http://anapress.net/a/297504019875591
التحرك المكوكي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأمس بين سوريا ومصر وتركيا، والمتابعة الشخصية للمبادرة التي طرحها وهي ما سميت "بالحوار الوطني السوري" يدل على الاهتمام الشخصي لبوتين بإيجاد صيغة حل للأزمة السورية قبل الانتخابات الروسية.
وزيارته لأنقرة كما يرى مراقبون أنها تحمل في طياتها تطمينات للجانب التركي من الميليشيات الكردية المتاخمة لها على الحدود من الجانب السوري، مقابل تعاون أنقرة في اجتماعات سوتشي المزمع عقده في أوائل شهر شباط.
يؤكد الكاتب والإعلامي الباحث في العلاقات الدولية الدكتور باسل الحاج جاسم أن كل من تركيا وروسيا بحاجة للسلام في المنطقة، وهذا يشكل نقطة تلاقٍ رئيسية، بالإضافة إلى الشق الاقتصادي والطاقة، وهو ما يصبح أساساً للتعاون السياسي بين البلدين، ومزيد من استمرار الحرب في سورية يجلب المزيد من الخسائر لروسيا، كذلك انتشار الإرهاب والانفصال وعدم الاستقرار في تركيا، وفي المنطقة.
ويقول الحاج جاسم خلال حديثه لـ "أنا برس" إنه من المتوقع أن تنعكس هذه التفاهمات، بصورة أو بأخرى، في الملف السوري. وهنا لا يمكن إغفال حقيقة تغير الأولوية التركية في الساحة السورية، منذ شهور عديدة، حيث بات المشروع الكردي في شمال سوريا، والمدعوم أميركياً، مبعث قلق كبير لأنقرة، ما يجعل النقاط الخلافية الأخرى مجرد تفاصيل، يمكن مناقشتها لاحقاً، بالإضافة إلى تحالفاتٍ في مناطق أخرى، خصوصاً في منطقة القوقاز
ويشير الكاتب والباحث إلى أنه لليوم لا أحد على وجه الدقة يستطيع تحديد ما تم الاتفاق عليه تماما بين بوتين وأردوغان في أول لقاء بينهم بعد المصالحة، فالمتابع لتسلسل الاحداث لا يمكنه عدم ملاحظة خارطة طريق روسية - تركية يجري تنفيذها في سوريا تدريجيا، كان أولها انطلاق درع الفرات في آب أغسطس العام الماضي، مرورا باتفاق حلب، وتلاه محادثات استانا. وأيضاً اتفاق مناطق خفض التصعيد التي أتاحت للجيش التركي الدخول الى مناطق معينة في محافظة ادلب،
وفيما يخص مدينة عفرين وبسؤاله، هل هناك نية روسية لسحب قواتها من بعض قرى عفرين وبالتالي دخول القوات التركية؟؟ يعتقد الحاج جاسم، إن الاعلان الروسي بسحب قواته هو لإتاحة الفرصة لتركيا أو غيرها لملأ الفراغ، فروسيا على ما يبدو تريد أن تشاركه أطراف أخرى في حمل "المعضلة السورية"، وتركيا منذ فترة هي شريك في هذا المجال.
وكانت قد ذكرت صحيفة حرييت أنّ قرار سحب القوّات الروسية تُعد بمثابة اللبنة الأخيرة في التجهيزات التي تُسيّر لعملية عفرين، ودليلا على أنّ التجهيزات أوشكت على الانتهاء. وبحسب الصحيفة أن ما يقف خلف قرار سحب القوات الروسية التي تمتلك قواعد عسكرية في اللاذقية وطرطوس وحمص، هو مشروع "القوى المشتركة" الذي تمّ التوصّل إليه عبر التعاون الروسي-التركي-الإيراني.
وأردفت الصحيفة أنّ لقاء على مستوى وفود روسية وتركية وإيرانية عُقد في إطار مشروع الجيش المشترك الذي يهدف إلى إرساء السلام والأمن في مناطق سورية عدّة مثل اللاذقية وحلب وحمص وحماة.