المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

المنطقة الآمنة.. الشيطان يكمن في التفاصيل بين أنقرة وواشنطن

 
   
13:41

http://anapress.net/a/325145666132010
607
مشاهدة


المنطقة الآمنة.. الشيطان يكمن في التفاصيل بين أنقرة وواشنطن
قوات تركية- أرشيفية

حجم الخط:

على الرغم من توصل أنقرة وواشنطن لاتفاق مبدئي حول المنطقة الآمنة، ورغم التصريحات التركية التي تؤكد على أن هناك آلية عمل مشتركة مع الولايات المتحدة.. وأنها ستنطلق الأسبوع المقبل.. إلا أن هناك خلافات عميقة بين الطرفين بشأن "وحدات حماية الشعب" الكردية ومصيرها في تلك المنطقة.

أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، أن هناك خلافًا بين الولايات المتحدة وتركيا حول "وحدات حماية الشعب" (الكردية).. وخلال ندوة عُقدت في معهد "أسبن" للدراسات الإنسانية بواشنطن، أمس، الجمعة 16 أب، تطرق جيفري إلى آخر تطورات الأوضاع في شمال شرقي سوريا، مؤكدًا أن هناك اختلافًا في الأدوار التي تقوم بها كل من واشنطن وأنقرة هناك.

وأشار جيفري، طبقاً للتصريحات التي نقلتها تقارير إعلامية، إلى أن "وحدات حماية الشعب" حليفة للولايات المتحدة، مبينًا أن بلاده وتركيا تقفان على طرفي نقيض حيالها.. مؤكدا أن قاعدة (وحدات حماية الشعب) جاءت من (حزب العمال الكردستاني)، وتركيا تعتبرهم (إرهابيين)، أما نحن فلا نعتبر أولئك المواطنين السوريين (إرهابيين).

وأضاف في هذا الصدد أن (وحدات حماية الشعب) ليست مُدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية، ولا على قائمة الأمم المتحدة، وتركيا تطالب بفك ارتباطنا وتحالفنا معها، كما سبق أن هددت الولايات المتحدة الأمريكية.

وبالتزامن مع الاتفاق الأمريكي- التركي، عقدت مباحثات بين "مجلس سوريا الديمقراطية" والنظام السوري، تمت بإشراف موسكو وقاعدة حميميم، وتركزت المباحثات على ملف شرق الفرات، والاتفاق التركي الأميركي.. ووضع النظام شروط أمام "مسد" مقابل التعاون معه في وجه التهديدات التركية.. وفق مصادر إعلامية. (اقرأ/ي أيضاً: اتفاق محتمل بين أنقرة والنظام السوري.. و"وحدات حماية الشعب" كلمة السر).

وعلى الجانب الرسمي تؤكد "قسد" وجود مفاوضات غير مباشرة مع تركيا، وهذا ما كشفه القائد العسكري العام "لقسد" مظلوم عبدي، مؤخراً خلال لقاء صحفي مع إحدى الوكالات المقربة من "الوحدات الكردية" بقوله: "إن اللقاءات بين شمال وشرق سوريا والدولة التركية تتواصل بهدف حل المشاكل".

تعليق

وفي أول تعليق رسمي على إقامة المنطقة الآمنة، حذرت موسكو مما وصفته محاولات تقسيم شمال شرقي سوريا، برعاية واشنطن وأنقرة.. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، "من دواعي القلق استمرار محاولات لما يبدو أنه فصل شمال شرقي سوريا (…) لا يمكن القبول باقتطاع أراض سورية تحت أي ذريعة، بما في ذلك حجة مكافحة الإرهاب"

بالمقابل أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس الجمعة، أن مركز العمليات المشترك مع الولايات المتحدة لتأسيس وإدارة منطقة آمنة بشمال شرق سوريا، سيعمل بكامل طاقته الأسبوع المقبل

 تعتبر تركيا أن إنشاء المنطقة الآمنة يأتي من أجل الحفاظ على أمنها القومي، وتسعى إلى إفراغ شريطها الحدودي مع سوريا من عناصر "وحدات حماية الشعب"
 

وأضاف أكار، أن "أنقرة وواشنطن اتفقتا بشكل عام على المراقبة والتنسيق فيما يتعلق بالمجال الجوي في المنطقة"، وفقا لما نقلته وكالة "الأناضول".

ونوه أكار إلى أنه "تم الالتزام إلى الآن بالجدول الزمني المحدد حول مركز العمليات المشترك (مع واشنطن) دون أي مشاكل، وننتظر الالتزام به في المستقبل"... معتبرا أنه "لا يوجد لدينا أي تفسير حول تعاون حلفائنا مع ي ب ك الإرهابية وننتظر منهم إنهاء ذلك في أقرب وقت".

وكانت وزارة الدفاع التركية قد أكدت أمس الأول الخميس، أنها "ستعلن للرأي العام عن الأنشطة المنفذة بالتنسيق مع الولايات المتحدة، عندما يحين الوقت والمكان"، في حين قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن بلاده حصلت على وعد من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن يكون عمق المنطقة الآمنة 20 ميلًا (أي ما يعادل 32 كيلومترًا).

وتعتبر تركيا أن إنشاء المنطقة الآمنة يأتي من أجل الحفاظ على أمنها القومي، وتسعى إلى إفراغ شريطها الحدودي مع سوريا من عناصر "وحدات حماية الشعب"، التي تصنفها تركيا "إرهابية"

وتختلف أنقرة وواشنطن على نقاط عدة فيما يتعلق بـ “المنطقة الآمنة”، إذ تتطلع تركيا لإقامة المنطقة بعمق 30 إلى 40 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، وتولّي السيطرة عليها، وإخراج المقاتلين الكرد منها، بينما تريد واشنطن أن تكون المنطقة بعمق خمسة كيلومترات دون دخول القوات التركية أو المدعومة منها.

وتهدد تركيا بشن عملية عسكرية ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) شرق الفرات في سوريا، في حال لم تتوصل لاتفاق مع أمريكا بشأن المنطقة الآمنة.

في ظل ازدحام كل المواقف والتصريحات حول المنطقة الآمنة.. تثار عدة استفسارات حول حقيقية إقامة المنطقة الآمنة شرق الفرات من عدمه؟ وما هو موقف روسيا والنظام السوري من إقامة المنطقة الآمنة؟ وفي حال اختلفت واشنطن وأنقرة هل سيكون هناك عمل عسكري تركي شرق الفرات؟

خلاف

ويقول الخبير بالشأن التركي عبد الله سليمان أوغلو، فيما يخص المنطقة الآمنة لا يزال هناك خلاف بين أنقرة وواشنطن، ولم يتم الإفصاح عما تم الاتفاق عليه بالضبط بين الطرفين، إذ لا تزال تصر تركيا أن يكون عرض المنطقة الآمنة ما بين (30 – 35) كيلو متراً، بينما التصريحات الأمريكية حتى الآن تتحدث عن 5 كيلو متر عرض المنطقة الآمنة وتكون خالية تماما من "وحدات الحماية".. وتكون فيها قوات تركية..  تليها 9 كيلومتراً فيها قوات أمريكية وبعدها 5 كيلو متر فيها قوات "قسد". على حد وصفه.

وأوضح أوغلو في تصريحات لـ "أنا برس"، أن عمق المنطقة الآمنة ن لم يتم الاتفاق عليه حتى الآن، كذلك لم يتم الاتفاق على ماهية وطبيعة القوات التي ستنتشر في تلك المنطقة لحفظ الأمن.. وكذلك لم يتم تحديد جدول زمني لهذا الاتفاق.. الأتراك مصرون على تنفيذ المنطقة الآمنة سواء بالسلم أو بالحرب.. والحرب حتى الآن أقرب إلى السلم لتنفيذ المنطقة الآمنة، ذلك أن هناك تصريحات من قادة أتراك بتنفيذ المنطقة الآمنة سواء برضاء الولايات المتحدة الأمريكية أو بغير رضاها.

التصعيد الحاصل في إدلب من قبل روسيا جاء لإثناء أنقرة على إقامة المنطقة الآمنة
أوغلو

واعتبر أن التصعيد الحاصل في إدلب من قبل روسيا جاء لإثناء أنقرة على إقامة المنطقة الآمنة؛ لأن التصريحات الروسية تشير إلى أن إنشاء المنطقة الآمنة يعني تقسيم الجغرافية السورية.. لذلك تشرف روسيا على مفاوضات بين النظام السوري وقوات "قسد" لتسليم تلك المناطق للنظام قبل دخول الأتراك إليها.. مشيرا أنه لم يتم التوصل حتى الأن إلى أي اتفاق بينهما.

وفيما يخص القوات الكردية، يعتقد أوغلو بأن قوات قسد "لن تطول بلح اليمن ولا عنب الشام"؛ لأنها تريد إرضاء أكثر من طرف من الأطراف المتنازعة على شرق الفرات.. فهي تريد إرضاء واشنطن من طرف والنظام السوري من طرف أخر.. كما أن هناك مفاوضات غير مباشرة بين قوات "قسد" وتركيا حول شرق الفرات.

ويختم الخبير بالشأن التركي تصريحاته بقوله: إننا ننتنظر نهاية هذا الشهر.. حيث أنها ستكون حاسمة من جهة تنفيذ خطوات أكثر جدية وعملية وفق الاتفاق الأمريكي – التركي والتي حتى الآن هي غامضة . أو الوصول إلى نقاط وسطية بين تركيا والقوات الكردية.. أو سيكون الحل العسكري هو القائم في حال فشلت كل الحلول الدبلوماسية.. فالمنطقة في حالة غليان عسكري وسياسي.