المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

طهران على صفيح ساخن... المجتمع الإيراني على شفا انفجار اجتماعي هائل‎

 
   
11:55

http://anapress.net/a/799655030041299
372
مشاهدة



حجم الخط:

نظامٌ يحمل مخططات خاصة وأحلام تمديد النفوذ والسيطرة على المنطقة بدوافع أيدلوجية طائفية، ينفق المليارات على حلفائه من أجل تسهيل مهمته في المضي قدمًا بمخططات الزعامة والسيطرة.. وشعبٌ يئن تحت وطأة ظروف اقتصادية خانقة جاءت كضريبة لتدخلات النظام الخارجية وسياساته الداعمة والمصدرة للإرهاب في المنطقة.. وانفجار اجتماعي وشيك تؤكده مؤشرات تصاعد موجات الاحتجاجات الداخلية ضد نظام الملالي الحاكم.

مشهد معقد في إيران، ما بين شعب تتزايد بداخله أصوات الرفض للسياسات الحكومية ومخططات نظام الملالي التي أوقعت البلد في مشكلات وضغوطات لا حدود لها، ونظام ماض في تدخلاته الخارجية وإنفاق "المليارات" في سبيل دعم حلفائه وأذرعه وخلاياه في دول المنطقة، بما يخدم على ذلك المشروع الفارسي الذي تتبناه طهران. فالمليارات التي أنفقها نظام الملالي على دعم نظام بشار الأسد في سوريا وكذا على دعم وتمويل الحوثيين في اليمن والعلاقة مع حزب الله ومجموعة الحلفاء والخلايا الأخرى يتم اجتثاثها من الاقتصاد الإيراني الذي بات يئن تحت وطأة تلك الإنفاقات غير الطبيعية.

وتشهد إيران موجة احتجاجات جديدة، وهي احتجاجات متكررة توقع محللون أن تصل في نهاية المطاف إلى موجة احتجاج مجتمعي عام في ظل استمرار نظام الملالي وقوات الحرس الثوري الإيراني في نهجها. حتى أن مصدرًا في المعارضة الإيرانية قد كشف لـ "أنا برس" عن نتائج إحصائية خطيرة تؤكد على "غليان المجتمع الإيراني" وهي الإحصائية السرية التي تم تسريبها من داخل نظام الملالي.

تكشف تلك الإحصائية عن أن 94% من الشعب الإيراني مستاؤون ولا يريدون هذا النظام و6%  البقية فقط هم من الحرس وقوات الباسيج وعوائلهم، وكل من ينتفع من هذا النظام، هم 6% من كل الشعب الإيراني.  الإحصائية نفسها تؤكد أن أكثر من 50% من الـ 94% الذين لا يريدون النظام أيضا يؤمنون بأنه لابد من قلب وإسقاط نظام الملالي. وهذا هو السبب الرئيسي للجوء النظام إلى كبت الحريات وخنقها، وهذا هو السبب الرئيسي لارتفاع عدد الاعدامات في إيران.. وطبعا جميع الممارسات التعسفية التي يلجأ إليها النظام؛ لأن الأمر مرتبط ببقاء واستمرار هذا النظام في الحكم. (اقرأ أيضًا:  أسرار وكواليس تنشر لأول مرة من داخل طهران.. معارض إيراني يكشف لـ "أنا برس" خفايا ملالي إيران).

وإيران بلد به 80 مليون و370 ألف نسمة، ونسبة كبيرة من المجتمع الإيراني في سن العمل ما بين 19 إلى 45 عامًا.. وبالنسبة للأوضاع الاقتصادية مع الأسف الشديد في هذا البلد، فإن 30 مليونًا من أصل 80 مليونًا فقراء.. خط الفقر في إيران أكثر من ثلاثة ملايين تومان، في الوقت اللذي لا يصل أجر العمال والمدرّسين إلى مليون تومان.. وفقط في طهران هناك أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل، ويصل تعداد العاطلين عن العمل في إيران إلى 12 مليون شخص، وفق عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى أفشار.

ويقول المحلل السياسي الخبير في الشؤون الإيرانية محسن أبو النور، إن طهران تشهد العديد من المشكلات الداخلية الناتجة عن سياسة النظام الإيراني وإنفاقه اللامحدود على دعم حلفائها في المنطقة، مثل بشار الأسد والحوثيين وغيرهم، وهو ما ولد في صفوف الإيرانيين غضبًا واسعًا تعبر عنه موجات الاحتجاجات المتكررة من آن لآخر في طهران، لاسيما أن الشعب الإيراني يرى أنه أحق بتلك الأموال في ضوء تزايد نسب الفقر والبطالة والمشكلات المجتمعية في ضوء الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تنذر بالمزيد من الضغوطات الاقتصادية والمشكلات المجتمعية في الداخل الإيراني

ومن المتوقع أن تتزايد تلك المشكلات –حسب أبو النور- على خلفية الاستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي ترامب مؤخرًا والخاصة بالتعامل مع إيران والاتفاق النووي، والتي هي سوف تزيد الأعباء الاقتصادية على إيران وتحرمها من العديد من مصادر الدخل الرئيسية والاستثمارات، ما يعني أن المرحلة القادمة هي مرحلة صعبة بكل تفاصيلها في إيران.

وبدورها، حيّت رئيسة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، المعتصمين والمتظاهرين في مدن مختلفة لاسيما آلاف المتظاهرين يوم الأحد في العاصمة طهران ممن نهبت مؤسسات وكيانات تابعة لقوات الحرس والسلطة القضائية وقوى الأمن الداخلي وغيرها من الأجهزة الحكومية أموالهم، وقالت إن هذه الاحتجاجات المستمرة والدؤوبة إن دلّت على شيء فإنها تدل بشكل سافر على إرادة الشعب الإيراني لإسقاط نظام الملالي الذي لم يجلب للشعب سوى الإعدام والتعذيب والتوحّش والنهب والابتزاز. وشددت على أن حضور النساء الشجاعات في الصف الأمامي للاحتجاجات ينم عن مشاعر الغضب والاشمئزاز التي تكنها النساء الإيرانيات المقموعات حيال النظام الفاشي الحاكم باسم الدين في إيران وسبّاقيتهن لتخليص إيران والإيراني من نظام ولاية الفقيه اللاانساني المعادي لإيران. (اقرأ أيضًا: تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران وتداعياته على الملف السوري).

ودعت رجوي عموم المواطنين لاسيما الشباب الغيارى بدءا من طهران وإلى سواحل بحر خزر (شمالي إيران) ومدن شيراز واصفهان وكرمان ومن الأهواز إلى مشهد وفي أرجاء الوطن إلى النهوض من أجل دعم المواطنين المنهوبة أموالهم. وأضافت أن ثروات الشعب الإيراني تستنزف تماما في خدمة تحكيم السلطة المشؤومة للنظام الفاشي الديني وإثارة الحروب وتصدير الإرهاب ويتم نهبها من قبل قادة النظام وأن الاقتصاد الإيراني هو أساسا بيد قوات الحرس، لذلك لا شرعية للعلاقات الاقتصادية مع هذا النظام وتكون كلها ضد الشعب والمصالح الوطنية الإيرانية ويجب الحد منها.

وإلى ذلك، عقدت مؤخرا جلسة حوار في مجلس العموم البريطاني تناولت حقوق الإنسان في إيران وبالتحديد مجزرة السجناء السياسيين في العام 1988 وذلك بدعوة من النائبة ترزا ويليرز عن منطقة بارنت. وقالت النائبة ترزا ويليرز في كلمتها: كان كثيرون من المراقبين يأملون أن يؤدي انتخاب روحاني رئيسا للجمهورية في إيران إلى تطور موضوع احترام حقوق الإنسان في إيران. ولكن مع الأسف ليست هناك شواهد مقنعة لذلك. ويبدو أن الوضع في حالات أصبحت أكثر تدهورا.