حلول محدودة أمام "هيئة تحرير الشام" في إدلب

يُعدّ ملف "هيئة تحرير الشام" شمال سوريا، من أهم ملفات القمة الروسية - التركية التي انعقدت في سوتشي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، ولحلحلة هذا الملف يجب الدمج بين الحلول السياسية والعسكرية وتأمين ضمانات سياسية لمن أراد الخروج من إدلب من عناصر الهيئة (بحسب مراقبين).

الباحث ماجد علّوش قال لـ "أنا برس" إن خياري التدوير الداخلي والخارجي غير قابلين للتطبيق حالياً، داخلياً: بسبب عدم وجود جبهات داخلية حالياً يمكن أن ينتقل إليها من يرفض الحلول السياسية من قيادات وعناصر الهيئة".

وأضاف أنّه ظل الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب لا يمكن وجود أية دولة تقبل باستقبال عناصر الهيئة (السوريون منهم والأجانب).. ويمكن طرح فكرة اندماج من يرغب بالحل السياسي مع إحدى الفصائل المقاتلة لتساهم أيضاً في الحرب القائمة على الإرهاب في المنطقة.

خيارات محدودة

فيما قال المحامي المطلع على شؤون الجماعات الجهادية علي الشريف، إن الخيارات الحالية المطروحة أمام "هيئة تحرير الشام" ضيقة جداً ومحدودة ويمكن تلخيصها إما بالمواجهة أو حلّ نفسها عسكرياً والاندماج في تشكيلات أخرى معتدلة أو محاولة التغيّر إيديولوجياً لتصبح مقبولة دولياً.

وأضاف أنّ الحل الأخير تدخل فيه تفاصيل وتعقيدات كثيرة من الممكن أن تكون معيقة لتنفيذه منها الخلافات الداخلية في الهيئة ووجود أجنحة متشددة قد تنقلب على الهيئة نفسها وتتسبب بنزاعات قد تتطور لتصبح نزاعات مسلّحة، ويمكن أن تؤدي إلى التحاق بعضهم بتنظيم "داعش".

ولفت إلى أن خروج عناصر الهيئة من إدلب إذا ما تُّفق عليه فله تفاصيل كثيرة يجب أن تؤخذ بالحسبان؛ أهمها أين ستكون الوجهة المقبلة لمن يريد الخروج.. وكيف سيتم الحصول على ضمانات في مناطق العبور وخصوصاً عناصر الهيئة السوريين. ورأى أن خيار المواجهة هو الأصعب كون الهيئة تواجه مجتمعاً دولياً يخوض حرباً ضد الإرهاب كما أنها تواجه مجتمعاً داخلياً يرفض بغالبيته التطرّف الإسلامي البعيد كل البعد عن غالبية المجتمع السوري.

ويبقى السؤال المهم -بحسب "الشريف"- هل يمكن أن تقوم الهيئة بتقديم تنازلات كي تصبح مقبولة دولياً؟ وقال: أعتقد بأن هذا صعب التحقيق كون فكر القاعدة يقوم على مبدأ الحدود والذي من شأنه أن يخلق نزاعات داخلية واقتتال في صفوف الهيئة.

نزع السلاح

الخبير العسكري والاستراتيجي فايز الأسمر أكّد على الخيارات شبه المعدومة المتاحة أمام "هيئة تحرير الشام"، فخيار نزع سلاح الهيئة ينطوي على صعوبة بالغة وقد يتسبب بنزاعات داخلية.

أمّا وبخصوص خيار حل الهيئة نفسها واندماجها بالفصائل الأخرى رأى "الأسمر" أنّ هذا الأمر لن يكون مجدياً في المنطقة كون عناصر الهيئة، لاسيما الأجانب منهم مستهدفون داخلياً وخارجياً تبعاً لنوعية الفكر الذي يحملونه، مشيراً إلى أن الحل الأخير الذي قد يتم اللجوء إليه دولياً هو التصفيات الداخلية بدءاً بالقيادات.