانتمائي الروحي والعملي للرابطة فإني أعلن ترشيح نفسي لمنصب رئيس الرابطة".
وأعلن الجراح عن برنامجه الانتخابي الذي سيسعى لتطبيقه حال فوزه برئاسة الرابطة والذي يتحدد في عدد من الخطط ومنها: الالتزام بالنظام الداخلي للرابطة واللوائح وروح البيانات التي أعلنتها والبناء على ما تم إنجازه من كيان جامع للمثقفين والكتاب السوريين حيثما كانوا، يمثلهم في العالم ومحافله، ويلبي احتياجاتهم الفكرية والحقوقية والإنسانية، ويحفظ ثوابت ثورة السوريين، ويضمن عدم الانحراف عن محدداتها التي لا تتسامح مع المجرمين والظلامييين. والعمل على تفعيل دور جميع أعضاء الرابطة من مختلف التخصصات والأجيال من خلال إنشاء وحدات عمل متخصصة للدفع بأحوال الرواية والشعر والقصة والمسرح والفكر والكتابة الصحفية وتكليف الأعضاء بقيادتها وتكوينها والمشاركة في وضع برامجها. فضلًا عن إنشاء الجسور وإبرام الاتفاقيات مع بقية روابط واتحادات ونقابات الكتاب في العالم العربي والعالم، لاسيما المستقلة منها، وتجيير تلك الصلات لتصبح في خدمة رابطة الكتاب السوريين وخدمة مبادئها وأهدافها.
وتضمن برنامج الجراح الانتخابي أيضًا: الاهتمام بالمنتج الأدبي والفكري لأعضاء الرابطة، ووضع برنامج نشر دائم، والترويج لأعمال الأعضاء ومساعدتهم على تقديم تصوراتهم ورؤاهم حول بلادهم في هذا الوقت وفي المستقبل. وتكريس مبدأ التعددية الثقافية واحترام الآخر والاختلاف والمغايرة داخل الرابطة، وإغناء العمل بالهويات الثقافية العريقة التي تتشكل منها سوريا، عربياً وسريانيا وكردياً وتركمانيا وصولاً إلى التنوع الفكري والإيديولوجي.
وأوضح الجراح أنه سيعمل حال فوزه على تعزيز دور المرأة/الكاتبة، وهو مشروع كبير عمل عليه عبر مجلة "الكاتبة" التي أسسها في التسعينات من القرن الماضي وضم خيرة الأقلام في تجربة رائدة لها قيمتها في تاريخ الثقافة العربية يعتد بها حتى اليوم، وتحتاج إلى أن تستأنف بصيغ متجددة، بالإضافة إلى الاهتمام بأدب الطفل السوري، الذي هو الضحية الكبرى والشاهد الأبرز على ما جرى ويجري لسوريا ومن حولها، وهو كاتب المستقبل الذي سيكون على عاتقه مسؤولية إبداع الغد وآفاقه، وانشاء ورشة متخصصة لانتخاب وترجمة الأعمال الأدبية لأعضاء الرابطة إلى لغات أخرى.
وضم البرنامج أيضًا خططًا لإقامة تظاهرات أدبية وندوات ومهرجانات ثقافية وورش كتابة ترعاها الرابطة، بالتشارك مع منظمات العالم الثقافية ومعارض الكتاب، وتطوير الاهتمام بالمجلة والموقع الإلكتروني للرابطة، وتأسيس منابر مطبوعة ومواقع إلكترونية جديدة إضافية منبثقة عن رابطة الكتاب السوريين. فضلًا عن ابتكار آليات أحدث وأكثر فعالية لاستقبال المقترحات والمبادرات المنتظرة من الأعضاء لتطوير عمل الرابطة من مختلف الأوجه.
جدير بالذكر أن رابطة الكتاب السوريين قد تأسست عام 2012، بعد دعوة قادها سبعة من مثقفي سوريا هم صادق جلال العظم ونوري الجراح وفرج بيرقدار وخلدون الشمعة ومفيد نجم وياسين الحاج صالح وحسام الدين محمد، لتكون تجمُع لكافة أطياف المثقفين السوريين وأول تشكيل نقابي مستقل للسوريين بعد الثورة.