المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

شهر كامل على الهدنة في سوريا.. سبع إيجابيات لا يمكن تجاوزها

 
   
14:00

http://anapress.net/a/841794817010564
280
مشاهدة


شهر كامل على الهدنة في سوريا.. سبع إيجابيات لا يمكن تجاوزها

حجم الخط:

منذ إعلان الهدنة في سوريا بتاريخ 27 فبراير/ شباط الماضي، بدت ملامح اتفاق دولي على تلك الهدنة، إذ تحولت سماء سوريا عند الساعة الثانية عشر من مساء يوم الجمعة 26 فبراير/ شباط إلى هدوء تام هو الأول من نوعه في سوريا منذ ما يقارب الخمس سنوات. خرج السوريون حينها إلى أسطح أبنيتهم ليسمعوا صوت الصمت وينعموا بالهدوء، وتحولت بعدها أيام آذار أكثر أيام سوريا الربيعية تفاؤلاً، وقدمت سبع إيجابيات وأكثر للشعب السوري منتظر البلد الآمن.

"تخيل سماء سوريا من دون طائرات حربية" أمنية كانت للكثير من السوريين الذين جربوا معنى طلعات الطيران الحربي اليومية في سماء مدنهم وقراهم وخصوصاً عندما تفرغ تلك الطائرات حمولتها.

يقول أبو محمد، 40 عاماً، من ريف دمشق " كنا نحلم بأن لا يقوم الطيران بطلعات فوق ريف دمشق والغوطة الشرقية تحديداً، لأن كل طلعة له يعني غارة وكل غارة تعني ضحايا، ونحن تعبنا من الموت والدماء، وأصبحنا فقط ننتظر الموت، لذلك كانت هذه الهدنة ضرورية جداً".

الكثير من المعارضين السوريين طالبوا فقط بإعلان الحظر الجوي في سوريا حتى لا تستمر آلة الموت بحصد الأرواح وحتى تصبح كفة المعركة متساوية. وباتفاق دولي واحد تحقق ما كانت المعارضة تطالب به منذ سنوات.

محمود، 33 عاماً، من حلب يوضح "الطيران كان الرعب الوحيد بالنسبة لنا، بمجرد توقف الطيران عن القصف على الأقل خرجنا من منازلنا، وتمكنا من زيارة أقاربنا والحصول على بعض الحاجيات في حين لم نكن نستطيع الخروج من منازلنا أبداً".

دخول المساعدات 

بشهادة دول ومنظمات إنسانية عديدة، شكلت الهدنة غطاء جيد نوعا ما لإدخال المساعدات على إختلافها إلى سوريا، إذ أعلنت وسائل إعلام عن دخول أول قافلة مساعدات خلال الهدنة، إلى مدينة معضمية الشام التي يحاصرها النظام

ليتم بعدها دخول عدد من قوافل المساعدات إلى بلدات سورية عديدة واقعة تحت الحصار كـ"الزبداني وكفريا والفوعا" بحسب ما أعلنه يان إيغلاند مستشار المبعوث الخاص للأمين العام المعني بسوريا.

وصلت بعدها مساعدات إنسانية روسية إلى سوريا وبحجم 60 طن ، كما أعلنت تركيا عن إرسال 23 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى سوريا.

كما شهدت مناطق سورية كثيرة وبسبب هدوئها حركة منظمات إنسانية وتقديم مساعدات أكثر بأضعاف عما كانت عليه الحال قبل الهدنة.

المجالس المحلية تتفرغ

من جهتها بدأت المجالس المحلية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بأعمال كثيرة أهمها حملات التنظيف للمدن والمناطق التي شهدت قصف عنيف.

فحتى المجلس المحلي لمدينة داريا المحاصرة بريف دمشق أوضح أن الحياة بدأت تعود للمدينة والطلاب عادوا إلى المدارس مؤكداً أن الهدنة انعكست بشكل إيجابي على المدينة.

كما شهدت مدينة حمورية بريف دمشق أيضاً حملات لتنظيف الشوارع انتهت حتى الآن بتنظيف أكثر من 80 بالمئة من أحياء المدينة ، بانتظار أن تستمر الحملات لتعلن المدينة خالية من الأوساخ أو بقايا الدمار.

فيما مدينة سراقب بريف إدلب أعلنت عن نظام إلكتروني لإنجاز المعاملات هو الأول من نوعه في سوريا كلها. واختتمت امس اجتماعاً لتقييم وضع المجلس.

الكثير من المجالس المحلية تحولت إلى "ورش عمل ضخمة"، وشهدت نوع من التنافس بين البلدات لإعلان أفضل بلدة ومجلس محلي على مستوى سوريا، علماً أن الهدنة لم يمضي عليها أكثر من شهر واحد فقط.

أعمال جديدة تبدأ

ما إن أعلنت الهدنة في سوريا، حتى بدأ مواطنون سوريون بافتتاح أعمال جديدة، وإعادة ترميم منازلهم وصيانتها، ورغم قلة الموارد المالية إلا أن البعض بدأ بالأعمال البسيطة.

أبو نزار، 47 عاماً من مدينة حلب، يقول "لدي والدين مقيمين في أوروبا ، كانا يرسلان لي بعض المال لاستطيع العيش، وكنت أمضي أيامي فقط، لكن الآن أصبح هنالك أمل، وطلبت منهما زيادة الدفعة على مدى الشهرين القادمين حتى أفتتح محل صغير كسوبرماركت لأعيش منه، وخصوصاً أن الأحداث ربما تنتهي قريباً في سوريا".

الكثير من المواطنين في الجنوب السوري – في درعا تحديداً – بدؤوا بترميم منازلهم " حتى من بقايا المنازل الأخرى المدمرة" أو عبر إعانات وصلتهم من منظمات إنسانية.

الحدائق السورية تكتظ بالناس

بغض النظر عن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام أو المعارضة، شهدت حدائق سوريا عموماً امتلاءا بالسوريين بعد سنوات من الحرب المتعبة.

آلاف الحلبيين في مناطق المعارضة منذ لحظات الهدنة الأولى خروجوا إلى حدائق حلب الرئيسية مع عوائلهم واحضروا معهم اطعمة أو حتى ألعاب لأطفالهم وتحدثوا لبعض وسائل الإعلام التي كانت حاضرة عن " فسحة انفراج بسيطة رغم غصات عديدة سببتها الحرب".

كما شهدت دمشق موجة كبيرة من قبل أهالي المدينة لزيارة المناطق الطبيعية إن كان في منطقة الربوة بمطاعمها،أو مناطق أخرى مازالت ضمن نطاق سيطرة النظام.

70% ضحايا أقل

ورغم كون قتل أو جرح مواطن سوري واحد يعتبر جريمة بحق الإنسانية إلا أن انخفاض عدد القتلى في سوريا يعتبر نوعا ما بادرة إيجابية باتجاه وصول عدد القتلى إلى الصفر.

فبحسب إحصائيات ثورية فقد وصل عدد القتلى في سوريا خلال شهر شباط إلى ما يقارب الألفين قتيل، فيما قتلى شهر آذار حتى اللحظة لم يصلوا إلى حدود الـ500 قتيل.

فيما انخفض عدد الجرحى والمصابين، كما انخفض معدل النزوح باستثناء النازحين من مدينة تدمر بفعل المعارك بين النظام السوري وتنظيم الدولة – داعش

كما شهدت مناطق من سوريا هجرة عكسية، إذ عاد مئات السوريين إلى مدينة حمص، ومناطق من حلب بعد تركها.

استراحة مقاتل

طرفي الصراع السوريين الأساسين " النظام والمعارضة" تركا أسلحتهما التقليدية واتجهوا وعادوا ليتذكروا قليلاً حياتهم المدينة.

الآلاف من مقاتلي المعارضة وتحديداً على جبهات كحلب ودمشق وحماه زاروا عائلاتهم بعد غياب لأشهر في الجبهات، وتفرغوا لأهتمامات أخرى غير القتال.

سامر، 28 عاماً، مقاتل في حماه يقول " تفرغنا على الأقل لبعض الأمور الشخصية، كزيارة الأهل ورؤية الأقارب أو حتى أمور بسيطة أخرى كالطعام الجيد أو الاعتناء بنظافتنا وغيرها من الأمور التي كانت غير ممكنة في أوقات الاشتباكات الشديدة".

فيما ركزت قوات النظام على جبهة تدمر وتركت باقي الجبهات هادئة، مع استمرار في القصف المدفعي، وهو ما أفسح المجال لنسبة جيدة من عناصر الجيش بأخذ إجازات لزيارة بلداتهم الخاضعة تحت سيطرة النظام.

العشرات من الإيجابيات الأخرى وفرتها الهدنة في سوريا، رغم خروقات عديدة حصلت ضمنها ، ويبحث السوريون اليوم عن إمكانية استمرارها أكثر وتطورها إلى حل سياسي نهائي في سوريا لأنهم تعبوا من خمس سنوات حرب دامية – على حد قولهم –