المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

نظام الأسد يسلب ربع المعونات ويوزعها للجيش.. والجمعيات الخيريّة لاحول ولا قوّة

 
   
17:06

http://anapress.net/a/328363753071746
822
مشاهدة


نظام الأسد يسلب ربع المعونات ويوزعها للجيش.. والجمعيات الخيريّة لاحول ولا قوّة

حجم الخط:

كشف موظّف في إحدى الجمعيّات الخيريّة في دمشق عن نحو 80 بالمئة من سكّان دمشق يعانون الفقر ويحتاجون لمساعدات إنسانيّة عاجلة، وأنّ الجمعيّات الخيريّة لا تستطيع سد احتياجات الأسر الفقيرة في دمشق، لاسيما أنّ مؤسّسات النظام السوري لا تقدّم أي مساعدات عينيّة أو نقديّة لهم.

شروط قاسية

خلال اتّصال عبر تطبيق المحادثات "واتساب" مع الموظف الذي خرج حديثاً من دمشق هربا من الخدمة الاحتياطيّة (والذي طلب عدم ذكر اسمه)، قال إنّ كل الجمعيّات التي تعمل في مناطق سيطرة النظام السوري تتبع لثلاث جهات وهي وزارة الشؤون الاجتماعيّة والعمل ووزارة الأوقاف والمحافظة، ولا يمكن لأي جمعيّة أن تزاول عملها دون موافقة الجهات الثلاث.

وأضاف أنّ الموافقات لا تمنح إلّا بعد دراسة دقيقة عن مصدر الأموال والتوجّهات السياسيّة لكلّ عامل في الجمعيّة المراد تأسيسها.

بيروقراطيّة النظام تعيق العمل الخيري

"الجمعيات المعنيّة بالفقراء والأطفال والأيتام وغيرها لا تستطيع إعطاء أي حصّة غذائيّة أو ماليّة أو كفالة عائلة إلا عبر قوائم توافق عليها وزارة الشؤون الاجتماعيّة والعمل" وحتّى هذه القوائم يجب أن تكون مرفقة بأوراق ثبوتيّة، فمثلا كفالة المطلّقات تحتاج إلى إوراق طلاق وشهادات وغيرها، وكفالة الأيتام تحتاج لشهادة وفاة الأب وهذا أمر شبه مستحيل في حالات الأطفال الذين قدموا من الغوطة وحمص وغيرها من المناطق التي شهدت حروب وقصف ودمار.

كل تلك الثبوتيات (بحسب الموظّف) تحرم عوائل وأطفال في أغلب الأحيان من الحصول على المساعدات الإنسانيّة، وفي حال تجاوزت أيّ جمعيّة القوائم الموافق عليها فأنّ السلطات قد تغلق الجمعيّة وتحيل جميع أعضائها إل التحقيق.

بدورها تواصلت "أنا برس" مع السيّدة "منى" من الغوطة الشرقيّة، وهي والدة لأربعة أطفال قتل زوجها في الحملة العسكريّة التي شنّها نظام الأسد على المنطقة، واضطرت للذهاب إلى دمشق خلال عمليّات التهجير القسري، والتي أكّدت أنّها لم تتمكّن من الحصول على أيّ معونة من الجمعيّات الخيريّة إلا بعد تقديم شهادة وفاة باسم زوجها، إلا أنّ السجل المدني طلب قرار محكمة يثبت واقعة الوفاة، بينما رفضت المحكمة إصدار قرار بهذا الشأن إلا بعد مرور خمس سنوات على فقدان زوجها، وهذه المعضلة -كما تقول منى- يعاني منها الكثير من المهجّرين من مناطق سيطرة المعارضة إلى مناطق سيطرة النظام.

أكثر من ربع التبرّعات يسلبها النظام

النظام يأخذ ما بين 20 – 25 بالمئة من تلك المعونات ليوزّعها على مقاتليه

يشرف على المال المتدفّق إلى الجمعيّات (كما يقول الموظّف) لجان من المحافظة ووزارة الشؤون الاجتماعيّة والعمل، وعلى الرغم من أنّ الأموال تأتي من خلال جهود شخصيّة وعلاقات مع المتبرّعين، ولا تكفي لسدّ احتياطات أكثر من 40 بالمئة من المحتاجين المسجّلين على القوائم، إلا أنّ النظام يفرض قيودا كبيرة على التمويل، ويأخذ ما بين 20 – 25 بالمئة من تلك المعونات ليوزّعها على مقاتليه في الجيش وبعض المليشيات المرتبطة به..

ومن الحوادث التي يرويها أنّ تاجراً دمشقيّاً تبرّع بألعاب للأطفال في عيد الأضحى الماضي، إلا أنّ نظام الأسد منع توزيعها إلا بعد أن أخذ نصف الألعاب لتوزيعها على أطفال مقاتليه، وسمح بتوزيع النصف الآخر عن طريق الجمعيّات، كما سلب أكثر من ثلتي المعونات الغذائيّة التي دخلت إلى الهلال الأحمر عن طريق الأمم المتّحدة في النصف الأوّل من عام 2018، ومنها 5000 سلّة غذائيّة استحوذ على 3500 سلّة منها ولم يتم توزيع سوى 1500 سلّة عن طريق الهلال الأحمر.

دور الكنيسة في دمشق

على الرغم من أنّ معظم المسيحيين الدمشقيين لم يكن لهم توجّه واضح أو اصطفاف مع أي طرف من الأطراف خلال الأحداث في سوريا، وعلى الرغم من أنّ الكنيسة انحازت للإنسانيّة، وكانت تتلقى دعمها من مسيحيي العالم ومن الفاتيكان -كما يقول الموظّف- وتوزّعه على العائلات الفقيرة، إلا أنّ النظام أيضا يأخذ حصّته منها، والكنيسة مجبرة على السكوت لتستطيع الاستمرار في العمل.

ومن الحوادث المشهورة أنّ الكنيسة كفلت عدداً من العوائل المسلمة الفقيرة في شهر رمضان الماضي، لكن نظام الأسد منعها من العمل إن لم يحصل على 25 بالمئة من المعونات لصالح اسر مقاتليه.

مدينة الفقراء

يختم الموظف حديثه بأنّ الفقراء في دمشق يحتاجون لمدينة فقراء وأنّ الأيتام يحتاجون لمدينة أيتام وأنّ مناطق النظام غابت فيها الطبقة المتوسطة لتبقى طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء، حتّى الموظّف لم يعد من الطبقة التي تعيش حدّ الكفاف، بل أصبحوا من الفقراء فالرواتب لا تكفي أسبوعا واحداً وسط الغلاء الفاحش وانهيار الليرة السوريّة، وتسلّط الكثيرين في مناطق الناس على رقاب الناس ولقمة عيشهم.




كلمات مفتاحية