تفاصيل جديدة حول مقتل "رشا".. غرفة على تليغرام هي المحرّض

بتسعين طلقة، وبمباركة أصدقاء السلاح، أنهى "بشار بسيس" حياة شقيقته "رشا" البالغة من العمر 22 عاماً، بحجّة غسل العار الذي ألحقته الفتاة بالعائلة، وذلك في منطقة جرابلس.

تنظر الفتاة إلى كاميرا التصوير بطلب من شقيقها، لتغيب بعدها ملامح الخوف الواضحة على وجه الفتاة، إلا أنّ الغبار الذي خلّفته رصاصات الغدر، لم يستطع حجب جريمة لم تكن الأولى من نوعها، يفلت فيها القاتل من العقاب بحجّة الشرف.

مصدر مسؤول في جرابلس قال لـ "أنا برس" إنّ شرطة جرابلس باشرت تحقيقاتها فور انتشار المقطع المصوّر على وسائل التواصل الاجتماعي، وتبيّن أنّ الفتاة وعائلتها غادروا مخيّم جرابلس منذ خمسة أيّام إلى جهة مجهولة.

وأضاف أنّه بمتابعة التحقيقات يعتقد بأنّ المنطقة التي حدثت فيها الجريمة تقع بين عفرين وإدلب، والتحقيقات مستمرّة للوصول إلى المنطقة التي رحلت إليها العائلة، حيث سيتم تحويل الضبوط إلى الجهة المسؤولة عن تلك المنطقة.

روايات كاذبة

أكّد المصدر أنّ ما انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي حول علاقات جنسيّة من قبل المغدورة غير صحيح، وكل ما في الأمر أنّ حساباً على تطبيق "تلغرام" نشر صورة لـ"رشا" في خيمتها وهي ترتدي ثياب المنزل وحاسرة الرأس، مّا دفع بأهلها اعتبار الصورة عار قد لحق بهم.

بعض من سكّان المخيّم -رفضوا ذكر اسمهم- أكّدوا أيضاً أنّ الصورة التي انتشرت على قناة في تطبيق "تلغرام" هي ما أودت بحياة الفتاة، فشقيقها هدّدها بالقتل بعد أن رأى الصورة، مضيفين أنّه لم يلاحظ على الفتاة أي تصرّف لا أخلاقي طوال فترة إقامتها بالمخيّم.

جرائم الكترونيّة

شرطة جرابلس وعلى لسان أحد المسؤولين -رفض ذكر اسمه أيضاً- قالت إنّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت السبب الرئيسي لأغلب الجرائم والنزاعات التي تحدث في المنطقة، فبعض غرف الواتساب وقنوات التلغرام وحتّى صفحات الفيسبوك تتعمّد بث أخبار كاذبة ومفبركة، وأحيانا تستغل حوادث صغيرة لتجعل منها قضايا كبيرة تزهق بسببها الكثير من الأرواح. ولفت المسؤول إلى أنّ هذه الغرف في الغالب تدار من قبل أجهزة مخابرات نظام الأسد أو جهات أخرى لا تريد بقاء حالة الاستقرار في المناطق المحرّرة.

يذكر أنّ القاتل "بشار بسيس" من مواليد ريف حماة، نزح مع عائلته إلى مدينة جرابلس بعد اشتداد وتيرة المعارك والقصف الذي طال قرى المنطقة، وكان يعمل مقاتلاً مع عدد من الفصائل المسلّحة في المنطقة.

اقرأ/ي أيضًا:

 المرأة السورية.. فاعلية سياسية تحدها الكثير من العقبات (تحقيق)

 المرأة السورية تجمع يمنيات وسودانيات ومصريات في كادر واحد.. عطاء بلا حدود 

هل استطاعت منظمات المجتمع المدني السوري تفعيل دور المرأة وتمكينها؟